18-أكتوبر-2024
جورجيا ميلوني

باتت ميلوني شخصية مؤثرة في الاتحاد الأوروبي (تايمز)

تقود إيطاليا حملةً في عاصمة الديبلوماسية الأوروبية بروكسل لإقناع الدول الأوروبية بتطبيع العلاقات مع نظام الأسد في سوريا، وتتزعم رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، الحملة بنفسها، حيث تدعو نظراءها لإعادة العلاقة مع دمشق، مبررةً ذلك، حسب صحيفة التايمز البريطانية، بحلّ ما تسميها أزمة الهجرة غير النظامية من جهة، وإعادة اللاجئين السوريين البالغ عددهم حوالي المليون إلى بلادهم، من جهةٍ أخرى.

وهي دعاية تعزف على وترٍ حسّاس لدى القادة الأوروبيين الذين وجدت ميلوني آذانًا صاغية لديهم، وإن كان التردد والتشكيك في العواصم الأوروبية الكبيرة ما يزال سيد الموقف من جدوى تطبيع العلاقات مع نظامٍ متهم بارتكاب جرائم ضدّ الانسانية.

وأثارت صحيفة التايمز هذا الملف، بالتزامن مع تجهّز ميلوني لزيارة لبنان، اليوم الجمعة، بعد قمة الاتحاد الأوروبي الأخيرة التي استطاعت فيها إقناع بعض الدول بوجهة نظرها حول الهجرة، وتهدف الزيارة ظاهريًا، حسب التايمز، إلى دعم الجنود الإيطاليين من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة "يونيفيل"، لكن الهدف الحقيقي منها "هو مناقشة أزمة اللاجئين مع الرؤساء في المنطقة".

وكانت رئيسة الوزراء الإيطالية قد عينت سفيرًا لها في دمشق، معتبرةً ذلك خطوة حاسمة نحو خطتها لإعادة اللاجئين السوريين.

ميلوني أصبحت مع الوقت شخصيةً مؤثرة في الاتحاد الأوروبي خصوصًا في ما يتعلق بقضايا الهجرة

ويرى تقرير التايمز أنّ نهج ميلوني تجاه سوريا وسعيها لتجديد العلاقات مع الأسد يمثّل تحولًا كبيرًا في السياسة الأوروبية، بعيدًا عن "النهج الإنساني السابق" في التعامل مع قضايا الهجرة، مما يعكس تأثير رئيسة الوزراء المتزايد على إستراتيجية الهجرة في الاتحاد الأوروبي.

وتضيف التايمز أنّ ثمّة شعورًا متجددًا وملحًّا في أوروبا للتعامل مع أزمة اللاجئين، في ظل تصاعد الحرب في الشرق الأوسط، خصوصًا بعد توسيع إسرائيل هجماتها على غزة لتشمل لبنان.

ونوّهت التايمز إلى أنّ الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على لبنان أدّت إلى نزوح أكثر من مليون لبناني، ويخشى القادة الأوروبيون من أن يفضي عدم الاستقرار في المنطقة والنزوح الداخلي فيها إلى موجة هجرة أكبر إلى أوروبا.

وعادت التايمز لتؤكد مجددًا أن رئيسة الوزراء الإيطالية ميلوني حثت على التعاون مع الأسد، خلال القمة لضمان "العودة الآمنة والطوعية للاجئين"، وكان الاتحاد الأوروبي قد قطع علاقاته مع الرئيس السوري في 2011 بعد قمعه العنيف للثورة السورية، ما أدى إلى نزوح 14 مليون سوري.

وتلفت التايمز الانتباه إلى أنّ ميلوني أصبحت مع الوقت شخصيةً مؤثرة في الاتحاد الأوروبي، خصوصًا في ما يتعلق بقضايا الهجرة، وقد دفع موقفها المتشدد الاتحاد الأوروبي إلى تبنّي خطوات "صارمة" نحو اللاجئين لم يكن من الممكن تصورها في السابق، ومنها إنشاء معسكرات على حدود أوروبا لاحتجاز المهاجرين غير النظاميين.

ويعزز موقف رئيسة الوزراء مشاركة رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، مخاوفها حول تأثير الأوضاع في الشرق الأوسط على الهجرة، مما يشير إلى نمو نفوذ ميلوني وتزايد اهتمام الاتحاد الأوروبي بمقترحاتها وفقًا لقراءة التايمز.