02-سبتمبر-2024
ترامب ونتنياهو وبوتين

الثلاثي الشرير في القرن الحادي والعشرين (مواقع التواصل)

يمثل الثلاثي، المكون من رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ النسخة الحديثة لـ"ثلاثي الشر" الذي حكم القرن الماضي، حسب تقييمٍ لصحيفة "الغارديان" البريطانية، اعتبر مُعدّه، وهو الكاتب والصحفي سيمون تيسدال، أنّ هؤلاء هم خليفة الثلاثي الشهير في القرن العشرين: جوزيف ستالين، وأدولف هتلر، وماو تسي تونغ.

المفارقة، حسب مقال "الغارديان"، أن هؤلاء الأشرار يَعدُّون أنفسهم ضمن قائمة الأبطال التاريخيين التي ترسخت في خيال القرن الـ19، وكانت تحمل كل صفات الأبطال من "قوةٍ وجاذبية وعبقرية فذة وقدرة على التأثير بالعالم وتغييره للأفضل".

ويظن ترامب ونتنياهو وبوتين أنفسهم ـ خطئًا ـ  أنهم على غرار أولئك الرجال العظام، بل وفوق ذلك يحسبون أنهم مكلفون بمهمةٍ "مقدسة" لقيادة من حولهم من شعوبٍ وبلاد، وإنقاذهم من جهلهم.

يشترك ترامب وبوتين ونتنياهو، في أنّهم: أنانيون كذابون لا يعرفون الصدق والشرف، ويستغلون وسائل الإعلام المتحيزة لنشر خطاباتٍ يحاولون إقناع شعوبهم بها

لكن أوصاف الثلاثي، نتنياهو وترامب وبوتين، تفضح طبيعتهم ومنها "غرورهم" الذي يسوغ لهم فرض آرائهم على من حولهم والمضي قدمًا "بسياساتٍ أدّت لجرائم حرب حول العالم"، و"خبثهم وقلوبهم الباردة المتحجرة التي نست قيمة الحياة وطعمها"، و"قسوتهم الشرّانية وفقدانهم إنسانيتهم"، ويجعل كل ذلك منهم "أشرار القرن الـ21" حسب الصحيفة البريطانية.

جرائم ثلاثي الشر

عدّد مقال "الغارديان" جرائم القادة الثلاثة، وكانت البداية بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهذا متفّهمٌ بالنظر للحساسية البريطانية العالية تجاه روسيا مقارنةً بالولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل اللتان تعدّان حليفتان للمملكة المتحدة، وبالتالي فالخلافات مع شخوص تصل الحكم لا مع الدولتين، بخلاف الحالة الروسية.

يعدّ بوتين "جزارًا" ارتكب "جرائم ضد المدنيين" في مناطق مثل الشيشان وجورجيا وأوكرانيا، إلى جانب سوريا طبعًا التي ما زالت تعاني من آثار التدخل الروسي لصالح سفّاحها بشار الأسد.

وبالنسبة لترامب فهو "قاتل" ضحيّتُه الديمقراطية الأميركية. وكان على وشك أن يُقحم أميركا في حربٍ أهلية ثانية بعد رفضه نتائج الانتخابات 2019، ومباركته اقتحام أنصاره مبنى الكابيتول في واشنطن.

أما رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو، فهو مجرم حربٍ يصر على إعادة احتلال قطاع غزة ومنع الهدنة الانسانية، كما يحاول أيضًا "إعادة غزو الضفة الغربية" منذ الأسبوع الماضي، وينوي غزو لبنان، وأسفرت حربه عن مقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني، أغلبهم مدنيون من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 100 ألف مصابٍ وجريح، وجعل قطاع غير مكانًا غير آمن لأي شكلٍ من أشكال الحياة، بعد ضرب البنية التحتية الصحية والخدمية والطرقية.

عناصر يشترك فيها ثلاثي الشر

يشترك ترامب وبوتين ونتنياهو، حسب "الغارديان"، في أنّهم: أنانيون كذابون لا يعرفون الصدق والشرف، ويستغلون وسائل الإعلام المتحيزة لنشر خطاباتٍ يحاولون إقناع شعوبهم بها.

وفي حين يلجأ نتنياهو وترامب للصراخ والتهديد، يفضّل بوتين الابتسام بهدوءٍ والتذمر والاختباء عندما تسوء الأمور كما في كورسك حاليًا بعد اقتحام القوات الأوكرانية لها.

ولكلٍ من نتنياهو وترامب وبوتين - الذين يدّعون أنهم من عظام الرجال - رؤيته، فبوتين يواصل السعي لاستعادة الإمبراطورية السوفياتية، ويحافظ على منصبه من خلال تهديد جو بايدن بالصواريخ النووية.

أما نتنياهو، فيهدف إلى احتلال فلسطين بالكامل وتحقيق نصرٍ حاسم في الصراع المستمر مع إيران وحركات المقاومة المسلحة في فلسطين ولبنان. ولتحقيق هدفه، يجعل من مفهوم "معاداة السامية" أداةً لتحقيق مكاسب سياسية.

وبالنسبة لترامب، الطامح إلى العودة للبيت الأبيض من جديد في انتخابات الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، فهو يريد استعادة عظمة الولايات المتحدة، ولو كان ذلك على حساب دول أخرى، ولهذا الغرض يُصور نفسه على أنه المختار إلهيًا لحل قضايا أميركا ويزعم أنه "نجا بتدخلٍ إلهي" من محاولة اغتياله.

أمام هذه الأمثلة الشريرة، يشير مقال "الغارديان" إلى وجود "أبطالٍ حقيقيين" في العالم حاليًا، مثل نيلسون مانديلا أو أشخاصًا عاديين يُحدثون فرقًا إيجابيا في حياة غيرهم، أما "هؤلاء الثلاثة (نتنياهو وبوتين وترامب) فسوف يسقطون حتمًا كما سقط الأشرار الآخرون من قبلهم.