قدم الفنان الجزائري نجيم بويزول آخر ألبومات مجموعة "لاباس" (لا بأس) الموسيقية ضمن مهرجان الربيع بقاعة الريو بالعاصمة تونس، وسط حضور كثيف، نفذت معه التذاكر قبل فترة من انطلاق العرض، علمًا أن الحفل تم نقله إلى قاعة أكبر من التي بُرمج فيها أولًا.
يغني الجزائري نجيم بويزول قصصًا تتراوح بين الواقع والأمل، بين اللّين والغضب الشديد
نجيم انطلق في الحقل ببعض أغاني ألبومه الجديد، ألبوم حمل اثنتين وعشرين أغنية، عدد يكشف الكرم الموسيقي لهذا الفنان، في زمن الأغنية الواحدة أو "Single"، كرم يترجمه نجيم في تواضعه مع الناس، فهو لا يتوانى عن العزف في الشوارع وسط الناس ومعهم.
اقرأ/ي أيضًا: فضيل حدهم.. يسكن صورة وينام
كل هذا جعل من نجيم أيقونة لدى من سمع أغانيه وتعرف عليه عن قرب، خاصة من فئة الشباب الذين يمثلون جمهور هذه المجموعة، شباب ضاقت عليهم القاعة وتعذر على الكثيرين الولوج إلى العرض وبقوا في الشارع.
غنى ضيف المهرجان أغان على غرار "يا بابور اللوح"، "داوينا" وهي من أبرز الأعمال التي صنعت شهرة المجموعة، ولكنه روّج لألبومه الجديد الذي حمل عنوان "La Route" أي الطريق في ترجمة موسيقية لمسار الفنان، أغان كـ"Insomnie" (أرق) و"Ma liberté" (حريتي)، وهي أغان أنصت الجمهور للجديد منها ليتعرف عليها ورقص وغنى لما يعرفه منها فاهتزت القاعة تحت أقدامهم والجدران عن أجنابهم.
بكل اللغات وعن كل القضايا
سواء غنى بلغته الأم، أي العربية، بالفرنسية أو حتى الإسبانية، يروي نجيم بوزويل عبر صوته المميّز والمعبّر بصدق عن الكلمات التي يؤديها، قصصًا تتراوح بين الواقع والأمل، بين اللّين والغضب الشديد. يغني عن الغربة ساردًا أجواء الفرح والمحن التي تحفّ بمسيرة المغتربين وطريقهم من بلادهم الأصلية إلى البلاد التي يهاجرون إليها، يغني عن الأوضاع التي يمر بها أي مواطن في دول العالم الثالث ومآسيه مع السلطة هناك. أغان شاهدها ملايين المتابعين على اليوتوب كـ"الشمعة"، "Dans mon désert"، "بابور اللوح"، "الكاس يدور"، وثّقت لاباس لأحاسيس ومواقف إنسانية لا يعرفها إلا من عاشها، في محاولة منها لإيصال صوت من لا صوت لهم، أولئك القابعين في ظلمات النسيان وخلف قضبان الحرمان.
يحضّ بويزول سامعيه على التفكير في التنوع الثقافي والحاجة للعيش الموحّد والمشترك رغم كل الاختلافات
واليوم وعبر ألبوم "La Route" تواصل المجموعة نحت مسيرة فريدة عبر أغان مثل "الحقرة" (الاحتقار)، "إفريقيا"، أغان تترجم ثورة نجيم ورفاقه على واقعهم وتطلعهم لأن تكون موسيقاهم كونية تمس البشر أين ما كانوا، موسيقى تتحدث بلغة الجمع، فالهمّ واحد وطريق الخلاص أيضًا واحد.
اقرأ/ي أيضًا: أيوب عمريش.. سندباد المسرح في الجزائر
عن طريق كلمات أغانيه يحضّ بويزول سامعيه على التفكير في التنوع الثقافي والحاجة للعيش الموحّد والمشترك رغم كل الاختلافات، اختلافات ومهما تعاظمت سطوتها وقوي جبروتها فلن تستطيع حجب المصير المشترك.
هذا الألبوم استلهمت فيه المجموعة من موسيقى سيزاريا إيفورا، بوب مارلي، أنوشكا شانكار وباكو دي لوثيا لتنتج للجمهور موسيقى مزيّنة بألوان رحلاتها التي قامت بها في أنحاء المعمورة.
وبعد أربعة أعوام من المزج الفني وخاصة تقاسم موسيقاها مع الآخر، تقترح مجموعة "لاباس" ألبومًا مزدوجًا يحتوي على 22 عنوانًا، وهو ألبوم من إنتاج شركة "تارتين للإنتاج" (Tartine Production) صدر أواخر شهر أفريل المنصرم وهو ثالث ألبومات المجموعة بعد كل من "Tout va bien" (كل شيء على ما يرام) الصادر عام 2007 و"Identité" (هويّة) الذي رأى النور عام 2012.
مسيرة "لا باس"
تأسست مجموعة "لاباس" (لا بأس) على يدي نجيم بويزول وهو مؤلف وملحن ومغن من أصول جزائرية، جمع حوله كلا من تيتو سونو على آلة الغيتار، بينوا هايزبروك على الغيتار باس، إيفون دجاووتي وجوليان أوري على الترومبون "trombone" وطارق معروفي على الإيقاع.
موسيقاهم مزيج بين رومبا الغجر "rumba gitane"، الفلامنكو والموسيقى التقليدية لشمال إفريقيا على غرار القناوة والشعبي. أطلقت مجموعة لاباس أولى ألبوماتها "Tout Va Bien" سنة 2007 (كل شيء على مايرام) بمدينة مونت ريال في كندا الذي انتقل للعيش فيها سنة 2003.
ولدى صدور هذا الألبوم تم ترشيحه لنيل عدة جوائز على غرار الجائزة التي تسندها جمعية صناعة الأسطوانات، العروض والفيديو بالكيباك، الجائزة الكندية لموسيقى الفولك ضمن فئة أفضل ألبوم في موسيقى العالم. سنة 2012 رفعت المجموعة الستار عن ثاني ألبوماتها الذي حمل عنوان "Identité" في كندا، لينطلق منها في جولة عالمية أخذته زيادة عن كندا نحو الولايات المتحدة الأمريكية، كوبا، أوغندا، فلسطين، تونس، لتتجدد المجموعة عام 2015 وتضخ فيه دماء جديدة بانضمام عدد آخر من الموسيقيين وتواصل جولاتها نحو فرنسا، إنجلترا، كولومبيا.
اقرأ/ي أيضًا: