نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية، مقالًا يتناول زيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى العاصمة الصينية بكين، وتداعيات انخراط الصين في التعامل مع نظام الأسد، مشيرًا إلى أن التعامل مع نظام الأسد يزيد "الأعباء" على الصين، مع عدم وجود عوائد مجدية أو مقنعة.
ويقول المعلق في صحيفة "التايمز" روجر بويز، "لقد اعتادت بكين على التعامل مع الأنظمة الديكتاتورية، لكن الديكتاتور السوري يحمل أعباء إضافية".
التقارب الصيني مع نظام الأسد، في المرحلة الحالية قد لا يتجاوز مناكفة الدول الغربية
ويضيف "في أكاديمية الحكام المستبدين المزدحمة، كان بشار الأسد، الجزار، على مدى العقد الماضي هو الأحمق في الزاوية. ليس فقط بسبب عدد القتلى المروع تحت قيادته، نصف مليون، قبل أن تتوقف المنظمات غير الحكومية عن الإحصاء، ولكن لأنه خرج من كل تلك المذبحة، وهو يحكم دولة ممزقة".
أمّا عن سيطرة روسيا وإيران وتركيا والولايات المتحدة على مناطق واسعة في سوريا، نشر وجنود وجواسيس على الأرض، يقول المعلق في الصحيفة البريطانية، "أي ديكتاتور ضعيف يسمح بحدوث ذلك؟ يسمح لروسيا بالسيطرة على المجال الجوي السوري، التي تسمح لإسرائيل بشن غارات جوية على القواعد الإيرانية التي تستضيفها سوريا؟".
الأسد حليفًا لبكين
تربط الصحيفة البريطانية، بين إعلان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والرئيس الأمريكي جو بايدن عن ممر نقل بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا في قمة مجموعة العشرين الأخيرة، وزيارة الأسد للصين، التي شعرت بالقلق من هذا المشروع.
وسيشمل مسار السكك الحديدية، شحن الألياف الضوئية، وخطوط أنابيب الهيدروجين النظيفة الممتدة من الهند عبر الإمارات والسعودية والأردن وإسرائيل، حتى تصل إلى الاتحاد الأوروبي.
وبعبارة أخرى، هذه خطة منافسة لمبادرة الحزام والطريق الصينية، التي انضم إليها نظام الأسد رسميًا العام الماضي.
ويتساءل بويز مرة أخرى، ألا يمكن "أن يكون النظام جزءًا من الرد الذي تقوده الصين على هذه الخطة الغربية؟"، وهو واحد من حلفاء بكين "الأكثر ثقة في الشرق الأوسط".
نظام المخدرات
لكن تقارير عدة تشير إلى أن، الرئيس الصيني شي حذر بشأن التحالف الوثيق مع الأسد، موضحًا أن الصين "قد تندم على دعم الأسد" والكلفة التي قد تأتي من هذا الدعم.
يعرج المقال على انتشار المخدرات، برعاية نظام الأسد الذي تحول إلى أكبر منتجيها حول العالم، إذ يتم إنتاج الكبتاغون، وهو مخدر صناعي يعرف باسم "كوكايين الرجل الفقير"، بكميات ضخمة في سوريا ولبنان، تحت سيطرة النظام.
ويقول باحثون مستقلون إن المنتج يصل في شكل أقراص إلى السعودية، والأردن، لكنه انتشر في جميع أنحاء المنطقة. ويقال إن أفراد عائلة الأسد يحصلون على قسم من الأرباح السنوية تقدر بمليارات الدولارات.
ويعقب المقال، بالقول: "لقد كان للسلطات الصينية الكثير من التعاملات مع الحكومات الفاسدة. ويُزعم أن الصفقات التي تم التوصل إليها داخل مبادرة الحزام والطريق، وما حولها قد تم إنجازها عبر مكافآت فساد".
يعرج المقال على انتشار المخدرات، برعاية نظام الأسد الذي تحول إلى أكبر منتجيها حول العالم
لكن الرئيس الصيني، لن يكون راضيًا عن شراكة يجني فيها النظام الأموال من تجارة المخدرات، ويعود ذلك إلى رغبته في التخلص من "الإذلال الذي أوقعت الدول الغربية الصين فيه، نتيجة نشر الأفيون في البلاد، مما أدى إلى سيطرة بريطانيا على الحصون والموانئ"، بما عرف بـ"حروب الأفيون" في أربعينيات القرن التاسع عشر، وإدمان الشباب الصيني على المخدرات.
ويختتم المقال، بالقول: " كل هذا يجعل الرئيس الصيني شي حذرًا من العلاقات التجارية مع دول المخدرات".