الترا صوت – فريق التحرير
أثار مشروع قانون في الكونغرس الأمريكي لدعم القبة الحديدية الإسرائيلية خلافًا واسعًا داخل صفوف الديمقراطيين، بين مؤيدين للدعم ورافضين له. وأقدم نواب ديمقراطيون أمس الثلاثاء، على عرقلة مشروع قرار بتمويل يصل قيمته إلى مليار دولار، كان معدًا لدعم نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي "القبة الحديدية"، في خطوة وصفت بالأولى من نوعها في تاريخ العلاقات الوثيقة بين واشنطن وتل أبيب.
أثار مشروع قانون في الكونغرس الأمريكي لدعم القبة الحديدية الإسرائيلية خلافًا واسعًا داخل صفوف الديمقراطيين، بين مؤيدين للدعم ورافضين له
وبحسب وسائل إعلام أمريكية، فقد واجه مشروع قانون التمويل عقبة في اللحظة الأخيرة بعد أن عارضت مجموعة من الديمقراطيين في مجلس النواب بندًا بشأن المليار دولار المقدمة لتجديد نظام القبة الحديدية.
اقرأ/ي أيضًا: كيف تصنع السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل؟.. إجابات من ملف إلهان عمر
وأشارت مجلة بوليتيكو الأمريكية إلى أن "النواب الديمقراطيين أزالوا هذا البند من الإجراء قبل دقائق فقط من تصويت كان يعتبر إجرائيًا". بدورها قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية إن "إزالة هذا البند من القانون لا تعني عدم توفير المليار دولار لدعم القبة الحديدية نهائيًا، لكنه بالتأكيد سوف يؤجَّل ويُعرقَل لعدة أشهر"، لتضيف: "قد يُمرَّر القانون وحده خلال الفترة القادمة، وفي حال لم يحدث ذلك فإن الأمر سيبدو خطيرًا".
وبحسب جهات مطلعة على الأمر فإن مجموعة المعترضين على منظومة "القبة الحديدية" دفعوا في وقت سابق من هذا العام لإلغاء صفقة بيع أسلحة لإسرائيل خلال فترة عدوانها على غزة.
وما إن سحب هذا التمويل من مشروع قانون تمويل الحكومة الفدرالية حتى سارع القادة الديمقراطيون إلى التأكيد على أن تمويل "القبة الحديدية" سيتم ولكن في مشروع قانون الميزانية السنوية لوزارة الدفاع الأمريكية، مشددين على أنه لن يكون هناك أي انقطاع في هذا التمويل.
بدوره بادر زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب الأميركي ستيني هوير لطمأنة إسرائيل بأنه سيتم التصويت لصالح الدعم ضمن مشروع قانون جديد يتضمن تمويلًا لمنظومة "القبة الحديدية"، وقال هوير أمام المجلس "لقد تحدثت إلى وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد قبل ساعتين فقط، وأخبرته أن هذا النص سيقر في المجلس"، وأكد "أنه يعتزم أن يطرح على التصويت قبل نهاية هذا الأسبوع مشروع قانون سيمول بالكامل القبة الحديدية"، مشددًا على "أن هذه المنظومة دفاعية وأساسية تمامًا لأمن إسرائيل".
وأوضح زعيم الأغلبية الديمقراطية أنه سيستخدم لإقرار هذا النص، آلية معجّلة تقضي بأن تتم الموافقة عليه بأغلبية ثلثي الأعضاء الحاضرين أو بتصويت شفهي بالإجماع، وبعد التصويت عليه في مجلس النواب يتعين على مجلس الشيوخ إقرار النص بدوره كي يحال إلى الرئيس جو بايدن لتوقيعه ونشره ويصبح قانونًا نافذًا. وأكد هوير أن "الرئيس يريد أن تتم الموافقة على هذا النص"، وكذلك جميع القادة الديمقراطيين في الكونغرس.
من جهته قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن خلال جلسة للكونغرس، مخاطبًا لجنة الاعتمادات بمجلس الشيوخ، إن وزارة الدفاع وافقت على طلب المساعدة العسكرية في ميزانيتها لعام 2022، وإن الولايات المتحدة ستنظر في تحويل المبلغ الإجمالي المطلوب إلى إسرائيل بعد موافقة الكونغرس. من جانبه، أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي في جلسة مجلس الشيوخ نفسها، أن إدارة بايدن ستطلب من الكونغرس الموافقة على ميزانية تجديد نظام "القبة الحديدية".
وأثارت الخطوة التي اتخذها بعض النواب الديمقراطيين غضب زملائهم في الحزب بالإضافة للأقلّية الجمهورية في المجلس. فقد سارع زعيم الأقليّة الجمهورية في مجلس النواب كيفن مكارثي إلى اتّهام خصومه الديمقراطيين "بالإذعان لنفوذ نوابهم الراديكاليين المعادين للسامية"، في حين أعرب بعض النواب الديمقراطيين عن أسفهم للخطوة التي أقدم عليها زملاؤهم.
الحادثة أعادت إلى المشهد الانقسامات التي يواجهها الحزب الديمقراطي بين تيار تقليدي داعم لإسرائيل وآخر تقدمي تقوده النائبات إلهان عمر ورشيدة طليب واليكساندرا أوكسي
الحادثة أعادت إلى المشهد الانقسامات التي يواجهها الحزب الديمقراطي بين تيار تقليدي داعم لإسرائيل وآخر تقدمي تقوده النائبات إلهان عمر ورشيدة طليب واليكساندرا أوكسي ومجموعة من النواب الشباب الذين يعلنون أن إسرائيل دولة احتلال وتمييز عنصري.
اقرأ/ي أيضًا:
من نادلة إلى نائبة في الكونغرس.. كيف اخترقت ألكسندريا كورتيز قواعد اللعبة؟