اخترت أنْ أكون قطعة طينٍ بين يديك
ألَيس أصلُ الخلق طينًا و أصل الفنّ هو أناملُك
أنا رمّال أنثر كلمات الحبّ و فوقها أرمي بعضًا من حصى أوجاعي، و أصدافٍ لا تردد صوت أمواج البحر،
فقط صوتٌ يُقال عنه الأمل،
محبوسٌ داخلها كجنّي..
أصنع بينها خطوطا للعابرين و أقرأ لهم حظًّا ليس كحظّي و مستقبلا لا أعلمه.. أمارس هذه الحيلة حتى أقتات في زمن لست فيه مثلما أريد..
أعيدي تشكيلي كما تريدين،
لكن لا تجعليني أنا.. المتعب،
خذي بشغفٍ حفنة من طين و احكمي بقبضتيك و انفخي فيها..
أنا رجل هوائي فلا تخلطيني بالماء حتى لا أغرق،
أحمل أسْفارا من الحُبِّ،
و أجوبُ ثنايا القلب علّني أصِل،
أقتاتُ الشّوق و راحلتي مرهقة،
فمتى ارتاح حتى أجفِّف دمع الأحزان..؟!
ذات يوم حطّ نورسٌ فوق كتفي،
حسِبت أنّ لي جناحين و أنّي سيّد الأرض و السّماء..
جرّبت الطيران،
خفّقتُ عاليًا،
حتّى نسيتُ نفسي و نسيتُ أنّ الطيور لأوكارها تعود..
اختفى ذلك النّورس بين الغيوم و تركني،
بلا جناح..
من يومها و أنا أخاف النوارس..
و ذلك الصدى في صدري يردّد،
لا تكتُب نصًّا فوق يديّ امرأة فاتنة،
لأنّ نهديها سيتوسّلان الحُبّ..
ستخبُز أنوثتها بقليل من الشّغف و بعضًا من زهر اللوز،
تتذكّرُ أنّها تُفضِّل شذى الفانيليا ذلك المنبعث من جسدها،
فتضيفه أيضًا غير آبهة..
و تنسى أنّ لكَ طعما..
لا تكتُب نصًّا و أنتَ منتشٍ بالحُبّ،
فصفعة خذلان ستجعلُك معلّقًا بالمنتصف،
منكسرًا،
مُشرّدًا بلا خطى..
و تمرّ هي إلى حيثُ لن تصِل أبدًا..
لا تكتب شيئًا،
ما دُمتَ غارقًا تبحثُ عن المعنى المفقود..