03-سبتمبر-2023
منتال

الهاتف الذكي الجديد من شركة هواوي أثار مخاوف من إمكانية تبنيه لتقنية الجيل الخامس.

أعلنت شركة هواوي الصينية قبل أيام إطلاق أحدث هواتفها الذكية، الذي أطلقت عليه اسم مايت 60 برو Mate 60 Pro، لكن الحدث الذي قد يظن البعض أنه اعتيادي أثار قلقًا كبيرًا لدى الولايات المتحدة من التكنولوجيا المستخدمة في الهاتف.

الهاتف الذي أطلقته عملاقة التكنولوجيا الصينية، هواوي، أثناء زيارة وزيرة التجارة الأمريكية، جينا رايموندو، للصين بدا بمثابة تحدٍ للولايات المتحدة، وأثار مخاوف لدى الأخيرة من أن الشركة الصينية نجحت في الالتفاف على العقوبات الأمريكية وتطوير تكنولوجيا تتفوق فيها. 

هواوي بدأت ببيع الهاتف الجديد يوم الخميس الماضي مقابل 6,999 يوان (964 دولارًا أمريكيًا) من دون أن تنشر أي إعلانات عنه قبل ذلك، وهو ما أثار تساؤلات عن إمكانية دعمه لميزة الجيل الخامس 5G من الشبكات . 

لم تعلق الولايات المتحدة على الأنباء بعد، لكن وسائل إعلام صينية حكومية احتفت بها ووصفتها بالانتصار الكبير للصين على العقوبات الأمريكية. 

هواوي أطلقت هاتفها الجديد أثناء زيارة وزيرة التجارة الأمريكية للصين فيما اعتبر رسالة تحدٍ للولايات المتحدة التي تخشى من أن الهاتف يتبنى تقنية الجيل الخامس. 

بول تريولو، الباحث في السياسات التكنولوجية في مجموعة أولبرايت ستونبريدج للاستشارات، قال إن الهاتف الجديد يعد "ضربة كبيرة لكافة الشركات التي كانت تزود هواوي بالمعدات التقنية سابقًا، ومعظمها شركات أمريكية." كما قال إن هذا التطور من شأنه إما أن يعلي أصوات دعوات أمريكية لفرض المزيد من القيود على صادرات البلاد لشركة هواوي، أو أنه سيدفع بشركات أمريكية متخصصة بتصنيع أشباه الموصلات لزيادة صادراتها للشركة ولغيرها من الشركات الصينية من أجل الحفاظ على أرباحها.

وأضاف أن "الأهمية الجيوسياسية البالغة كانت تتمثل في إظهار أن التصميم بأكمله ممكن من دون الحاجة إلى التكنولوجيا الأمريكية وأنه يمكن إنتاج منتج، صحيح أنه قد لا يكون بجودة أحدث النماذج الغربية، إلا أنه يظل متقدمًا."

الولايات المتحدة كانت في عام 2019، أي أثناء فترة ولاية دونالد ترامب، قد حرصت عبر نظام عقوباتها على منع شركة هواوي من الحصول على الرقائق اللازمة لإنتاج تقنيات متقدمة عديدة، وهو ما جعل إنتاج الشركة من أنظمة الجيل الخامس محصورًا في كميات قليلة استخدمت فيها رقائق كانت قد خزنتها سابقًا. 

lkjhg
هاتف هواوي مايت 60 برو الجديد. (هواوي)

بعد ذلك دعم الرئيس الأمريكي جو بايدن القرار في واحد من القرارات النادرة التي يتفق عليها الحزبان الجمهوري والديمقراطي. وبررت الولايات المتحدة ودول أوروبية دعمها للعقوبات بأن شركة هواوي تشكل خطرًا أمنيًا، وهو ما نفته الشركة. 

كما وقع الرئيس بايدن الشهر الماضي قرارًا تنفيذيًا يمنع استثمار الولايات المتحدة في بعض القطاعات التكنولوجية الحساسة في الصين. ينص القرار على حظر الاستثمارات الأمريكية لدى جهات صينية في ثلاثة قطاعات؛ هي قطاع أشباه الموصلات والإلكترونيات الدقيقة، وتقنيات المعلومات الكمومية، وبعض أنظمة الذكاء الاصطناعي. 

وقد تسببت العقوبات الأمريكية بتراجع كبير في أعمال شركة هواوي الصينية التي كانت تنافس شركتي آبل وسامسونج في مجال صناعة الهواتف الذكية، فانخفضت قيمة إنتاجها من 483 مليار يوان (أكثر 66 مليار دولار أمريكي) عام 2020 إلى النصف بعد ذلك بعام. 

في المقابل، صرحت هواوي في العديد من المناسبات أنها ستقاوم العقوبات الأمريكية، وهو ما ظهرت نتيجته في أنباء انتشرت نهاية الشهر الماضي عن أن لديها مصنعين سريين على الأقل لإنتاج الرقائق، وأنها تعمل على بناء ثلاثة مصانع أخرى، كما أنها تتلقى دعمًا حكوميًا تقدر قيمته بـ 30 مليار دولار.

هعتغللا

هل يدعم هاتف هواوي مايت برو 60 تقنية الجيل الخامس؟

حرصت هواوي على عدم الإفصاح عن أي تفاصيل تتعلق بالهاتف الجديد واكتفت بوصفه بأنه "أقوى نسخ نموذج مايت على الإطلاق" وأنه يمثل سبقًا في مجال "التواصل عبر الأقمار الاصطناعية." كما وصفته قناة سي جي في إن الحكومية الصينية بأنه "أول هاتف هواوي ذو معالج فائق التطور" منذ فرض العقوبات الأمريكية، وأضافت أن الرقاقة التي يحتوي عليها الهاتف تم تصنيعها من قبل الشركة الدولية لتصنيع أشباه الموصلات، وهي شركة تمتلكها الحكومة الصينية جزئيًا.

كما أن عددًا ممن اشتروا الهاتف الجديد، الذي نفدت الدفعة الأولى منه على الأسواق الإلكترونية في وقت قياسي، نشروا مقاطع فيديو تبين سرعة شبكة الإنترنت أثناء استخدامه، مؤكدين أن سرعة التنزيل فيه تصل إلى سرعة التنزيل في الهواتف التي تتبنى الجيل الخامس. 

يحتوي هاتف مايت برو 60 على معالج كيرين 9000 Kirin 9000 الجديد والذي أنتجه قسم الرقائق في الشركة والذي يطلق عليه اسم "هاي سيليكون". المعالج المذكور يبدو أنه يستخدم تقنية متقدمة من إنتاج شركة سميك SMIC، وفقًا لخبراء. 

من ناحيته، أشار موقع نيكاي إيجيا نقلًا عن مصادر، إلى أن سميك استخدمت ما يعرف بـ "المعالج ذو الـ 7 نانوميتر" لتصنيع الرقائق الخاصة بهواوي، وهو ما يعني أن الرقائق المنتجة ستكون بنفس مستوى تلك المستخدمة في هواتف آبل التي أطلقت عام 2018.