06-سبتمبر-2024
بايدن ونتنياهو

تزعم المصادر أن واشنطن غيرت نهجها فيما يخص مفاوضات تبادل الأسرى (رويترز)

تزعم بعض المصادر القريبة ممّا يطبخ في الغرف الديبلوماسية الأميركية، بشأن صفق تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، أنّ الولايات المتحدة تحوّلت من نهجٍ كان يوصف بأنه تشاوري بصورة أكبر إلى نهجٍ جديد عمادُه فرض خطةٍ لوقف إطلاق النار في غزة.

لكنّ محللين يجدون تناقضًا طبع الرواية الأميركية والنهج الأميركي إزاء المفاوضات وصفقة التبادل عمومًا، إذ كيف تضغط أميركا على إسرائيل ـ حسب المفكر العربي عزمي بشارة ـ لتقبل مقترحاتها ونتنياهو يقول صراحة لا في وجه كل صفقة، لكن أميركا تصر أنه يقول نعم؟ وفي المحصلة تعدّل أميركا مقترحاتها لكي تكون مقبولةً من رئيس وزراء دولة الاحتلال مع مصادرتها لموقف الأخير بأنه موافقٌ على ما أعلنته الإدارة الأميركية، ليلوذ بالصمت من جديد ثمّ يفجّر "لاءه" في وجه إدارة بايدن باختلاق شروط وعقباتٍ جديدة.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أميركيين، ومصدرين أمنيين من مصر، قولهم إنّ البيت الأبيض قدّم مقترحًا جديدًا "إلزاميًا" لوقف إطلاق النار "في غزة وتحرير الرهائن المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في الأيام المقبلة".

وبحسب مصادر رويترز، فإن "المقترح" الأميركي الجديد يهدف إلى حل نقاط الخلاف الرئيسية التي أدت إلى الجمود المستمر منذ أشهر في المحادثات التي تتوسط فيها الولايات المتحدة وقطر ومصر سعيًا إلى التوصل إلى وقف إطلاق نار في الصراع بين إسرائيل وحماس".

وبحسب مسؤولٍ كبير في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، فإنه "تم التوافق على جزءٍ كبير من الاتفاق إلا أن المفاوضين ما زالوا يحاولون التوصل إلى حلول لعقبتين رئيسيتين" تتمثلان في مطالب إسرائيل بإبقاء قوات في محور صلاح الدين وهو منطقة عازلة في جنوب غزة على الحدود مع مصر. والنقطة الثانية العالقة هي "هوية الأفراد الذين ستشملهم صفقة مبادلة الرهائن المحتجزين لدى حماس بفلسطينيين معتقلين لدى إسرائيل".

تحوّلت واشنطن من نهجٍ كان يوصف بأنه تشاوريٌ بصورة أكبر إلى نهجٍ جديد عمادُه فرض خطةٍ لوقف إطلاق النار في غزة

 

ووفقًا لأحد المسؤولين الذين تحدثوا لرويترز، من المتوقع أن يتم عرض مسودة الاتفاق الجديدة الأسبوع المقبل أو حتى قبل ذلك. مؤكدًا أن "هناك شعور بأن الوقت قد نفد. بالتالي لا تستغربوا إذا رأيتم (المسودة المنقحة) مطلع الأسبوع"، وفق تعبيره.

ويعتبر المسؤولون في واشنطن أنّ إقدام حماس على "تصفية الرهائن الستة، الذين أعيدت جثثهم إلى إسرائيل في الآونة الأخيرة، أدى إلى تعقيد الجهود المبذولة. وجعلت الحاجة ملحةً لاتفاق".

ويرأس مدير المخابرات المركزية الأميركية، وليام بيرنز، المفاوض الرئيسي عن الولايات المتحدة مجموعةً صغيرة من كبار المسؤولين الأميركيين الذين يعملون على صياغة مسودة المقترح. وتضم المجموعة منسق البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكجورك ووزير الخارجية أنتوني بلينكن.

وبالمجمل يسري إحساس قوي للغاية لدى المفاوضين بأن وقف إطلاق النار يضيع، الأمر الذي يؤكد الحاجة الحاجة الماسة لهذا الجهد الأميركي.

وذكر أحد المسؤولين الأميركيين لرويترز أنه منذ إخفاق آخر جولة لبلينكن في المنطقة الشهر الماضي في إحراز تقدم، يواصل الوسطاء المناقشات على مستوى فرق العمل ولا تزال هذه المحادثات مستمرة.

لكنّ العنصر الناقص في هذه الجهود، حسب المتابعين، هو الضغط الأميركي المفقود على إسرائيل، بل على العكس تعدّ أميركا مشجعةً لنتنياهو على تعنته، بسماحها بتدفق الأسلحة الأميركية لتل أبيب وتوفيرها مظلة حماية سياسية لجرائم الحرب المرتكبة في غزة.

فلسطينيًا اعتبرت حركة حماس، في بيانٍ صادر عنها، أمس الخميس، أنه لا توجد حاجةٌ إلى مقترحات جديدة لوقف إطلاق النار، وأن المطلوب الآن هو الضغط على إسرائيل لقبول مقترح أميركي وافقت عليه الحركة بالفعل. وذكرت حماس، في بيانها، أن قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعدم الانسحاب من محور صلاح الدين هدفه "إفشال التوصل لاتفاق".

يشار إلى أن إسرائيل سيطرت على هذا المحور في أيار/مايو 2024 زاعمةً أن حماس كانت تستخدمه لتهريب الأسلحة والمواد المحظورة عبر الأنفاق التابعة لها إلى غزة، مستفيدةً حسب مكتب نتنياهو من "تساهل" مصري، الأمر الذي أثار غضب القاهرة.