16-سبتمبر-2024
اليوم الـ346

امرأة فلسطينية تسير وسط أنقاض المباني المدمرة في غزة (رويترز)

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية في مختلف أنحاء قطاع غزة لليوم الـ346 على التوالي، مخلفًا المزيد من الدمار في البنية التحتية، فضلًا عن استهدافه المباني السكنية، ومخيمات النازحين برًا وجوًا بشكل مباشر، فيما قالت مصادر أمنية إسرائيلية إن الجيش نفسه جنّد طالبي لجوء أفارقة للقتال في غزة، مقابل حصولهم على وضع مقيم دائم في "إسرائيل".

وفي التفاصيل، أفاد مراسل "التلفزيون العربي" اليوم الاثنين، أن قصفًا إسرائيليًا على منزل في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، أسفر سقوط عن عشرة شهداء، بالإضافة لإصابة 13 آخرين بجروح.

وقال "التلفزيون العربي"، إن مدفعية الاحتلال الإسرائيلي قصفت شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، تزامنًا مع نسف الجيش الإسرائيلي لمنازل شمال شرق مخيم البريج وسط القطاع.

قالت مصادر أمنية إسرائيلية، إن جيش الاحتلال جنّد طالبي لجوء أفارقة للقتال في غزة، مقابل حصولهم على وضع مقيم دائم في "إسرائيل"

من جانبه، أفاد مراسل موقع "العربي الجديد"، بسقوط خمسة شهداء بقصف إسرائيلي استهدف منزلًا قرب مستشفى "الأهلي العربي"، وسط مدينة غزة، فيما قال الدفاع المدني، إن ثلاثة فلسطينيين استشهدوا، بينهم سيدة، فضلًا عن فقدان طفلين، جراء قصف استهدف منزلًا في حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة.

وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى 41206 فلسطيني وفلسطينية، فضلًا عن إصابة 95337 آخرين، وذلك في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

حكومة الاحتلال ستجتمع لمناقشة ملف المسجد الأقصى 

وفي الضفة الغربية المحتلة، قال مصدر أمني لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، إن قوات الاحتلال اعتقلت ثلاثة مواطنين من مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم، كما ذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت الأسير المحرر، محمد فريج، بعد اقتحام منزله في مدينة قلقيلية.

وأفادت وسائل إعلام فلسطينية، بأن قوات الاحتلال اقتحمت مخيم العروب، شمال الخليل، جنوبي الضفة الغربية، مضيفة أنه جرى استهداف البرج العسكري المقام على مدخل المخيم بعبوة محلية الصنع، بحسب ما نقل "العربي الجديد".

واستشهد شاب متأثرًا بإصابته جراء قصف قوات الاحتلال مركبة في مدينة طوباس، شمال شرقي الضفة الغربية المحتلة، قبل نحو أسبوع، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام فلسطينية.

وقالت وكالة "وفا"، إن قوات الاحتلال اقتحمت، اليوم الاثنين، مخيم العين، غرب نابلس، شمالي الضفة الغربية، مضيفة أن عملية الاقتحام للمخيم كانت بعدد من الدوريات، حيثُ انتشرت في عدة أماكن فيه، وداهمت بعض منازل المواطنين.

وفي السياق، قالت القناة الـ13 العبرية، أمس الأحد، إن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، سيبحث، غدًا الثلاثاء، ملف الوضع الراهن في المسجد الأقصى مع عدد من الوزراء ورؤساء الأجهزة الأمنية.

وأكدت القناة على موقعها الإلكتروني، أن نتنياهو سيجري مناقشة عاجلة بمشاركة عدد محدود من الوزراء في حكومته ورؤساء الأجهزة الأمنية بشأن ملف تغيير الوضع الراهن في المسجد الأقصى.

وأشارت إلى أن المناقشة سيجريها نتنياهو على خلفية تحذيرات من المنظومة الأمنية الإسرائيلية بأن التغيير الذي يعمل عليه وزير الأمن القومي المتطرف، إيتمار بن غفير، في المسجد الأقصى "قد يؤدي إلى تصعيد كبير".

طالبو لجوء أفارقة للقتال في غزة

إلى ذلك، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، أمس الأحد، أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم "طالبي اللجوء من إفريقيا في المجهود الحربي في قطاع غزة، وتخاطر بحياتهم، وفي المقابل تقدم لهم المساعدة في الحصول على وضع مقيم دائم في إسرائيل (أقل من الجنسية)".

ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية إسرائيلية لم تسمها، قولها، إن هذه الإجراءات تتم "بطريقة منظمة وترافقها مشورة قانونية للمؤسسة الأمنية، لكن الجانب القيمي لتجنيد طالبي اللجوء لم تتم مناقشته على الإطلاق".

وبحسب المصادر الأمنية، "حتى الآن لم يتم منح أي وضع لأي من طالبي اللجوء الأفارقة الذين شاركوا في المجهود الحربي الإسرائيلي"، ووفقًا لـ"هآرتس"، فإنه "في الوقت نفسه، أدركت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أنه من الممكن الاستفادة من رغبة طالبي اللجوء في الحصول على وضع دائم ومساعدتهم".

وتشير المصادر التي تحدثت للصحيفة إلى أن المؤسسة الأمنية استعانت "بطالبي اللجوء في عدة عمليات خلال الحرب على غزة، بما في ذلك تلك التي حظيت باهتمام إعلامي"، مضيفة أن "بعض القادة بالجيش الإسرائيلي اعترضوا على تلك الظاهرة، وقالوا إنها استغلال للفارين من الحروب في بلدانهم. لكن تم إسكات هذه الأصوات".

خمسة مخابز أغلقت أبوابها في غزة

إنسانيًا، قال رئيس مجلس إدارة المخابز في مدينة غزة، كامل عجور، في حديث لوكالة "الأناضول" التركية، إن "خمسة مخابز من أصل ستة في مدينة غزة والشمال أغلقت أبوابها، بسبب منع إسرائيل إدخال الوقود والمواد الخام اللازمة لإنتاج الخبز".

وحذر عجور في حديثه مع الوكالة التركية، أمس الأحد، من عودة شبح المجاعة في مدينة غزة وشمال القطاع بعد بدء ظهور أزمة في إنتاج الخبز جراء توقف معظم المخابز عن العمل، وأضاف: "مخبزنا الوحيد الذي مازال يعمل مهدد بالتوقف عن العمل أيضًا خلال أسبوع واحد فقط، إذا استمر الجانب الإسرائيلي في منع دخول المواد الخام والوقود".

وتابع عجور موضحًا أن "الوقود لم يصل إلى مخابز غزة والشمال منذ عشرة أيام، إضافة إلى تقليص الجانب الإسرائيلي دخول المواد الأساسية مثل الطحين والسكر والخميرة منذ حوالي شهر"، مضيفًا أن "هذه الأزمات أدت إلى توقف المخابز، وقد نضطر إلى تقليص أيام عمل مخبزنا، قبل توقفه عن العمل بشكل كامل".

وأوضح أن المخبز الوحيد المتبقي يعد أكبر مخابز غزة، ويحتوي على أربعة خطوط إنتاج، مما يجعله مسؤولًا عن تلبية احتياجات عدد كبير من سكان مدينة غزة والشمال، وبيّن أن توقف المخبز سيؤدي إلى أزمة حقيقية في الخبز، "خاصة وأن رغيف الخبز يُعتبر الطعام الوحيد المتاح للعديد من سكان غزة والشمال".

وناشد عجور المؤسسات الدولية والأممية والجهات ذات العلاقة بالتدخل العاجل لمنع تفاقم الأزمة وعودة شبح المجاعة إلى غزة والشمال، مشددًا على ضرورة تأمين الوقود والمواد الخام لضمان استمرار إنتاج الخبز لسكان غزة.