سطع في الآونة الأخيرة نجم "تنظيم الدولة فرع سيناء" واعتبره البعض خطرًا يهدد كيان الاحتلال الإسرائيلي، وراج ذلك خلال المؤتمر السنوي لمعهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي في تل أبيب، حيث اعتبر المشاركون في المؤتمر أن "التنظيم يشكل خطرًا أكثر واقعية في المستقبل خاصة".
يرى قادة الاحتلال الإسرائيلي وخبراؤه أن "تنظيم الدولة" في سيناء منشغل حاليًا بمواجهة الجيش المصري، ولا يشكل بالتالي أي خطر على إسرائيل
تزامن ذلك مع تصريحات وزير الجيش الإسرائيلي موشيه يعالون، الذي قدّر أعداد المقاتلين في صفوف "تنظيم الدولة" بـ"1000 مقاتل" موزعين على مناطق مختلفة في سيناء، مضيفًا أنهم "يتمتعون بدعم مالي سخي وبأدوات قتالية متقدمة إلى حدٍ ما".
في المقابل، ينفي المختص في الشأن الإسرائيلي علي الدحبور، ذلك ويؤكد أن قادة الاحتلال وخبراءه يرون أن التنظيم في سيناء منشغل حاليًا بمواجهة الجيش المصري، حيث يخوض ضده حرب استنزاف وبقاء ولا يشكل بالتالي حاليًا أي خطر على إسرائيل".
وبالرغم من ذلك يعزز جيش الاحتلال قواته على الحدود مع مصر حيث تم الكشف عن وحدة خاصة في الجيش الإسرائيلي مكلفة بمحاربة "تنظيم الدولة الإسلامية" وإحباط أي هجوم محتمل على مدينة إيلات جنوب فلسطين المُحتلة، كما يكثف من تدريباته، انطلاقًا من فرضية أن توجيه بندقية تنظيم الدولة تجاه "إسرائيل" ربما تكون مسألة وقت.
وعن تنفيذ الاحتلال عمليات اغتيال أو هجمات ضد التنظيم، يقول الدحبور لـ"الترا صوت": "من المعلوم بداهةً أن الاحتلال يمتنع عن تبني هجمات يشنها خارج حدود الكيان سواء في سوريا أو السودان أو أي دولة أخرى ولكن في ذات الوقت لا ينفي، بل يؤثر الصمت، وبناء على ذلك لم يعترف الاحتلال يومًا بممارسة أي نشاط في سيناء، حرصًا منه على علاقاته الاستراتيجية مع نظام السيسي، وهذا لا ينفي قيامه ربما بعمليات معينة".
وكان التنظيم قد بث في التاسع من شهر أيلول/سبتمبر 2015، شريطًا مصورًا، جاء فيه أن طائرات تتبع قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفت أهدافًا في منطقة الشيخ زويد المصرية وتظهر الصور عبارات باللغة العبرية على الصاروخ، وتاريخ إنتاجه عام 2009.
كان تنظيم "أنصار بيت المقدس" المعروف حاليًا بـ"تنظيم الدولة" نفذ في آب/أغسطس من عام 2011 هجومًا على مركبات تتبع لقوات جيش الاحتلال، حيث خلف هذا الهجوم أكثر من سبعة قتلى في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتبنى التنظيم لاحقًا تنفيذ العملية.
ومع ذلك لا يستعجل الاحتلال الإسرائيلي في المواجهة مع التنظيم، حيث يرى الدحبور أن" آراء وتقديرات قادة الاحتلال على الصعيدين السياسي والعسكري متفائلة بأن الغلبة ستكون للجيش المصري ضد تنظيم الدولة في سيناء"، فيما يرى آخرون عكس ذلك، معللين بالقول إن "التنظيم يمتلك حاضنة شعبية من بدو سيناء وخاصة في ضوء الصراع التاريخي بين الجيش والدولة المصرية عامةً من جهة وما بين السكان البدو من جهة أخرى في تلك المنطقة".
أما الكاتب الصحفي من غزة، مُحمد شكري فقد اعتبر "ما يقوم به تنظيم الدولة في سيناء من محاولة خلق حالة اشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي سابقة لم تحدث في أي مناطق تواجد التنظيم رغم قربه من حدود الاحتلال الإسرائيلي خاصة في سوريا، باستثناء بعض الصواريخ القليلة جدًا التي انطلقت من سيناء باتجاه ايلات المحتلة، والتي لم تؤذ إسرائيل في الحقيقة بقدر ما شكلت لها مبررًا لضرب بعض الخلايا". ويضيف شكري: "بصفة عامة فتح حرب مع إسرائيل ليس أولوية تنظيم الدولة في سيناء الآن، لكن لا يمكن نفي هذا التوجه عن مجموعات تتبع التنظيم وقد تعمل على ذلك بشكل منفرد".
اقرأ/ي أيضًا: