هل يعود أبو تريكة إلى القاهرة؟

هل يستسلم اللاعب المصري المعتزل، محمد أبو تريكة، لقرار ترقب وصوله؟، هل يترك أمواله للنظام المصري؟، هل يتَّخذ إجراءً ضد الدولة؟

كل هذه الأسئلة وردت عبر أكثر من شكل بعد قرار محكمة مصرية أمس بإدراج 1502 شخصًا من المتحفظ على أموالهم على قوائم الإرهاب لمدة ثلاث سنوات، وأبرزهم -إلى جانب أبو تريكة- رئيس مصر الأسبق محمد مرسي، ومحمد بديع، مرشد الإخوان السابق، وخيرت الشاطر، ومهدي عاكف، ورجلا الأعمال صفوان ثابت وحسن مالك.

يترتَّب على وضع أبو تريكة على قوائم الإرهابيين، هو ومن معه، منعه من التصرف في أمواله وممتلكاته، وعدم ممارسة حقوقه السياسية

اقرأ/ي أيضًا: محكمة مصرية تمنح أبوتريكة انتصارًا جديدًا

لكن السؤال الأكثر أهمية الآن هو.. هل يعود أبو تريكة إلى القاهرة؟

يقيم اللاعب المعتزل، حاليًا، في قطر، لارتباطه بتحليل بطولة أمم أفريقيا لكرة القدم على فضائية bein sports، التي تبثّ برامجها من الدوحة. وفقًا لمحمد عثمان، محامي أبو تريكة، فإنّه لن يعود الآن، ولا يعرف متى يعود تحديدًا، إذ ربما يمدّ تعاقده إلى تحليل مباريات أوروبية وعربية بعد نهاية البطولة القارية، المقامة فعالياتها حاليًا في الجابون.

ويترتَّب على وضع أبو تريكة على قوائم الإرهابيين، هو ومن معه، خمسة إجراءات، هي منعه من التصرف في أمواله وممتلكاته، وممارسة حقوقه السياسية، والإدراج على قوائم ترقب الوصول لمدة ثلاث سنوات، وسحب جواز السفر الخاص به، وفقدان شرط حسن السمعة والسيرة اللازم لتولي الوظائف والمناصب العامة، وتجميد أمواله.

وجاء في حيثيات الحكم، الذي صدر بحق 1502 مصريًا ادَّعت محكمة مصرية انتماءهم لجماعة الإخوان، أنهم موَّلوا اعتصامي رابعة والنهضة، وحشدوا عناصر الجماعة لتنفيذ عمليات عدائية ضد الشرطة، تمثَّلت في حرق الكنائس وقطع الطريق وتعطيل المؤسسات العامة واستهداف الشرطة والجيش.

اقرأ/ي أيضًا: مصر..سياسة في المستطيل الأخضر

هل يتخذ أبو تريكة أي خطوة للطعن على الحكم؟

يجيب محاميه: "سنمضي في المسار الذي حدده القانون، وننتظر نشر القرار في الوقائع المصرية للطعن عليه أمام محكمة النقض التي لها الكلمة الفصل في ذلك".

وفوق صدور الحكم، أكدت مصادر قانونية لصحف القاهرة أنه تمّ تكليف لجنة حصر أموال الإخوان بإدارة أموال المدرجين على القوائم دون تفرقة أو انتظار لنظر الطعون، وذلك وفقًا للمادة الثامنة من القانون المصري رقم 8 لسنة 2015 بشأن الكيانات الإرهابية، الذي ينصّ على أنه "في الأحوال التي تقتضي فيها طبيعة الأموال المجمدة تعيين من يديرها، يجب أن يحدد قرار المحكمة من يدير هذه الأموال بعد أخذ رأي النيابة العامة".

بعد الحفظ على أمواله وإدراجه في قائمة الإرهابيين، تصدّر صفحة رياضة "ماركا" الإسبانية عنوان: "مصر تعتبر زيدان الكرة المصرية إرهابيًا"

وفي تغطية الأزمة، التي تشغل جميع الأوساط السياسية وغير السياسية في مصر، ألقت صحف ووكالات عالمية الضوء على القرار "الجنائي" الصادر بحق لاعب كرة، حيث تصدّر صفحة رياضة "ماركا" الإسبانية عنوان: "مصر تعتبر زيدان الكرة المصرية إرهابيًا"، وقالت "بي بي سي" إن وضع اللاعب المصري المعتزل على قوائم الإرهابيين يواجه غضبًا شعبيًا، وأوضحت صحيفة "ليكيب" الفرنسية أنه توَّج بعدة بطولات محلية وقاريّة، وشارك في بطولة العالم للأندية ومباريات شرفية مع نجوم عالميين، وهو ما يجعل الأمر مستغربًا.

وأعدّت صحيفة "أبولا" البرتغالية تقريرًا مطوّلًا عن مسيرة أبو تريكة الكروية من لاعب لنادي الترسانة ثم نجم للأهلي، وأفضل لاعبي مصر.. حتى وضع اسمه على قوائم الإرهابيين.

واعتبر الإعلام المصري أبو تريكة ضُبْط متلبسًا في أكثر من مناسبة بمواقف سياسية على التيشيرت الأبيض، الذي ارتداه في أكثر من مناسبة تحت تيشيرت الأهلي أو منتخب مصر، حين كتب عليه: "تضامنًا مع غزة" تزامنًا مع الهجمة الإسرائيلية الغاشمة على أبرياء فلسطين، والمرة الثانية "إلا رسول الله"، التي كانت دفاعًا عن النبي.

كانت الصحف الأجنبية التقطت الغضب الشعبي محليًا وعربيًا، الذي تبلور في وَسْم "أبو تريكة مش مجرم"، الذي تصدَّر مواقع التواصل الاجتماعي على مدى يوميْن، حيث كان الأكثر بحثًا على فيسبوك وتويتر عقب إدراج اللاعب على قوائم الإرهابيين، فقد أعلن عدد كبير من النشطاء والمهتمين بالشأن المصري تضامنهم الكامل مع أبو تريكة، الملقَّب بـ"الماجيكو"، رافضين قرار محكمة جنايات القاهرة، الذي وصفوه بـ"الظالم والعدائي".

بينما اشتعلت النار حتى تعلَّقت بثياب جميع المنخرطين في السياسة والرياضة والمجال العام بمصر، كان أبو تريكة يحلل مباراة مصر ومالي في إطار مباريات الجولة الأولى بالأمم الأفريقية، هادئًا، تتعالى ضحكاته داخل الاستوديو في الدوحة، كأنه يبعث برسالة إلى القاهرة مفادها "كأنّ شيئًا لم يكن، والله مع الصابرين".

اقرأ/ي أيضًا: 

حتى إشعار آخر..تيران وصنافير مصريتان

دفعة جديدة من معتقلي "تيران وصنافير"