أكد وزير المالية في حكومة الاحتلال، بتسلئيل سموتريتش، رفضه إطلاق سراح أسرى فلسطينيين في إطار أي اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مشيرًا إلى أنّه حتى لو أدى هذا الرفض إلى إنهاء مسيرته السياسية، وفقًا لما نقلت وكالة الأناضول عن وسائل إعلام إسرائيلية.
ووصف زعيم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف في تصريحات نقلتها صحيفة "إسرائيل اليوم"، أمس الأحد، إطلاق سراح أسرى فلسطينيين بّأنه "حدث رهيب وفظيع"، وأضاف "لن أوافق عليه، ويجب وضع خط أحمر".
وفي إشارة إلى صفقة تبادل أسرى سابقة، قال سموتريتش: "رأينا ما حدث في صفقة (الأسير الإسرائيلي السابق لدى حماس جلعاد) شاليط.. لقد أطلقنا سراح (رئيس حركة حماس في غزة) يحيى السنوار، ونرى ما حصلنا عليه".
وتابع مستنكرًا إبرام أي صفقة بالسؤال "بأي منطق سنطلق سراح يحيى السنوار القادم، ونعرض آلافًا أخرى من الإسرائيليين للخطر؟!" على حد تعبيره، مؤكدًا على معارضته أي اتفاق بالقول: "سأعارض ذلك، ولن أكون هناك حتى لو أنهيت مسيرتي السياسية".
وربط سموتريتش موقفه المتشدد حيال صفقة تبادل الأسرى بما وصفه "خطوط حمراء"، بقوله حول ذلك: "إذا لم تكن هناك خطوط حمراء، فليس لك الحق في الوجود في السياسة".
ربط سموتريتش موقفه المتشدد حيال صفقة تبادل الأسرى بما وصفه "خطوط حمراء"
واعتبر سموتريتش أن "المؤسسة الأمنية قررت الذهاب إلى صفقة غير شرعية بأي ثمن، يتحدثون عن صفقة تعيد 20 مختطفًا وتتخلى عن الباقين، وهذا سيوقف الحرب"، مشددًا على أنه "لا توجد خطوط حمراء".
وتشير تقديرات حكومة الاحتلال إلى وجود 120 محتجزًا إسرائيليًا لدى حماس داخل قطاع غزة، فيما أعلنت حماس مقتل أكثر من 70 منهم في غارات عشوائية شنتها قوات الاحتلال منذ السابع من تشرين الأول/ أوكتوبر الماضي، في حين تقول التقارير إن عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال لا يقل عن تسعة آلاف و500 فلسطيني.
وكانت حماس قد أبرمت صفقة تبادل أسرى مع حكومة الاحتلال في عام 2011، وأفضت الصفقة إلى إفراج الحركة عن شاليط، مقابل إفراج إسرائيل عن ألف و27 أسيرًا فلسطينيًا من سجونها، كان من بينهم السنوار.
ويعارض سموتريتش ووزير الأمن القومي وزعيم حزب "القوة اليهودية"، إيتمار بن غفير، التوصل الى اتفاق ينهي الحرب على غزة، وتضع هذه المعارضة رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أمام مخاوف انهيار حكومته في حال أبرم اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق نار.
وكان موقع "العربي الجديد" قد نقل عن مصادر مشاركة في جهود الوساطة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في غزة، أمس الأحد، أنّ جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة ستعقد هذا الأسبوع في الدوحة بين حماس والاحتلال الإسرائيلي، وأشارت المصادر إلى أنّه لم يُحدّد بعد الموعد الدقيق لاستئناف هذه المفاوضات أو مستوى المشاركين فيها.
وقالت قالت هيئة البث الإسرائيلية، نقلاً عن مصدر سياسي، إنّ مفاوضات صفقة التبادل مستمرة رغم محاولة اغتيال قائد كتائب القسام، محمد الضيف، مشيرة إلى أنّه من المتوقع أن يغادر رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) ديفيد برنيع إلى الدوحة هذا الأسبوع.