03-مايو-2024
توفي في ألمانيا، المفكر الإسلامي والداعية والمراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا عصام العطار، صباح اليوم الجمعة، عن عمر ناهز 97 عامًا.

(تويتر) عاش العطار في ألمانيا منذ عام 1964 وحاول نظام الأسد اغتياله وقام بقتل زوجته عام 1981

توفي في ألمانيا، المفكر الإسلامي والداعية والمراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا عصام العطار، صباح اليوم الجمعة، عن عمر ناهز 97 عامًا.

وأعلنت عائلة العطار عن وفاته في مدينة آخن الألمانية التي يقيم فيها منذ عقود، إذ قالت نجلته هادية العطار: "توفي والِدُنا عصام العطار الليلة، تغمدهُ اللهُ برحمَتِهِ ورضوانِه وهوَ يسألكم المسامحة والدعاءَ لَهُ بالمغفِرَةِ وحسنِ الخِتام".

على مدار السنوات الماضية، دعم الراحل عصام العطار الثورة السورية، وكتب ونشر عنها

ونشرت وصية العطار، التي قال فيها: "وَداعًا وَداعًا يا إخوَتي وأخَواتي وأبنائي وبناتي وأهلي وبَني وَطَنِي، أستودِعُكُمُ اللهَ الذي لا تَضيعُ وَدائِعُه، وأستودِعُ اللهَ دينَكم وأمانتَكم وخواتيمَ أعمالِكُم، وأسألُ اللهَ تَعالَى لَكُمُ العونَ على كُلِّ واجبٍ وخير، والوِقايَةَ مِنْ كُلِّ خَطَرٍ وشَرّ، والفرجَ مِنْ كُلِّ شِدَّةٍ وبَلاءٍ وكَرْب".

ولد العطار في مدينة دمشق في العام 1927، وانخرط في العمل السياسي منذ منتصف الخمسينات، في جماعة "الإخوان المسلمين"، وكان في شبابه أمينًا عامًا لهيئة المؤتمر الإسلامي.

وفي وقت لاحق، تولى منصب المراقب العام للجماعة، ولكنها تركها لاحقًا بعد خلاف على عدة قضايا. كما عارض الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، خلال الوحدة بين مصر وسوريا، ولكنه رفض الانفصال عن مصر، وأراد تعديل أصل الوحدة.

وخرج العطار من سوريا منذ عام 1964، وانشغل في الكتابة والنشاط السياسي المعارض، وفي عام 1981 اغتال نظام الأسد زوجته بنان الطنطاوي، في محاولة كانت تستهدف العطار نفسه.

وعلى مدار السنوات الماضية، دعم الراحل عصام العطار الثورة السورية ونشر عدة مقالات وخرج في مقابلات عدة، تدعم الثورة واستمراريتها، مع عدم انخراطه في أي كيانية سياسية للثورة السورية.

وفي نعي العطار، قال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا عامر البوسلامة: "قاد الجماعة في ظروف صعبة، كانت تعيشها البلاد، فكان نعم القائد ونعم المسدد، وهو مفكر بارز، ومصلح مميز، ومجاهد تشهد له سوح التضحية والنضال والفداء بكل مفردات العطاء، وخطيب يشار له بالبنان، وتعقد عليه الأنامل، جمع بين الفكرة والفصاحة والبلاغة والشعر والحس المرهف، وما خطبه في مسجد الجامعة عن كاتب التاريخ عنّا ببعيد".

واستمر في القول: "كان العطار وطنيًا يلبي احتياجات الوطن، وعاش همومه، وعمل له، ضمن توازنه المعهود، وسياسته الحكيمة، وله أدواره المشهودة في قولة الحق، وبناء منظومة القيم الصالحة، من خلال عمل جماهيري، قارع فيه الظلم والاستبداد ومصادرة الحقوق بفهم سليم للداعية وحركة المجتمع، إذ كان حاضرًا بين الناس يعيش واقعهم، ويفهم حاضرهم بوعي لافت، وشجاعة نادرة، وقف إلى جانب ثورة الشعب السوري وناصرها من أول ساعة من انطلاقتها، وعاش تفاصيلها وتابع مسارها بحرقة وحماسة، بلا كلّ ولا تعب، يكتب هنا، يخطب هناك، يرفع المعنويات، ويؤكد على اللازمات، ينصح ويحث ويسدد على طريق الثورة كل ما ينبغي أن يقال ويفعل رغم المرض والشيخوخة، لأن أصحاب الهمم العالية لا يقعدهم حائل، ولا يفل من عزمهم تحدٍ".

وأضاف البوسلامة: "لا شك بأن هذا كلفه كثيرًا من المتاعب والهموم على طريق العمل الإسلامي والوطني، وهو أولًا وآخرًا شاهد عدل -بكل تفاصيل سيرته- على الظلم الذي وقع عليه من أدوات الاستبداد، وعلى إجرام نظام القتل والبطش في سوريا، إذ قتلوا زوجته الداعية الفاضلة (أم أيمن) ابنة العالم الكبير الشيخ علي الطنطاوي، فكان الصابر الوفي، والصامد الذي لم يغير أو يبدل، وهجر من بلده كل هذه العقود من السنين، وما ذنبه إلا أنه كان حامل لواء الإصلاح، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغيرته على أهله وشعبه والناس أجمعين".

وكتب الرئيس الأسبق للائتلاف الوطني السوري أحمد معاذ الخطيب الحسني: عصام العطار "أحد القادة التاريخيين للحركة الإسلامية بعد مرض طويل وهجرة واغتراب لأكثر من ستين عامًا.. استشهدت زوجته بنان ابنة الشيخ علي الطنطاوي اغتيالًا من قبل النظام السوري (آذار 1981). وفشلت عدة محاولات لاغتياله".

وقال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القره داغي: "عصام العطار.. الرجل الذي ابتلي بغربة وكربة وفقد زوجه بنان الطنطاوي رحمها الله والتي اغتالها حافظ الأسد في 17 آذار/مارس 1981.. ومع ذلك لم تلن قناة الأستاذ عصام وبقي مصابرًا مؤمنًا محتسبًا".