20-أغسطس-2024
يظهر التقرير أرقام صادمة للتفتيش العاري بحق الأطفال من ذوي البشرة السوداء (GETTY)

(Getty) خضع أكثر من 3 آلاف طفل للتفتيش العاري في بريطانيا

أظهر تقرير جديد أن الأطفال من ذوي البشرة السوداء في بريطانيا تعرضوا للتفتيش العاري من قبل الشرطة أربع مرات أكثر من أقرانهم من ذوي البشرة البيضاء، خلال السنوات الخمس الأخيرة.

وأشار تقرير صادر عن هيئة رقابية حكومية بريطانية، نشر أمس الإثنين، إلى أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عامًا يشكلون النسبة الأكبر من الأطفال الذين خضعوا لهذه العملية المهينة.

وأظهر تقرير "مفوضية الأطفال" في بريطانيا أن 45 % من عمليات التفتيش العاري جرت بحضور شخص بالغ، وهو ما يثير مخاوف من "انتهاك حقوق الأطفال وسلامتهم".

أشار التقرير إلى أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عامًا يشكلون النسبة الأكبر من الأطفال الذين خضعوا لعملية التفتيش العاري المهينة

كما أظهر التقرير أنه في الفترة الممتدة بين كانون الثاني/يناير 2018 وحزيران/يونيو 2023، تجاوزت عدد عمليات التفتيش العاري 3000 حالة، كان 88 % من هذه العمليات تهدف إلى البحث عن المخدرات. وتعرض أطفال لا تتجاوز أعمارهم ثماني سنوات لهذا الإجراء بمعدل عملية تفتيش كل 14 ساعة على مدار السنوات الخمس الماضية.

وفي أول رد فعل على التقرير، اعترفت الشرطة البريطانية بأن العديد من عمليات التفتيش العاري التي أجريت كانت "غير ضرورية وغير آمنة وغير مبلغ عنها".

تأتي هذه الاعترافات بعد انتقادات واسعة لممارسات التفتيش العاري التي تقوم بها الشرطة، خاصةً بعد فضيحة "الطفلة كيو" في عام 2022، عندما تعرضت الفتاة من ذوي البشرة السوداء والبالغة من العمر 15 عامًا، للتفتيش العاري في مدرستها في شرق لندن بحثًا عن المخدرات، ولم يتم العثور على أي مخدرات معها.

وكانت الجهة التي تقف وراء تفتيش الطفلة هي شرطة العاصمة لندن التي تعتبر أكبر مستخدم للتفتيش العاري. ونفذت نحو ثلث عمليات التفتيش العاري في إنجلترا وويلز في الفترة الممتدة بين 2002 وحتى أذار/مارس 2023.

وقال مساعد رئيس الشرطة ورئيس مجلس رؤساء الشرطة الوطنية للتوقيف والتفتيش، أندرو مارينر، إنه متفائل ولو بحذر بشأن التحسينات بعد قضية "الطفلة كيو"، مشيراً إلى أن "هناك تقدمًا يُحرز". ولكنه أكد أن "هناك عملًا عاجلًا يجب القيام به لتحسين الممارسات"، مشددًا على "ضرورة رفع العتبة لتقليل عدد عمليات التفتيش العاري وضمان سلامة الأطفال".

من جهة أخرى، ترى الشرطة البريطانية أن العصابات الإجرامية تستخدم الأطفال وسيلةً لنقل المخدرات عبر المدن البريطانية الكبرى، لكن التقرير يظهر أن عمليات التفتيش العاري تؤدي في كثير من الأحيان إلى عدم العثور على أي مواد مخدرة، حيث تُسفر حوالي نصف هذه العمليات عن عدم العثور على شيء.

وسلط التقرير الضوء على التفاوت العنصري، حيث يكون الأطفال ذوو البشرة السوداء أكثر عرضة للتفتيش العاري مقارنة بنظرائهم البيض، ما يعكس "نمطًا من الاستهداف غير المتناسب".

مظاهرات ضد عنصرية الشرطة البريطانية

وكان لنشاط "مفوضية الأطفال" في بريطانيا في هذا المجال تأثيرًا كبيرًا لتغيير سياسة وسلوك الشرطة، واتباع الإجراءات لحماية الأطفال في إنجلترا وويلز.

وركزت تقارير سابقة للمفوضية على نشاط شرطة العاصمة في عمليات البحث والتوقيف. فقد سلط تقرير صادر عام 2023 الضوء على "المشاكل المنهجية المتعلقة بكيفية إجراء عمليات تفتيش الأطفال، والأدلة على التمييز العرقي ".

وقدمت المفوضية سلسلة من التوصيات "لتعزيز جودة البيانات وتوافرها وشفافيتها، وتحسين الممارسة والامتثال بين أفراد الشرطة". كما دعا المفوضية إلى إجراء تغييرات أوسع في تعامل الشرطة مع الأطفال، لتعزيز الحماية أولًا.