ولد المخرج الأمريكي ديفيد فينشر عام 1962 في مدينة دنفر بولاية كولورادو. ومنذ العام 1981 بدأ في العمل ضمن شركات الإنتاج الفني، وقد عمل على إنتاج العديد من الإعلانات التلفزيونية ومقاطع الفيديو الموسيقية. وفي عام 1987 أسّس شركة بروباغندا مع عدد من زملائه المخرجين، وقام بإخراج إعلانات تلفزيونية لأشهر العلامات التجارية مثل كوكاكولا وبيبسي وليفايز وشانيل، وكذلك أخرج مقاطع فيديو لمغنين كبار أمثال مادونا وستينغ ورولينغ ستونز ومايكل جاكسون وجورج مايكل وغيرهم.
تتميز أفلام فينشر بالغموض، فغالبًا ما يكون هناك أشخاص في الظل، حيث لا يصعب تمييز وجوههم وملاحظتهم، وعادة ما تحتوي أفلامه على مشاهد الانتحار أو محاولات الانتحار والعنف والشر والإفلات من العقاب. وتتسم صورة فينشر السينمائية بالإضاءة المنخفضة مع استخدامه للونين الأخضر والأزرق بكثافة، وكذلك استخدامه لشريط من الذكريات الماضية في قصته السينمائية. يعد فينشر من المخرجين الموهوبين والذين تركوا بصمة وتأثير كبيرين في صناعة السينما، حتى يمكن القول إن هناك من الجماهير من يعرفون عن أنفسهم بالقول "أنا فينشري الهوى" كدلالة على التأثر الكبير بأفلامه. في هذه اللائحة سنسلط الضوء على أبرز أفلامه التي نالت تقييمات عالية وحظيت بمشاهدات مليونية وحفظتها ذاكرة التاريخ السينمائي. يشار إلى أنه في سجل فينشر حتى الأن 11 فيلمًا.
The social network
قصة إنشاء شبكة للتواصل الإجتماعي تدعى فيسبوك من قبل الطالب في جامعة هارفرد مارك زوكربيرغ، المتخصص في مجال علوم الكومبيوتر، ومن ثم مقاضاته من قبل الإخوة كاميرون وتايلور وينكلفوس، كذلك طرد المؤسس المشارك للموقع واستحواذ زوكربيرغ على الشبكة. أنتج الفيلم عام 2010، وفي حينها اعتبرت مقاربة فينشر للمسألة ساذجة، ولكن بعد مضي عقد من الزمن، تبينت أهمية الفيلم وخطورة موقع فيسبوك وتأثيراته العالمية حتى يمكن القول إنه بات من أهم الأفلام التي أنتجت في السنوات العشرين الماضية. يطرح الفيلم قضايا مثل أهمية الملكية الفكرية في عالم مفتوح، وكذلك أهمية الوصول إلى المعرفة وحرية الإبداع والعدالة الاجتماعية. فيلم يرمز تمامًا إلى مكانه وزمانه دون أن يغفل الجوانب الذاتية والشخصية الدافعة لدى مؤسس الموقع مارك زوكربيرغ. مدة الفيلم 120 دقيقة، وهو مقتبس من رواية بين ميزريتش، وقام بوضع السيناريو آرون سوركين، ومن تمثيل جيسي أيزنبرغ وأندرو غارفيلد وجاستين تيمبرلايك.
Se7en
محققان، أحدهما مبتدئ في مجال التحقيق الجنائي، والأخر مخضرم، يطاردان قاتل متسلسل يقوم باختيار ضحاياه وفقًا لما تنص عليه الخطايا السبع في المسيحية (الجشع والشهوة والحسد والتعالي والغضب والكسل). المحقق المبتدئ وهو شاب يعتقد أنه يعرف كل الإجابات، وفي المقابل المحقق المخضرم ذو التجربة الطويلة والذي يمكن الإشارة إليه بكونه "يعرف أنه لا يعرف" وهذا ما يفسر سر نجاحه. تدور أحداث الفيلم في مدينة نيويورك ويصورها بكونها مكانًا مظلمًا مليئًا بالجرائم، ويعد من أفضل أفلام التشويق في التسعينات. فيلم مليء بالإثارة والتوتر والأجواء الغامضة كما في العديد من أفلام فينشر. مدة الفيلم 127 دقيقة ومن كتابة أندرو والكر، ومن تمثيل مورغان فريمان وبراد بيت وكيفين سبيسي.
Gone Girl
تحفة سينمائية صنعها ديفيد فينشر وصدرت في عام 2014. يحكي الفيلم قصة رجل اختفت زوجته بظروف غامضة وأصبحت القضية مثار اهتمام إعلامي مكثف، وسرعان ما تتجه الأنظار نحوه بعدما تحولت الشكوك إلى كونه واحدًا من المشتبه بهم. لكن الأحداث تتخذ منحى دراماتيكي تصاعدي بعد تركيب سيناريو شيطاني من قبل الزوجة لإجبار زوجها على عدم الإنفصال عنها بعد مرور 5 سنوات على زواجهما. فيلم يمكن تصنيفه بكونه رومانسي وكوميدي وساخر في آن واحد. يطرح الفيلم فكرة "العائلة الأمريكية" من منظور جديد مبينًا عورات هذه المقولة التي تستند عليها الثقافة المجتمعية في أمريكا، والتي تناصر المرأة لمجرد كونها امرأة بينما يخضع الرجل فيها لضغوط مجتمعية هائلة حتى لو كان بريئًا وصادقًا، فالمرأة خير خالص فيما الرجل شر خالص. الفيلم مقتبس من رواية للكاتبة الروائية جين فلين، ومن تمثيل روزاموندا بايك وبن أفليك. مدة الفيلم 149 دقيقة.
Zodiac
قصة مطاردة سفاح يرهب شمال كاليفورنيا بجرائم القتل تاركًا خلفه بعض الرسومات الفلكية المشفرة. تدور أحداث الفيلم بين عام 1968 وعام 1983، وأثناء هذه الفترة يقوم صحافي ورسام كاريكاتور بالتصدي لملاحقة القاتل ومحاولة فك شيفرات الرسومات. وتصبح هذه القضية الشغل الشاغل للصحافة والمحققين أيضًا لكن دون أن تنتهي نهاية واضحة في الكشف عن هوية القاتل لتبقى الخيوط غير مكشوفة الكامل ويبقى الغموض سيد الموقف.
الفيلم مقتبس من كتاب الروائي روبرت غراي سميث، وسيناريو جيمس فانديربيرت، ومن تمثيل جايك غيلينهال وروبرت داوني جونيور. وعلى الرغم من مدة الفيلم، 157 دقيقة، إلا أنه مليئ بالتفاصيل التي تلتقطها كاميرا فينشر.
Fight Club
تحفة أخرى يقدمها فينشر في هذا الفيلم الصادر عام 1999. خليط ذات أبعاد سياسية واجتماعية ونفسية صنعها فينشر بطريقة مليئة بالرموز والغموض. إنه فيلم بمثابة متاهة داخل النفس الإنسانية، ويزيد من جماليته وغموضه أضواءه الخافتة التي يعرض من خلالها فينشر فيلمه. يحكي الفيلم قصة رجل (مجهول الإسم) يعمل في أحد المكاتب ويعاني من الأرق وحياته رتيبة، فيبدأ بارتياد مجموعات للدعم النفسي. تتغير حياة هذا الرجل في اللحظة التي يقابل خلالها رجل قوي بسمات شيطانية قوية وحادة. يقوم الرجلان بإنشاء نادي للقتال في أحد الكاراجات وسرعان ما يبدأ الرجال بالتوافد إلى هذا النادي للعراك، وتبدأ الأندية بالانتشار في البلاد بأكملها. وأمام هذا الواقع المستجد، يكتشف الرجل ذو الهوية المجهولة متعته حيث يستمدها من الألم ومن التحرر من قيود الحياة العصرية وتخطي كل القواعد والقوانين. الفيلم مفتبس عن رواية ومدته 139 دقيقة، ومن بطولة إدوارد نورتون وبراد بيت.
Mank
فيلم بالأبيض والأسود يعود للعصر الذهبي لهوليوود في الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي. فيلم ذو جمالية لا يمكن سوى الافتتان بها. يصور فينشر في هذا الفيلم حياة كاتب السيناريو الهوليوودي هيرمان جيه مانكيويتز. تدور أحداث الفيلم حول مراسل صحفي تحول إلى كاتب سيناريو فأبدع عدة نصوص عرضت على الشاشة لكنه بقي في الظل. كتب السيناريو والد ديفيد فينشر، جاك فينشر في عام 2003. مدة الفيلم 131 دقيقة، ومن تمثيل غاري أولدمان وأماندا سيفريد وليلي كولينز.
Panic Room
اشترت ميغ التمان المطلقة حديثًا وابنتها سارة منزلًا جديدًا في نيويورك توفي صاحبه الثري. وفي جولتهم حول المنزل وجدوا غرفة لا يمكن لأحد الدخول إليها. لكن أثناء اقتحام 3 لصوص لمنزل ميغ الجديد، تلجأ الأم مع ابنتها إلى تلك الغرفة. لكن ما لا تعرفه ميغ أن هناك ملايين الدولارات مخبأة في تلك الغرفة حيث يسعى وراء الحصول عليها أفراد من العائلة المالكة للمنزل. وهكذا تتداخل الدوافع والرغبات للشخصيات الخمسة داخل المنزل ويبدأ الصراع مع الوقت. مدة الفيلم 112 دقيقة ومن كتابة ديفيد كوب ومن تمثيل جودي فوستر وكريستين ستيورات.
وهذه لائحة بأفلام فينشر المتبقية وهي 4 أفلام:
The Girl with the Dragon Tattoo (2011)
The Curious Case of Benjamin Button (2008)
اقرأ/ي أيضًا: