ألترا صوت – فريق التحرير
هنا ثلاث روايات مصرية تستحق القراءة صارت أفلامًا تستحق المشاهدة، نظرًا لما تحمله من نظرة خاصة نحو المجتمع والحياة، في أزمنة وبيئات مختلفة.
1- مالك الحزين
في حشد كبير من شخصيات حي الكيت كات، يفتتح إبراهيم أصلان روايته "مالك الحزين" بموت العم مجاهد، بائع الفول.
ستدور أحداث الرواية خلال يوم واحد، يبدأ بذلك الموت والاستعداد لإقامة العزاء، وهنا يعرض الأسطى قدري الإنجليزي أن يقام العزاء في شقته، متأملًا من ذلك أن يزيل خلافًا قديمًا مع أهل الحي، وينتهي هذا اليوم مع قرار إزالة مقهى الحي.
من أبرز الشخصيات صبي المقهى عبد الله، ويوسف النجار المثقف الذي يشرب الخمر دومًا، والجاويش عبد الحميد، والهَرَم تاجر الحشيش المراوغ، والشيخ حسني الأعمى الذي يتظاهر بالرؤية منكرًا عاهته، إلى درجة أنه يقود دراجة نارية وسط الناس، ويُركب أعمى آخر معه في مركب في نهر النيل، موهمًا ياه أنه يرى..
ثمة خلط بين الرواية والفيلم إذ يظنّ من شاهدوا الفيلم المأخوذ عنها تحت عنوان "الكيت كات" أن الشيخ حسني هو البطل الوحيد فيها، لكن الأمر ليس كذلك فالرواية تحتشد بالشخصيات التي تصل الى 90 شخصية، لكن المخرج داود عبد السيد اختار من مجمل العمل خط الشيخ حسني لفيلمه الذي ظهر 1991.
2- الطوق والإسورة
"الطوق والإسورة" ليحيى الطاهر عبد الله حكاية أجيال متعددة من عائلة مصرية تعيش في الصعيد في معركة مفتوحة مع الفقر. يهاجر الابن الأكبر، ولا يزال مراهقًا، بحثًا عن عمل مع الإنجليز في السودان.
يخيم رحيل الابن على العائلة، الأب المريض والأم وابنتهما فهيمة.
الرواية تحكى عن الأم حزينة التي تزوج ابنتها من حداد، لكنها تُطلق منه رغم أن أمها دبرت أمر حملها من رجل في معبد، لكن تمرض فهيمة بالحمى وتموت بعد موت والدها، وتبقى الجدة حزينة مع الطفلة نبوية التي تكبر وتحبل من صديق طفولتها ما يجعلها تنتهي بجريمة شرف مأساوية.
قال المستشرق روجر ألن: "إن رواية الطوق والأسورة، أكثر أعمال يحيى الطاهر عبد الله الأدبية بروزًا وشهرة، وكانت أصلًا مجموعة من القصص القصيرة ثم جُمعت لتشكل رواية مهمة، تمكنت من وضع قارئها في مجتمع يشبه حوض السمك، حيث تلتقي الأعراف والتقاليد، والضغائن العائلية، والعواطف والمشاعر الإنسانية الأساسية، وتتفاعل كلها لتصبح جزءاً من الرواية".
فيلم "الطوق والإسورة" من أخراج خيري بشارة، وإنتاج عام 1986
3- قنديل أم هاشم
بطل رواية "قنديل أم هاشم" للكاتب يحيى حقي هو الشاب إسماعيل الذي عاش في حي السيدة زينب، الحي الذي يحمل اسم ضريح يقال إنه قبر السيدة زينب. نشا إسماعيل في أسرة تقليدية متديّنة وسافر إلى بريطانيا ليدرسَ الطِّب، إذ أنفقت أسرته على دراسته على حساب سعادتها وراحتها.
إسماعيل الذي يتفوَّقُ في دراستِه، ويتخصّص في طبّ العيون في بريطانيا، يكتشف هناك أسلوبًا آخر في الحياة، يخلخل كثيرًا من قناعاته، ويدخله في صراع نفسي ينتهي بتغلب ما تعلمه في الغرب على ما نشأ عليه في الشرق.
عند عودته يُصطدم بأن أمه تعالج ابنةَ عمّه فاطمة النبويّة المصابة بالرمد عبر تقطير زيت من قنديل مسجد السيدة زينب، فيعلن رفضه لذلك ويذهب إلى المسجد ويقوم بكسر القنديل، ما يثير غضب الجموع التي توسعه ضربًا، ويعتبره الجميع مجدفًا وكافرًا.
في النهاية يصل إلى نوع من التوفيق بين العلم ومعتقدات الأهل، فيعود إلى المسجد ويتظاهر بالندم والتوبة، ويأخذ شيئًا من زيت القنديل المبارك ليداوي به ابنة عمّه، فيما هو في الحقيقة يقدّم لها دواء لا زيتًا يقودها إلى الشفاء. هكذا سيجد اسماعيل العلاجَ المناسِبَ لتغيير طريقة تفكير عائلتِه وأبناءِ حيِّه، من دون أن يتعالى عليهم ويسفّه أفكارهم.
الفيلم المأخوذ عن الرواية من إخراج كمال عطية، وإنتاج عام 1968
اقرأ/ي أيضًا: