ألترا صوت – فريق التحرير
شارلي شابلن (1889 - 1977) أحد كبار عباقرة القرن العشرين. ممثل وكاتب وموسيقي ومغنٍّ وراقص، مفكر ورجل صناعة. ولد في لعائلة فقيرة في حي شديد البؤس في مدينة لندن لأبوين فنانَين، الأب موسيقي والأم راقصة، وكان لهما أكبر الأثر عليه.
كتب عنه إدواردو غاليانو: "في البدء كانت الأسمال. ومن كيس فضلات استوديوهات كيستون اختار شابلن الثياب الأقل فائدة، الكبيرة جدًا، الصغيرة جدًا، والقبيحة جدًا، ارتداها سوية كأنه ينقّب في علبة قمامة، بنطلون فضفاض، سترة قزم، قبعة بولر وحذاء ضخم مهترئ، أضاف إلى ذلك شاربًا داعمًا وعكازًا، ثم نهضت كومة الثياب المنبوذة، حيت مؤلفها بانحناءة سخيفة، وأخذت تسير كالبطة، اصطدم شابلن بعد قليل بشجرة فطلب الصفح منها رافعًا قبعته.. هكذا جاء إلى الحياة شارلي، المتشرد، المنبوذ والشاعر".
تجلت عبقريته في مختلف الأفلام التي صنعها، سواء الصامتة أو الناطقة، والتي تقارب الثمانين فيلمًا. توفي في سويسرا التي أمضى فيها آخر سنوات عمره بعد أن طرده الأمريكيون من فردوسهم.
1- الأزمنة الحديثة
يقول الناقد والكاتب اللبناني إبراهيم العريس: "في فيلم الأزمنة الحديثة جعلنا تشارلي شابلن ننظر إلى وضع بؤساء الطبقة العاملة، والى الاستلاب الناجم عن العمل مع الآلات الحديثة والى مختلف ضروب التجديدات التقنية التي تصل الى عمق التدخل في الحياة الخاصة للعامل، وذلك من وجهة نظر هذا الأخير. فاذا استثير تعاطفنا معه، فما هذا إلا لأننا نرى ما يعانيه منقولًا على الشاشة أمامنا، ومن ثم نشعر بقدر كبير من التماهي معه. إنه نحن، حتى وإن بدت أوضاعنا في الحياة العامة، أفضل من أوضاعه على الشاشة. إننا هو، ضمن إطار الممكن طالما أن الظروف الخارجية الفالتة من إرادتنا هي التي تتحكم في حياتنا ورزقنا. بشكل عام تمكن شابلن في ذلك الفيلم من لعب لعبته، ومن فرض رؤيته الخاصة: الرؤيا من الأسفل. ومن هنا أتت قوة فيلمه، من حيث شيطن أصحاب العمل وأصحاب الاختراعات، ورجال السلطة، لحساب إضفاء صفة الملائكة على البائسين الضحايا. ولعل قوة هذا الفيلم تأتي تحديدًا من هذه الناحية. من ناحية انزياح لعبة الخير والشر، لتُلعب هنا على المستوى الطبقي".
2- الصبي
"الصبي" فيلم صامت أُنتج عام 1921. تبدأ القصة مع امرأة فقيرة تلقي طفلها في سيارة أمام منزل أحد الأكابر، لكن تتم سرقتها من قبل لصين، وحين ينتبهان إليه يلقونه في أحد الأحياء الفقيرة وهناك يعثر عليه تشابلن ويسميه جون ويربيه رغم الفقر.
تكمن فرادة هذا الفيلم في مضمونه الذي زاوج بين الضحك والبكاء. بالإضافة إلى أن شابلن بثّ فيه أفكاره وآرائه في المجتمع والفن والصداقة والانقسامات الطبقية. يقول العريس أيضًا:: "عرف كيف يشرح ويفسر ويُدين، إلى درجة أن أي باحث في التراتبية الطبقية، معكوسة حتمًا في التصرفات والمسالك الأخلاقية يمكنه أن يستعين بما في هذا الفيلم لدعم نظريته، ولا سيما في مجال فكرة السلطة، ومن يقبض على هذه السلطة".
3- الدكتاتور العظيم
يحكي فيلم "الدكتاتور العظيم" قصة حلاق يهودي يحلّ بالخطأ محل الدكتاتور المعادي للسامية في بلد من نسج الخيال اسمه تومانيا، يغزو بلدًا يجاوره اسمه أوسترلخ.
بعد مصاعب جمة يتمكن الحلاق المسكين من الهرب وقد تزيّا بزي مناضل فاشي. ويعتقد أتباع الطاغية أن من أمامهم هو زعيمهم نفسه، فيقتادونه إلى الاستاد الكبير حيث من المفترض أن يلقي خطابًا صاخبًا. وحين يأخذ الحلاق البائس الكلام، وقد ارتدى هذه المرة ثياب الزعيم، يُلقي خطابًا يدعو العالم لى السلام والمحبة والأخوة، والى مقارعة الدكتاتورية والسعي إلى الحرية والديموقراطية، وذلك وسط دهشة وذهول ألوف الحاضرين، ولا سيما معاوناه الأساسيان.
الدكتاتور العظيم قصيدة هجاء سينمائية لكل أشكال وأنواع الطغيان والاستبداد.
4- حمى الذهب
حقّق شابلن فيلم "حمى الذهب" عام 1925، وكان أطول فيلم يحققه حتى ذلك الحين.
تروي القصة سفر شارلي للاشتراك في البحث عن الذهب. وهناك يحاصره الطقس السيئ في كوخ بعيد مع مُنقب عثر على منجم كبير من الذهب، وأيضًا مع مجرم هارب. وهذا يتشاجران بعنف طوال الوقت.
بعد ذلك، يمضي شارلي الصعلوك لكي يعتني بكوخ مُنقب آخر، وهناك يقع في حبّ فتاة صالون وحيدة يعتقد أنها تبادله المشاعر نفسها.
يروي الفيلم بشكل موارب قصته، قصة شابلن نفسه، مع الحلم الأمريكي الذي يتجلى في السعي نحو الذهب والثروة.
اقرأ/ي أيضًا: