ظهرت أفلام الخيال العلمي منذ بدايات السينما، لكنها ظلّت تتطوّر مع الزمن حتى صارت لها مكانة راسخة بين الأنواع السينمائية. من المعروف أن هذه النوعية السينمائية تستند إلى الظواهر العلمية، حتى وإن لم تكن قد أقرّت من قبل العلماء، وذلك لكي تصور لنا شكل الحياة خارج الأرض، أو السفر عبر الأزمنة، أو تبتكر عوالم غرائبية، أو تمنح الحياة للآلات لتفسد حياة البشر أو لتنقذهم.
من بين كل ما يقال عن سينما الخيال العلمي، تطالعنا مقولة الكاتب جول فيرن التي تختصر كثيرًا من الكلام: "إن ما يمكن أن يتخيله الإنسان في هذا اليوم يمكن أن ينجزه في المستقبل".
1- كوكب القردة
"كوكب القردة" (Planet of the Apes) فيلم ذو طابع فلسفي، يتناول فكرة الاستعمار واستغلال الآخر، من خلال حادثة تحطّم سفينة فضائية ونزول روّادها إلى كوكب تحكمه القردة. يظهر مجتمع القردة متطورًا إلى درجة تنافس المجتمع البشري.
الفيلم الذي تحوّل مع الوقت، وبإنتاج أجزاء مختلفة منه وسلاسل تلفزيونية، إلى ما يشبه نوعًا سينمائيًا، يقدّم رواية خيالية للظلم والمظلومين.
الفيلم المقتبس بحرية من رواية بالعنوان نفسه للكاتب الفرنسي بيير بول، قام بإخراجه فرانكلين ج. شافر، ولعب أدوار البطولة: تشارلتون هيستن ورودي ماكدويل وكيم هنتر.
2- أوديسا الفضاء
"أوديسا الفضاء 2001" (2001: A Space Odyssey) واحد من أعظم أفلام الخيال العلمي في التاريخ. يتنبأ بصعود سلطة الآلة، التي يصورها الفيلم مسجلة أولى هزائمها ضد الإنسان.
الفيلم ملحمي مقسّم إلى عدة أقسام بطريقة تتجوّل من الماضي إلى المستقبل، لكن النقطة الأهم فيه هي رحلة رائدي فضاء إلى المشتري، بصحبة الكمبيوتر "هال 9000"، الذي سيسيطر سيطرة كاملة على السفينة الفضائية.
تشكّل هذه التحفة السينمائية فتحًا في سينما الخيال العلمي، وكثيرًا ما ينظر إلى صانعها كوبريك كرجل علم بمقدار ما هو رجل فن.
يقول الناقد السينمائي إبراهيم العريس: "من أكثر أفلام الخيال العلمي جمالًا وطموحًا، وطموحًا بالتحديد لأن مخرجه شاء من خلاله ان يتجاوز تبسيطية تيار الخيال العلمي وتعقيديته في الوقت نفسه: شاء أن يحقق فيلمًا مختلفًا. فأسس به لتيار سينمائي جديد، في نطاق نوع كان يتسم ببعض السذاجة والتخطيطية من قبله".
3- فضائيّ
يعدّ "فضائي" (Alien) من أهم أفلام الخيال العلمي، فهو يمزج بين سينما الرعب والخيال العلمي، من خلال قصة كائن فضائي يتتبع طاقم أحد السفن الفضائية ويقتل طاقمها بالكامل.
الفيلم الذي صدر عام 1979 من إخراج ريدلي سكوت وصلت ميزانيته إلى ما يقرب 11 مليون دولار، لكنه حصد إيرادات عالية فوصلت إلى 105 مليون دولار، ولقد حاز أيضًا على جوائز عدة أهمها جائزة الأوسكار العالمية عن أفضل تأثيرات بصرية.
يقول ريدلي سكوت: "ما تراه على الشاشة تعرف أنه خيالي لا يقع. تستطيع أن تترك الفيلم وتخرج منه وتستقبل حياتك الحقيقية. العنف الذي يقع في تلك الحياة لا يمكن الخروج منه. في السينما هناك ممثل يسقط قتيلًا. ينهض بعد التصوير ويكمل حياته. في الواقع من يسقط قتيلًا لا ينهض بعد ذلك مطلقًا".
4- المدمّر
"المدمر" (The Terminator) مغامرة خيالية ممتعة عن رجل آليّ قادم من الفضاء لتصفية امرأة ستلد بطل المقاومة في المستقبل، وما يرافق ذلك من تفرعات جانبية. تتألق فيها المؤثرات الخاصة التي تدعم أجواء المغامرات والمطاردات والعنف الذي لا ينتهي. وقد أدى نجاحه اللافت إلى إلحاقه بجزء ثان. اعتبر الأعلى تكلفة في تاريخ السينما وقت خروجه.
تمثيل: أرنولد شوارزنغر، ليندا هاملتون، مايكل بني، إخراج: جيمس كاميرون عام 1984.
يقول كاميرون في وصف لحظة ولادة فكرة الفيلم: "عندما وصلت إلى فكرة المدمّر كنت مريضًا ومكسورًا. حدث ذلك في روما. لم تكن عندي أية طريقة للوصول إلى المنزل، ولم أكن أتكلم اللغة. عجزت عن الحصول على مساعدة من أي أحد. شعرت بالغربة جدًا، ولذلك كان من السهل جدًا بالنسبة لي ان أتخيل آلة مع بندقية".
اقرأ/ي أيضًا:
أبو الخيال العلمي.. جورج ويلز الذي تنبأ بأشياء قبل حدوثها بـ100 عام!