عادةً ما ترتبط أمراض القلب ببعض المشاكل الصحية الأخرى. والتي تُعد عوامل خطر للإصابة بهذا المرض. والتي تشمل كلًا من ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة الوزن، ومرض السكري من النوع الثاني، إلى جانب التدخين وقلة النشاط البدني. ولحسن الحظ يمكن التقليل من خطر تفاقم هذه المشاكل الصحية باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، إضافة إلى بعض الممارسات الصحية الأخرى كممارسة الرياضة والإقلاع عن التدخين، والامتناع عن تناول بعض الأطعمة التي تضر بصحة القلب.
يوصى بتقليل كمية السكر المتناولة خلال اليوم لما لا يزيد عن 10% فقط من الاحتياج اليومي من السعرات الحرارية.
الأكل الممنوع لمرضى القلب
تتلخص قائمة الأكل الممنوع لمرضى القلب بتلك الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الدهون، والسكريات المضافة والملح والمرتبطة ارتباطًا وثيقًا بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب وزيادة حدّة أعراضه. وفيما يأتي تفصيل لهذه الأطعمة.
-
الملح
تُشير الأبحاث إلى وجود علاقة تربط بين تناول الملح بكميات كبيرة ورفع مستوى ضغط الدم، الأمر الذي قد يؤثر سلبًا في الأشخاص المصابين بأمراض القلب ويزيد من حالتهم سوءًا. كما يسبب الملح أيضًا احتباسًا في سوائل الجسم حتى لدى الأشخاص الأصحّاء. ويمكن التخلص من هذه المشكلة من خلال شرب كميات كافية من الماء، وتقليل كمية الملح المتناولة. وعلى الرغم من وجود الملح في العديد من الأطعمة والتي قد يصعب على البعض الاستغناء عنها أو التخفيف منها، إلّا أن هناك بعض الحلول التي تساعد على التقليل من هذه الأطعمة واستبدال الملح ببدائل أخرى مع الحفاظ على النكهة اللذيذة للطعام.
فمثلًا يمكن استبدال الملح بالتوابل والأعشاب مثل مسحوق الثوم أو البصل، والفلفل الأسود، بالإضافة إلى الليمون، والزنجبيل، والخل وغيرها من التوابل. كما يُنصح دائمًا بقراءة الملصق الغذائي للأطعمة المراد شراؤها واختيار الأطعمة الخالية من الملح المضاف. إذ يوصى باختيار الأطعمة التي تحتوي على ما يقلّ عن 140 مليغرامًا من الصوديوم. بالإضافة إلى ذلك فإنه من الأفضل الابتعاد عن تناول الأطعمة المعلبة لما تحتويه من كميات كبيرة من الملح أو اختيار تلك الخالية من الملح المضاف، وغسلها جيدًا وتصفيتها قبل تناولها. وأمّا عن الاحتياج اليومي من الصوديوم لمرضى القلب فإنه يوصى بتناول ما يتراوح بين 2000-3000 ميليغرام يوميًا. وهو ما يعادل ملعقة واحدة صغيرة إلى ملعقة ونصف فقط.
-
اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة
تحتوي اللحوم الحمراء مثل لحم البقر والضأن على كمية كبيرة من الدهون المشبعة، التي قد تؤدي إلى انسداد الشرايين. وكذلك الأمر بالنسبة للحوم المصنعة مثل النقانق، والسجق، واللانشون، ومثيلاتها، فإلى جانب احتوائها على الدهون المشبعة فهي تحتوي على كميات كبيرة من الملح. لذا فإنها من ضمن الأكل الممنوع لمرضى القلب.
ووفقًا للدراسات فإنّ استبدال هذه اللحوم بمصادر البروتين النباتية قد يُقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب. كما يُنصح باستبدال هذا النوع من اللحوم باللحوم البيضاء مثل السمك والدواجن، إذ إنها منخفضة بالدهون المشبعة وغنية بالأحماض الدهنية أوميغا-3 الضرورية لصحة القلب. وفي حال تناول اللحوم الحمراء يجب تناولها بمعدل مرّة واحدة أسبوعيًا، مع الحرص على إزالة الأجزاء الظاهرة من الدهون أو شراء القطع الخالية تمامًا من الدهون، بالإضافة إلى تناول الدجاج منزوع الجلد.
-
الأطعمة الدهنية
وتُعد الأطعمة الدهنية من أبرز أنواع الأكل الممنوع لمرضى القلب، وخاصة تلك التي تحتوي على الدهون المشبعة والكوليسترول والدهون المتحولة (Trans fats). إذ يُعتقد أن الإفراط في تناولها يؤدي إلى رفع مستويات الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار في الدم، ما يؤدي إلى انسداد الشرايين، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب أو مفاقمة مشاكل القلب في حال وجودها. ففي إحدى الدراسات تبيّن أن استبدال الدهون المشبعة بالدهون متعددة اللاإشباع (Polyunsaturated fats) قلل من خطر الإصابة بأمراض القلب. لكن هذا التأثير بحاجة إلى المزيد من الأبحاث مع أخذ العديد من العوامل بعين الاعتبار، بما فيها مقاومة الإنسولين ومستوى الكوليسترول الجيد HDL في الدم. ويوجد هذا النوع من الدهون في اللحوم الحمراء مرتفعة الدهون، وبعض أنواع الزيوت مثل زيت جوز الهند وزيت النخيل، بالإضافة إلى بعض منتجات الحليب كاملة الدسم مثل الجبن والكريمة الحامضة وغيرها.
وقد يكون تأثير الدهون المتحولة أكبر. فإلى جانب رفعها مستوى الكولسترول الضار في الدم، فإنها قد تقلل من مستويات الكوليسترول الجيد. ووفقًا للأطباء فإن هذه الدهون ترتبط بارتفاع خطر الالتهاب في الجسم، الأمر الذي يرتبط بالإصابة بالعديد من المشاكل الصحية بما فيها مشاكل القلب، والجلطات، والسكري. ويوجد هذا النوع من الدهون عادةً في الزيوت المهدرجة كالزبدة النباتية أو المارجرين، والأطعمة المقلية، والمخبوزات الجاهزة، والوجبات الخفيفة المصنعة مثل البسكويت المملح والفوشار المجهز للميكروويف. لذا عند شراء الأطعمة يجدر اختيار تلك الخالية تمامًا من الدهون المتحولة، والتي تحتوي على كميات قليلة من الدهون المشبعة.
-
السكريات والنشويات البسيطة
تتعدد أصناف الأكل الممنوع لمرضى القلب التي تندرج أسفل هذه القائمة. فمن الخبز الأبيض، والأرز الأبيض والمعكرونة، إلى العصائر والحلويات بأنواعها. وبكونها سكريات ونشويات بسيطة تحتوي على كميات منخفضة جدًا من الألياف، فإن الجسم يُحللها بمعدل أسرع من باقي الأطعمة. الأمر الذي يؤدي إلى تحويل الفائض منها والذي لم يُستخدم كمصدر للطاقة إلى دهون تُخزن في الجسم والدم. وبالتالي يزيد من خطر الإصابة ببعض الأمراض بما فيها أمراض القلب. وكغيرها من الأطعمة الممنوعة لمرضى القلب فإنها تحتوي أيضًا على كميات كبيرة من الدهون المشبعة والصوديوم مما يزيد من خطر تعرض الجسم للإصابة بالأمراض. ومن الجدير بالذكر أنه يوصى بتقليل كمية السكر المتناولة خلال اليوم لما لا يزيد عن 10% فقط من الاحتياج اليومي من السعرات الحرارية. بالإضافة إلى ضرورة استبدال هذه النشويات والسكريات بالحبوب الكاملة مثل الكينوا والشوفان والقمح الكامل، والحصول على السكر من مصادره الطبيعية مثل الفواكه.
-
الأطعمة المخبوزة
يرتبط تناول الأطعمة المخبوزة مثل الكعك والبسكويت والكوكيز وغيرها برفع مستوى الدهون الثلاثية في الدم، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. كما أنها مرتبطة بزيادة الوزن، وذلك لاحتوائها على كميات كبيرة من السكر، والدقيق الأبيض الذي يؤدي إلى رفع مستوى السكر في الدم بشكل ملحوظ، ما يسبب زيادة الشعور بالجوع وبالتالي الإقدام على تناول كميات أكبر من هذه الأطعمة. ومن الجدير بالذكر أن زيادة الوزن غير الصحية والصحيحة تؤدي إلى تراكم الدهون في الشرايين، وبالتالي انسدادها وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
عندما يتعلق الأمر في الحفاظ على صحة القلب فإنه من المهم اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن إلى جانب الامتناع عن الأكل الممنوع لمرضى القلب. إذ يجب الحرص على الإكثار من تناول الخضروات والفواكه الطازجة، والدهون الصحية كتلك الموجودة في الأفوكادو والأسماك الدهنية كالسلمون، إضافة إلى البذور والمسكرات. إلى جانب تناول الحبوب الكاملة مثل القمح الكامل، والشوفان، والكينوا، والبرغل كبديل للأرز الأبيض، والبقوليات كمصدر نباتي للبروتين. كما من المهم ممارسة التمارين الرياضية بانتظام حتى لو اقتصرت على المشي مدة نصف ساعة يوميًا. ولا ننسى شُرب كميات كافية من الماء. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الممارسات الصحية لا تُعد علاجًا لأمراض القلب، إنما تساعد على التقليل من أعراضها، وتحسين صحة القلب والجسم بصورة عامة.