25-سبتمبر-2024
استشهاد صحفيين

ارتفع عدد عدد الصحفيين والصحفيات الذين استشهدوا في جنوب لبنان إلى حمسة صحفيين (رويترز)

تنطبق "حصانة المدنيين" التي تعد من المبادئ الأساسية في القانون الإنساني الدولي، أو قوانين الحرب، على الطواقم الصحفية، كما الحال مع المدنيين، حيث يستفيدون من المبادئ العامة التي يتمتع بها المدنيون، ولا يجوز أن يكونوا أهدافًا للهجوم ما لم يشاركوا مباشرة في أعمال قتالية، وفقًا لما تقول منظمة "هيومن رايتش ووتش" الحقوقية.

لكن في العدوان الذي يشنه جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ومن ثم الهجوم الجوي الواسع الذي يستهدف مختلف أنحاء لبنان منذ، الإثنين الماضي، يواصل جيش الاحتلال استهداف المدنيين، بالإضافة إلى طواقم الإسعاف، والعاملين في مجال الإغاثة، وكذلك الصحفيين.

وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، قد قال في وقت سابق من الشهر الجاري، إن عدد الشهداء الصحفيين في قطاع غزة ارتفع إلى 173 صحفيًا وصحفية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، قبل أكثر من 11 شهرًا.

أدانت نقابة محرري الصحافة اللبنانية "استمرار الاعتداءات الإسرائيلية ضد المدنيين في المناطق اللبنانية كافة، واتساع مجازرها ذات الطابع الإبادي"

أما بالنسبة للبنان الذي شهد خلال الأيام الماضية تصعيدًا عسكريًا لجيش الاحتلال غير مسبوق، فقد ارتفع عدد الصحفيين والصحفيات الذين استشهدوا منذ الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي إلى خمسة صحفيين، بينهم صحفيان أعلن عن استشهادهما خلال الـ24 الساعة الماضية.

وفي السياق، قالت "قناة المنار" في تدوينة عبر منصة "إكس"، إنها: "تنعى الزميل المصور، كامل كركي، إثر غارة صهيونية على الجنوب"، مضيفة أن "الشهيد عمل في قناة المنار لأكثر من 25 عامًا كانت حافلة بالعطاء والتضحية، وهو من بلدة القنطرة الجنوبية".

من جانبها، أدانت نقابة محرري الصحافة اللبنانية "استمرار الاعتداءات الإسرائيلية ضد المدنيين في المناطق اللبنانية كافة، واتساع مجازرها ذات الطابع الإبادي، حاصدة المزيد من الأبرياء، ولم توفر هذه المجازر الصحفيين والمصورين وكان آخرها ارتقاء المصور في قناة  المنار، كامل كركي، الذي قضى بالقصف الصهيوني في بلدته  القنطره".

ويعد كركي الصحفي الثاني الذي يعلن عن استشهاده في أقل من 24 ساعة، بعدما كانت "قناة الميادين" قد نعت، أمس الثلاثاء، صحفيًا من طاقم موقعها الإلكتروني، وقالت القناة "ارتقى الزميل في الميادين أونلاين، هادي السيد، شهيدًا متأثرًا بجروح أُصيب بها في رأسه، من جراء استهداف الاحتلال الإسرائيلي بلدة برج رحّال في الجنوب".

ومنذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تعمّد جيش الاحتلال استهداف الطواقم الصحفية التي تعمل على نقل التطورات التي يشهدها جنوب لبنان من على الأرض، ما أسفر عن استشهاد خمسة صحفيين وصحفيات، فضلًا عن مدني كان يعمل مرشدًا محليًا مع طاقم "قناة الميادين"، بالإضافة إلى إصابة تسعة صحفيين وصحفيات، بينهم إصابات بالغة.

وكان جيش الاحتلال قد استهدف سيارة تقل مجموعة من الصحفيين العاملين لوسائل إعلام مختلفة في بلدة علما في جنوب لبنان في الـ13 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ما أسفر عن استشهاد المصور في وكالة "رويترز"، عصام عبد الله، فضلًا عن إصابة الصحفيين والصحفيات، مصورا وكالة الأنباء الفرنسية، كرستينا مصطفى عاصي، وديلان كولنز، بالإضافة إلى مراسلة "قناة الجزيرة"، كارمن جوخدار، ومصور القناة، إيلي براخيا.

كما عاد جيش الاحتلال لاستهداف طواقم الصحفيين والصحفيات في طير حرفا بجنوب لبنان في الـ21 من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ما أسفر عن استشهاد مراسلة "قناة الميادين"، فرح هشام عمر، بالإضافة إلى مصور القناة، ربيع معماري، ومرشدهم المحلي، حسين عقيل، وهو مواطن مدني.

وكان وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، قد قال، أمس الثلاثاء، إن الحصيلة المحدثة للهجوم الجوي الواسع الذي يشنه جيش الاحتلال، بلغت "558 شهيدًا، بينهم 50 طفلًا و94 امرأة، غالبيتهم العظمى من العزل الآمنين الذين كانوا في منازلهم"، إضافة إلى "1835 جريحًا"، في حصيلة غير نهائية، جراء مواصلة جيش الاحتلال غاراته الجوية منذ، الإثنين الماضي.