لطالما جرى تكييف النصوص المسرحية لصالح السينما، وكانت نتيجة ذلك وصول هذه الأعمال إلى جمهور أوسع، وإتاحة إمكانيات بصرية أشد تعقيدًا، وتقديم رؤى جديدة للقصص الكلاسيكية.
تعود التجارب الأولى في تحويل المسرح إلى سينما إلى السنوات الأولى من القرن العشرين، في الأيام الأولى للسينما. ولا تزال هذه العلاقة مستمرة وستظل كذلك. صحيح أنه من الصعب التنبؤ بالضبط بكيفية تطورها في المستقبل، لكن من المرجح أن الشكلين الفنيين سيستمران في التأثير وإلهام بعضهما البعض.
هنا وقفة مع أفلام كانت مسرحيات، أو اقتُبست عن نصوص مسرحية.
1- ران
يستند فيلم "ران" للمخرج الياباني أكيرا كيروساوا إلى مسرحية "الملك لير" لشكسبير. لكنه لا يلتزم بها حرفيًا، بل هو إعادة سرد لها ضمن أجواء اليابان الإقطاعية، حيث يقسّم أمير كبير السن ممتلكاته بين أبنائه الثلاثة، ويكون له أن يشهد الخيانة والغدر والتخلي وانعدام الشرف.
"ران" ليست مثالًا على مسرحية يتم تحويلها إلى فيلم، بل مثال للفيلم المستلهم من مسرحية كلاسيكية من أجل بناء قصة قوية لا تنسى، تناقش موضوعات الولاء والشرف والطبيعة المدمرة للطموح البشري.
2- الأسد في الشتاء
فيلم تاريخي يستند إلى مسرحية لجيمس غولدمان، تدور أحداثه خلال عيد الميلاد عام 1183، حيث الملك هنري الثاني بصدد اختيار ولي عهده، الأمر الذي يفتح باب الصراع على العرش بين زوجة الملك المستبعدة من المملكة، وعشيقته الأميرة أليس التي تتمنى الزواج منه، وأبناؤه الثلاثة ريتشارد وجوفري وجون والملك الصغير الماكر فيليب ملك فرنسا والأخ غير الشقيق لأليس، كلهم كانوا راغبين في العرش.
الفيلم من بطولة كل من: بيتر أوتول وكاثرين هيبورن وأنتوني هوبكنز، ومن إخراج أنتوني هارفي عام 1968.
3- أطلب م للقتل
استنادًا إلى مسرحية لفريدريك نوت، يروي الفيلم قصة رجل يستأجر قاتلًا محترفًا لقتل زوجته، ولكن عندما تسوء الخطة، يجب أن يأتي بمخطط جديد لتغطية مساراته.
من بطولة راي ميلاند وغريس كيلي وروبرت كامينغز وأنتوني داوسون، ومن إخراج ألفريد هيتشكوك عام 1954.
4- الموت والعذراء
هي مسرحية شهيرة للكاتب المسرحي التشيلي أرييل دورفمان، تم عرضها لأول مرة عام 1991. تحكي قصة سجينة سياسية سابقة، بعد سقوط نظام قمعي، تواجه الرجل الذي عذبها واغتصبها. تم تكييف المسرحية في فيلم يتابع حبكة المسرحية عن كثب، ويطرح موضوعات العدالة والانتقام وطبيعة الذاكرة.
من بطولة سيغورني ويفر وبن كينغسلي وستيوارت ويلسون، ومن إخراج رومان بولانسكي عام 1994.
5- الزفت
فيلم مغربي مُقتبس عن مسرحية "سيدي ياسين في الطريق" التي ألفها مخرج الفيلم الراحل الطيب الصديقي سنة 1965. يحكي الفيلم قصة قرية تعيش لحظة انتقالية بين التقليد والحداثة. وسط مجموعة من المتغيرات التي يفرضها إيقاع العصرنة وتفرضها الرغبة في تجاوز هذه الازدواجية المتمثلة في الارتباط بتقاليد الماضي والتطلع إلى الحداثة، لكن الراغبين بهذه الحداثة يؤمنون بكرامة رجل عاش 120 سنة، أُقيم له ضريح على شاكلة أولياء الله الصالحين.
من بطولة الطيب الصديقي إلى جانب ثريا جبران، ونور الدين بكر، وأمينة عمر الصديقي، ومن إخراج الطيب الصديقي سنة 1984.
6- استاكوزا
فيلم مصري كوميدي مقتبس عن مسرحية ترويض الشرسة لشكسبير. تدور الأحداث حول مهندس شاب تقابله فتاة مدللة متمردة تربيها عمتها.
يكون الشاب مهندس الديكور لفيلا الفتاة التي تريد عمتها منها الزواج من ابن عمها رغمًا عنها حفاظًا على الميراث. تحدث مشاجرات بين الشاب والفتاة تتطور إلى عاهة مستديمة. ما يجعلها تضطر إلى الزواج منه بدلًا من دخول السجن.
الفيلم من بطولة أحمد زكي ورغدة، ومن إخراج إيناس الدغيدي 1996.