03-أغسطس-2019

الاستقالة من عملٍ في مناخ سام، قد تأخذك لمكان أفضل (Getty)

الترا صوت - فريق الترجمة

سؤال ضغوطات العمل ومدى تأثيرها على حياتك وصحتك الشخصية، هو سؤالٌ واجهناه جميعًا على الأرجح، بل يواجهه، وبصورةٍ شبه يومية، أي موظف أو عامل.

أحد الدلائل على أن عملك يؤثّر على صحتك تتمثّل في المعاناة من مشاكل النوم، أو مجرد التفكير بأن ذهابك للعمل صباحًا ينغص عليك

فموازنة متطلّبات العمل والأعباء التي ترافقها، والتي قد نحملها معنا إلى مساحة حياتنا الشخصية، هي أمرٌ يرغب كل موظف في تحقيقه بالنحو الذي يرضيه.

اقرأ/ي أيضًا: دراسات: العمل من المنزل مرهق أكثر من العمل في المكتب 

ولكن لو كان لنا أن نتحدّث بشيءٍ من الواقعية، يبقى ذلك حلمًا ورديًا للكثيرين، فالتفكير بالتضحية بمصدر رزقك هو أمرٌ قد يدعو للسخرية. لكن ماذا لو تحوّل عملك بالفعل إلى معركةٍ حقيقيةٍ تستهلكك تمامًا؟ بل ماذا لو واجهت فيه استغلالًا مرًّا لا يمكنك أصلًا التفكير بأن تصبر عليه، وشعرت أنه كان القشة التي قصمت ظهر البعير؟

في هذه المقالة المنقولة بتصرف من موقع "Inc"، يبيّن جون وايت، ست علامات على أن الوقت قد حان كي ترفع يدك عاليًا معلنًا استقالتك بكل فخر في سبيل استرداد حريتك وإعتاق نفسك من الاستغلال.


هل سبق لك العمل من قبل؟ إذًا فأنت تعرف بلا شك أن بناء مشوارٍ مهنيٍّ ناجح، ليست مهمةً سهلةً على الإطلاق.

الإرهاق في العمل
بيئة العمل التي تطالبك بتكريس نفسك بشكل كامل للعمل، هي بيئة سامة

لكن، ماذا نقصد أصلًا عندما نقول إن فلانًا كُتِبَ له النجاح في عمله؟ يختلف الجواب حقيقةً بين إنسانٍ وآخر. ولكنني أعتقد، أنا كاتب المقال (جون وايت)، أن ما نسعى إليه جميعًا هو تحقيق شيءٍ ما في مسيرتنا المهنية يضمن لنا جني ما يكفي من المال لنعيش الحياة التي نرتضيها لأنفسنا، إضافةً، إلى شعورنا بالرضا عن ذواتنا.

كان المال هو سيف الحياء الذي أجبرني على الصبر على الكثير من الوظائف السابقة لفتراتٍ طويلة. ولكن، في بعض المناسبات، تدرك أن القناعة بحياةٍ كهذه هو أبعد ما يكون عن الخيار السوي. فنحن نستهلك النسبة الأكبر من ساعات يومنا في أعمالنا، أي، بكلماتٍ أخرى، إن كان عملك هو جحيمك فأنت تدفع الجزء الأكبر من يومك ثمنًا لتعاستك.

عشتُ فتراتٍ كبيرة من مسيرتي المهنية أقاسي الكبد والشقاء. وقد سبق أن تركت عددًا من الوظائف "السامة"، ولعلي بذلك خبيرٌ بعض الشيء في تحديد العلامات التي تظهر عندما يحين وقت ترك عملك وراء ظهرك والانتقال لتحدٍّ جديد.

فلا يجب أن تقنع، أنت أو غيرك، بالشقاء. إذا كانت وظيفتك التي تعمل بها حاليًا تتسبّب لك ببعض، أو جميع، الأعراض التي سأسردها لك أدناه، فلربما حان الوقت التفكير جديًا بخياراتك والبحث عمّا هو أفضل.

1. صحةٌ متدهورة

أحد الدلائل على أن عملك يؤثّر على صحتك تتمثّل في معاناتك من مشاكل في النوم ليلًا. أو ربما مجرد التفكير بأن عليك الذهاب إلى عملك غدًا يسبّب لك مغصة.

بالنسبة لي، لاحظتُ أنني أشعر بالانزعاج وأن مزاجي عكر وأنا بين أطفالي. لقد كان ضغط عملي أحد العوامل التي ساهمت في إصابتي بضغط الدم وزيادة وزني والقلق والأرق.

2. لا توازن بين الحياة والعمل

تأتي على المرء أيامٌ يستحوذ فيها عمله على حياته بأكمها، فقد تطغى وظيفتك على عملك بصورةٍ مخيفة لدرجة أنك لم تعد تملك الوقت الكافي لفعل ما يُسعدك من أمور الحياة الأخرى بعيدًا عن عملك.

ويحدث هذا عادةً إذا كانت شركتك لا تملك أي سياسةً أو نيةً لتطبيق برنامجٍ يراعي التوازن بين الحياة والعمل لموظفيها.

ما رأيك لو أخبرتك أنه في أحد وظائفي السابقة كانت الشركة التي أعمل لها تتصل بي وترسل لي رسائل إلكترونية بعد أن أخذت عطلةً لأكون في المستشفى بجانب زوجتي التي كانت في مخاض ولادة مولودنا الثاني؟ هل يمكن تصديق ذلك؟!

3. مناخٌ سام

ربما لا تشعر بأنك توافق على الاتجاه أو الثقافة السائدة في الشركة. في حالتي أنا، كانت الثقافة السائدة في الشركة هي بيئة: "كرّس نفسك بالكامل لعملك وإياك أن تلتهي". 

كان هذا الأسلوب الإداري يؤدّي إلى إجهادٍ عالٍ ومستمر. وكنا نقف على حافة الإقالة كل يوم. كانت هذه طريقتهم الوحيدة في "تحفيزنا". لم يستغرق الأمر أكثر من عام وفقدت الشركة كل موظفيها.

4. لا تنال التقدير الكافي

لا أحد ينصت لأفكارك، ولا أحد يقدّر ما تقوم به. توجد الكثير من الشركات التي تفشل فشلًا ذريعًا في اعترافها بأفضال مواهب موظفيها.

وبعض الشركات لا تقدّر سوى الـ1% الذين يتربعّون على أعلى المناصب الإدارية في الشركة. أما الـ99% الآخرون فلا ينالون أي حظٍّ من التقدير والشكر.

5. آفاق تطورٍ معدومة

لا أحد يشكّك بحقيقة ذلك، جميعنا نضطر للعمل في وظائف لا نحبها في سبيل الوصول إلى ما نريد. ولكن في بعض الحالات تشعر أن أفق التقدم أو التطور قد أصبح معدومًا.

لقد عملتُ في عددٍ من الشركات التي قامت على المحسوبية والمحاباة، فكانت الشركة لا تعيّن سوى من يعرفونهم من أصدقاء على حساب مرشّحين أكثر كفاءة.

الإرهاق في العمل
عندما لا تشعر بالحصول على التقدير الكافي نظير عملك، فهذه علامة على أنه ربما الاستقالة أفضل

لا أحد بكل تأكيد يرغب بمواجهة حقيقة أن فرص صعوده داخل الشركة غير موجودة. إذا لمست نمطًا يقوم على تعيين الإدارة العليا لمن يعرفونهم من أصدقاء على حساب مرشّحين أكثر كفاءة، فهذه علامةٌ أخرى أنك تعيش في شركةٍ تقوم على ثقافة المحسوبية، وإن لم تكن داخل دائرة الأصدقاء هذه، فاعلم بأنك لن تتطوّر أو تتقدّم ذراعًا واحدًا وستبقى كما أنت.

6. الاعتداء

هل كنت ضحية اعتداءٍ لفظي أو تحرشِ جنسي أو غير ذلك من السلوكيات غير القانونية تركتُ إحدى الوظائف التي عملت فيها بعد أن قاسيتُ من قلة الاحترام بل والاعتداء اللفظي، واستقوى عليّ مديري وقتها. ولم يكن قسم الموارد البشرية أي عونٍ لي، أما الإدارة العليا فقد تعامت عما يحدث. إياك أن تصبر على ذلك، واترك عملك بأسرع وقت، بل وتواصل مع محامٍ إذا لزم الأمر.

اعرف متى تترك

الاستقالة من أي وظيفة هو قرارٌ يرافقه الكثير من الضغط، وهناك دائمًا احتمالية تحول وضعك من سيءٍ إلى أسوء. لكن مهارة القفز من سفينة وظيفتك هي مهارةٌ قيّمة، وقد تأخذك إلى مكانٍ أفضل.

 الاستقالة من الوظيفة قرار صعب،  لكن مهارة القفز من سفينة وظيفتك هي مهارةٌ قيّمة، وقد تأخذك إلى مكانٍ أفضل

كما يقال: "النمو مخاضٌ مؤلم، والتغيير مخاضٌ مؤلم. لكن ليس هناك ما يؤلم أكثر من أن تبقى عالقًا في مكانٍ لا تنتمي إليه".

 

اقرأ/ي أيضًا:

تبذل مجهودًا شاقًا في العمل بلا نتيجة؟.. إليك 3 مفاتيح للعمل بذكاء

بعد التجربة.. العمل لـ4 أيام فقط مفيد للشركات والموظفين!

5 طرق للتعامل الفعال مع ضغط العمل والدراسة

4 أسئلة لا تتردد في طرحها أثناء مقابلة العمل