اختتمت الأسبوع الفائت فعاليات النسخة الـ74 لمهرجان البندقية السينمائي مخلفًة عاصفة من الإشكاليات بمنحها إحدى جوائزها لفيلم إسرائيلي يسلط الضوء على انتهاكات جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين ما أثار حفيظة مسؤولين في حكومة الاحتلال، كما حصل الفلسطيني كامل الباشا في المهرجان عينه على جائزة أفضل ممثل عن فيلم "الإهانة".
فيلم The Shape of Water هو قصة خيالية لأحداث جرت منتصف القرن المنصرم إبان الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي
وكما جرت العادة فإن النسخة الأخيرة للمهرجان تميزت بمشاركة أهم المخرجين السينمائيين في جديد أعمالهم التي عرضت للجمهور على مدار عشرة أيام، فريق ألترا صوت اختار للمهتمين بأحدث الأفلام البعيدة عن استديوهات هوليوود 7 أعمال حديثة عُرضت خلال المهرجان لمتابعتها نظرًا لما تحمله من مواضيع مختلفة في مفاصل قصصها.
فاز فيلم The Shape of Water "شكل المياه" للمكسيكي جيليرمو ديل تورو بجائزة الدب الذهبي في الدورة الأخيرة لمهرجان البندقية السينمائي، والفيلم هو قصة خيالية لأحداث جرت منتصف القرن المنصرم إبان الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي سابقًا، حيثُ تعيش إليسا داخل إحدى المعامل السرية، وتكتشف مع صديقتها إحدى التجارب العلمية غير مسموح معرفتها.
تدور قصة فيلم custody "الحضانة" للمخرج كزافييه ليجراند حول مشاكل الانفصال الأسري التي يعاني منها الأطفال، وهو فاز بجائزة الأسد الذهبي، بالإضافة لحصول مخرجه على جائزة أسد المستقبل، إذ يُصور الشريط الذي كتب نصه ليجراند نفسه انفصال زوجين عن بعضهما، وتصارعهما في القضاء للحصول على حضانة طفلهما الوحيد، ليحكم القاضي بحضانة مشتركة للطفل الذي يجد نفسه رهينة للصراع الدائر بينهما.
اقرأ/ي أيضًا: سينما رأفت الميهي.. الانتصار للفرد والتغيير من القاع
يُعد فيلم The Insult "الإهانة" أو "القضية رقم 23" للبناني – الفرنسي زياد دويري واحدًا من أكثر الأفلام الإشكالية لا في قصته فحسب إنما في شخص مخرج العمل نفسه بسبب تصويره لمشاهد من فيلم السابق "الصدمة" داخل الأراضي المحتلة ما وضعه أمام مشاكل مع القضاء اللبناني، أما فيلم "الإهانة" الذي منح كامل الباشا جائزة أفضل ممثل عن دور "ياسر"، فإنه يروي قصة نشوب شجار بين لبناني مسيحي ينتمي لحزب القوات اللبنانية، وفلسطيني لتكون نقطة الانطلاق لاستعادة ذكريات الحرب الأهلية اللبنانية.
تدور قصة Hannah "حنا" للإيطالي أندريا بالاورو في إطار درامي حول سيدة يتخلى عنها الجميع بعد إلقاء القبض على زوجها لتجد نفسها وحيدًة، وتبدأ رحلة كفاحها للاستمرار في الحياة بعد حبس زوجها، وتجد نفسها بشكل تدريجي تعيش حياةً معزولة عن الآخرين، ونالت البريطانية شارلوت رامبلينج جائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم.
اقرأ/ي أيضًا: فيلم "The Boss Baby".. بين رأسمالية الشركات وترابط العائلات
5- Three Billboards Outside Ebbing, Missouri
وفي أجواء ممزوجة بين الكوميديا والجريمة تدور قصة فيلم Three Billboards Outside Ebbing, Missouri "ثلاث لوحات إعلانية خارج إبينج، ميسوري" للأيرلندي مارتن ماكدونا الذي نال عن نص الفيلم جائزة أفضل سيناريو، والفيلم يروي محاولة سيدة البحث عن قاتل ابنتها بعد أن فشلت الشرطة بذلك، لتنشب على إثرها معركة بين السيدة والشرطة في بلدة "إيبينج" بعد تدخل أحد الضباط غير المباليين في القضية.
والظاهر أن الدورة الأخيرة لمهرجان البندقية لم تخلو من إشكاليتها بمنحها جائزة التحكيم الكبرى لفيلم Foxtrot "خطوة الثعلب" للإسرائيلي صامويل معاذ الذي تعرض لانتقادات حادة من مسؤولين في حكومة الاحتلال، حيثُ يتلقى والديّن خبر مقتل ابنهما أثناء خدمته في جيش الاحتلال، ويبدأ بعدها الفيلم بتسليط الضوء على انتهاكات جيش الاحتلال بتصويره لأحد المشاهد التي تظهر اعتداء جندي على شاب فلسطيني، ما دفع بوزيرة الثقافة ميري ريغيف لمهاجمة مخرج العمل مدعيًة أنه يقوم بـ"نشر الأكاذيب على شكل فن".
الدورة الأخيرة لمهرجان البندقية لم تخلو من إشكاليتها بمنحها جائزة التحكيم الكبرى لفيلم Foxtrot للإسرائيلي صامويل معاذ
يعتبر فيلم sweet country "بلدي الجميل" للمخرج وارويك ثورنتون واحدًا من الأعمال الغربية الأسترالية. تدور أحداثه حول هروب أحد السكان الأصليين في شمال أستراليا يعمل في الوعظ مع زوجته بعد أن يقتل أحد المحاربين القدامى بسبب خلاف حدث بينهما، لتظهر خلال مجريات القصة تفاصيل الأسباب الحقيقية التي دفعته للقتل، والفيلم حصل في مهرجان البندقية على جائزة لجنة التحكيم الخاصة.
اقرأ/ي أيضًا: