آن سكستون (1928 – 1974) شاعرة أمريكية من مواليد مدينة نيوتن بولاية ماسشوسيتس، شمال شرق الولايات المتحدة. بدأت بكتابة الشعر بتشجيع من طبيبها النفسي بعد عدة انهيارات عصبية ومحاولات انتحار فاشلة، وبدا الشعر في حينها ملاذًا لها مما تعانيه من أزمات نفسية، إذ تقول صديقتها المقربة ماكسين كومين: "لولا هوسها هذا بالشعر فإنني واثقة من أنها كانت ستنجح في واحدة من دزينة محاولات الانتحار التي قامت بين 1957 – 1974، إنني مقتنعة أن الشعر كان ما أبقى آن حية خلال 18 عامًا من الإبداع".
لاقت مجموعاتها الشعرية نجاحًا كبيرًا واهتمامًا نقديًا وجماهيريًا واسعًا، وفازت إحداها "عش أو مت" بجائزة "بوليترز" للشعر عام 1967، أي قبل نحو 7 سنوات من انتحارها في منزلها في الرابع من تشرين الأول/ أكتوبر عام 1974.
القصيدة المختارة هنا "أحتفل بمتاعي" مأخوذة من ديوان "قصائد حب" الصادر عن "المجلس الأعلى للثقافة" عام 1998 بترجمة محمد عيد إبراهيم الذي يقول في تقديمه للديوان: "تأتي أهمية ديوان (آن سكستون) الآن، نظرًا لجرأته في تناول موضوعة الجسد، أشواقه ومخاوفه، جذوره وتعبيراته، آلامه ودقاته".
أحتفل بمَتاعي
كل واحدٍ فيَّ طائرٌ.
إني أضرب بكل أجنحتي.
يريدون انتزاعكَ
لكنهم لن يستطيعوا.
قالوا إنه لا حدّ لفراغكَ
ولستَ كذلكَ.
قالوا إنكَ مَغشِي لحدّ الموت
لكنهم مخطئون.
فأنتَ تُغرّد كتلميذةٍ.
ولستَ باليًا.
ثقلٌ لذيد،
واحتفالًا بالمرأةِ التي أكونُها
وبروح المرأة التي أكونُها
وبالمخلوقِ المركزيّ ومَسَرَّاتهِ
أُغرِّدُ لكَ. أجرؤ على الحياة.
مرحبًا، نفسي، مرحبًا، كأسي.
اربُط، وغَطّ. غطّ ما تحتويه.
مرحبًا بسِفادِ الحقول.
هَلَا بكِ يا جذورُ.
كل خلّيةٍ بحياةٍ.
ها هُنا ما يكفي لإسعاد أُمّة.
إنه كافٍ لتملكَ الجماهيرُ هذه الهِبات.
أي شخصٍ، وأيّ دولةٍ ستقول هذا،
"حَسَنٌ إننا قد نزرعُ ثانيةً بهذا العام
ومن ثمّ نتطلّع إلى حصادٍ.
آفة قد أنذَرَت وقَضَينا عليها".
نسوة كثيرات معًا يُنشدن هذا:
واحدة في مصنع أحذيةٍ تسبُّ الآلة،
واحدة في حديقة أسماكٍ تستميل شراعًا،
واحدة سأمانة عند مِقود عربتها الفورد،
واحدة تجمع رسمَ الدخول عند بوابةٍ،
واحدة تربط حَبْل العِجل في أريزونا،
واحدة تُفاخذ الفيلونسيل في روسيا،
واحدة تُغيِّر من قدور الفُخّار على الموقد في مصر،
واحدة تطلي حوائط غرفة نومها بلون القمر،
واحدة تموتُ لكنها تتذكّر إفطارًا،
واحدة تتمدّد على حصيرها في تايلاند،
واحدة تمسَحُ لصغيرها،
واحدة تُحملقّ للخارجِ من نافذة قطار
في وسط مدينة "ويومنج" وواحدة في
أي مكان والبعض في كل مكان وكلهن
يبدو أنهن يُنشدن، رغم أن البعض غير قادرات
على قراءةِ نوتة.
ثقلٌ لذيذ،
احتفالًا بالمرأة التي أكونها
دعني أحمل وشاحًا بطول عشرة أقدام،
دعني أقرع الطبلَ لمن في التاسعة عشرة،
دعني أحملُ الطاسات للقُربان
(لو أن ذلك دَوري).
دعني أكوّن أشكالًا قبليّة معيّنة
(لو أن ذلك دَوري).
لأجل هذا الشيء يحتاج البَدَن
دعني لأُنشِدَ
للعشاء،
للقُبل،
للمضبوطِ
نَعَم.