يواصل جيش الاحتلال الإسرائيل عدوانه على قطاع غزة منذ أربعة أشهر في حرب دموية، دمر فيها مربعات كاملة من القطاع المحاصر. استشهد وفقد وأصيب خلالها أكثر من 100 ألف فلسطيني.
ورغم الدمار الهائل والعدد الكبير من الضحايا إلّا أن الجيش الإسرائيلي لم يحقق "أهم أهداف الحرب" التي وضعت مع بداية العدوان، إذ لم يتمكن من الوصول إلى قادة حركة حماس، ولم يتمكن من الوصول إلى الأسرى في القطاع، كما أنه لم يستطع إيقاف المقاومة الفلسطينية عن مواجهته.
قالت "يديعوت أحرونوت": إلى جانب الإنجازات التكتيكية في الميدان، لا يوجد حتى ما يقرب من النصر الاستراتيجي
على المستوى البري، لا ينفذ جيش الاحتلال، عملية واسعة في الوقت الحالي، إلّا في خانيونس جنوبي القطاع، إذ تشارك الفرقة 98 من جيش الاحتلال، في مواجهة أكبر مدن القطاع المحاصر، و"تناور" في المدينة منذ شهرين، مع التقديرات بالحاجة إلى أسبوع آخر، قبل الانتقال إلى "المرحلة الثالثة"، التي تشمل "تنفيذ عمليات جراحية وتوغل محدود"، على نسق سلوك جيش الاحتلال في الشمال.
مع ذلك، فإن الفرقة 98 من جيش الاحتلال لم تحقق "هدفها المعلن" بالوصول إلى قادة حركة حماس، وتحديد مكان الأسرى.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت": "كان الهدف الرئيسي للجيش الإسرائيلي في جوهر المرحلة الأولى والمرحلة الثانية هو تدمير قدرات القيادة والسيطرة لحماس وقواعدها العسكرية، الموجودة تحت الأرض وتلك الموجودة فوقها، وبدونها لا تستطيع حماس إجراء قتال".
وأضاف الصحيفة الإسرائيلية: "إلى جانب الإنجازات التكتيكية في الميدان، لا يوجد حتى ما يقرب من النصر الاستراتيجي". مضيفةً: "ترفض الحكومة مناقشة اليوم التالي، أي من سيحكم أكثر من مليوني من سكان غزة. من جانبها دخلت حماس في الفراغ، وتظهر علامات إعادة الحكم في المناطق التي كان فيها الجيش الإسرائيلي".
أمّا على مستوى رفح فأوضحت "يديعوت أحرونوت" أن "مهمة الجيش الإسرائيلي هناك عالقة"، وأوضحت: "لقد تم بالفعل وضع خطة للمناورة في رفح وهزيمة كتيبة حماس المحلية، ولكنها الآن في الدرج لبقية العام وتتطلب شرطين: موافقة مصرية، وهو ما قد يتطلب بعض التنازل للفلسطينيين في القطاع على شكل زيادة المساعدات الإنسانية أو موافقة إسرائيلية على هيئة فلسطينية رسمية تحكم القطاع بدلًا من حماس". أمّا الشرط الآخر فهو يتعلق بـ"الشرعية الدولية" وموافقة الولايات المتحدة، خاصةً حال حدوث وقف إطلاق نار.
حـ..ــمـ..ـاس تقدّم مقترحًا لوقف الحرب بـ #غزة.. خطة من 3 مراحل مدّة كل منها 45 يومًا، وهذه تفاصيلها: #الترا_فلسطين.. متابعة شاملة للأحداث:
✅ واتساب:https://t.co/jw7RFdVSj9
✅تيليغرام:https://t.co/kNLyhu2OKp
✅ انستغرام:https://t.co/f6RlY7fOrY pic.twitter.com/mNGf3FKM74— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) February 7, 2024
من جانبه، أعرب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، اللواء احتياط غيورا إيلاند، أمس الثلاثاء، عن تشاؤمه من امتلاك جيش الاحتلال القدرة على هزيمة حماس عسكريًا في لقاء أجراه مع صحيفة غلوبس الاقتصادية العبرية.
وكتبت الصحيفة أن إيلاند لديه وجهة نظر متشائمة بشأن القدرة على هزيمة حماس عسكريًا، ووفقًا له فإن "القتال في غزة سيستمر بغض النظر عما يحدث، طالما أن هناك ما يكفي من الأسلحة والذخائر في غزة، وما يكفي من الشباب في غزة الذين هم على استعداد للقتال والموت"، وفق تعبيره.
وأضاف أن روح حماس هي المسيطرة، وطالما هناك ما يكفي من الإمدادات في غزة فإن القتال سيستمر، وقال: "نحن نقوم بتفكيك ألوية حماس وكتائبها لكن قوتها القتالية تتغير في شكلها، لقد تضرر عدد كبير من قدراتها، ولكن القتال الفعلي لا يزال مستمرًا وسيستمر".
سرايا القدس تنشر مشاهد من الرشقات الصاروخية التي قصفت بها مواقع عسكرية إسرائيلية في محاور التقدم@Rola_Hidar pic.twitter.com/4YoUhqlfmF
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 7, 2024
وقالت الصحيفة إنه في الآونة الأخيرة تمت مشاهدة العديد من مقاطع الفيديو لأعضاء حماس في شمال قطاع غزة، ومعظمهم من رجال الشرطة يقومون بدوريات.
وعلق إيلاند على ما سبق قائلًا إنه من الطبيعي أن تعود الحياة هناك إلى مسارها الصحيح. وشرح أن حماس نزلت إلى الأنفاق حينما تواجد الجيش الإسرائيلي في المنطقة، والآن مع انحسار التواجد العسكري الإسرائيلي، فإن أعضاء حماس بدأوا يخرجون ويظهرون على في الميدان.