يطغى الحزن والكآبة على حياة معظم الفنانين التشكيليين، الذين قدّموا أعمالًا فنية خالدة تعبّر عنهما وعن تصوراتهم حولهما، أو تُترجم أحزانهم وتُجسد تأثيرها عليهم وعلى طريقتهم في العيش ونظرتهم إلى الحياة أيضًا. ومع الوقت، اكتسبت هذه الأعمال أهمية كبيرة لكونها تعبّر عن إحدى أكثر المشاعر الإنسانية شيوعًا وعمقًا وإثارةً للاهتمام من جهة، وارتباطًا بالفن والإبداع، بمختلف أشكاله، من جهة أخرى.
هنا وقفة مع أشهر 10 لوحات اختار رساموها من مشاعر الحزن والكآبة والأسى موضوعًا لها.
1. كآبة – إدفارت مونك
"كآبة" هو عنوان إحدى أشهر لوحات الرسام النرويجي إدفارت مونك (1863 – 1944)، وأكثر اللوحات الحزينة شهرةً في تاريخ الفن بحسب الكثير من النقاد، الذين قالوا إن الرجل الذي تُصوّره اللوحة جالسًا على شاطئ البحر يحدق في الفراغ، حزينًا، ليس سوى مونك نفسه الذي يقال إنه رسمها للتعبير عما أصابه من أسى بعد علاقة عاطفية فاشلة.
2. عالم كريستينا – أندرو وايث
تجمع لوحة "عالم كريستينا" للرسام الأمريكي أندرو وايث (1917 – 2009) بين الحزن والألم الناجم عن العجز. فاللوحة تصوّر فتاة توحي جلستها وسط حقل فارغ، ونظرتها إلى منزل بعيد ومنعزل، بأنها عاجزة عن الحركة. ويقال إنها ليست متخيلة وإنما من معارف أندرو وايث، وهي عاجزة عن الحركة فعلًا بسبب إصابتها بالشلل.
3. المجدلية – بول سيزان
اشتُهر الرسام الفرنسي بول سيزان (1839 – 1906) برسمه للمناظر الطبيعية التي تشغل الجزء الأكبر من منجزه الفني. لكنه يُعرف أيضًا بكونه صاحب إحدى أشهر اللوحات التي تناولت موضوع الحزن في تاريخ الفن، وهي لوحة "حزن" أو "المجدلية" التي يقال إنها تجسد الحزن الذي شعرت به مريم المجدلية قبل إعدام يسوع.
4. كآبة – لويس جان فرانسوا لاغرينه
تُصوّر لوحة الرسام الفرنسي لويس جان فرانسوا لاغرينه (1724 – 1805) التي اختار من "كآبة" عنوانًا لها، امرأة بملابس أنيقة وملامح دقيقة تُظهر مدى الحزن الذي تشعر به. وتُعتبر هذه اللوحة من أشهر أعمال لاغرينه، وإحدى أهم اللوحات التي تناولت الحزن العميق خلال القرن الثامن عشر.
5. امرأة حزينة – بابلو بيكاسو
رسم الفنان الإسباني بابلو بيكاسو (1881 – 1973) العديد من اللوحات الحزينة التي عُرفت بلوحات فترة بيكاسو الزرقاء، وهي الفترة التي تلت انتحار صديقه المقرب كارلوس كاساجيماس. وتُعتبر لوحة "امرأة حزينة"، التي تُصوّر امرأة ساكنة بملامح هادئة يفيض منها الحزن والأسى، من أشهر لوحات تلك الفترة.
6. عازف الغيتار العجوز – بابلو بيكاسو
"عازف الغيتار العجوز" هي أيضًا من أشهر لوحات فترة بيكاسو الزرقاء، التي دارت مواضيعها مدار الحزن والأسى والكآبة التي هيمنت على بيكاسو بسبب انتحار صديقه. تُصوّر اللوحة رجلًا عجوزًا بجسد ضعيف هزيل يتشبث بغيتار قديم. ويقال إن العجوز يجسد الفقراء والمشردين الذين شعر الفنان الإسباني بأنهم يشاركونه الشعور بالحزن والكآبة.
7. أفسنتين – إدغار ديغا
يرسم الفنان الفرنسي إدغار ديغا (1834 – 1917) في لوحة "أفسنتين"، وعنوانها الأصلي "في المقهى"، امرأة تشرب شراب الـ "أفسنتين" الكحولي. ويبدو من عنوان اللوحة أن حالة الحزن والكآبة الظاهرة على ملامح هذه المرأة، هي بسبب هذا الشراب الذي يجعل ممن يشربه شخصًا حزينًا وغير مبال.
8. آلي – إدوارد هوبر
تحظى لوحة "آلي" للرسام الأمريكي إدوارد هوبر (1882 – 1967) بأهمية كبيرة بين نقاد الفن والمهتمين به. واللوحة تجسيد دقيق لحالة الكآبة التي عاشها الأمريكيون بسبب التغيرات التي طرأت على حياتهم بعد الثورة الصناعية والكساد الكبير، إذ تظهر فيها امرأة شابة تجلس وحيدة في مقهى يوحي كل ما فيه بالكآبة والحزن.
9. عند بوابة الخلود – فان غوخ
عاش الرسام الهولندي فان غوخ (1853 – 1890) حياته برفقة الحزن والاكتئاب والاضطرابات العقلية التي دفعته إلى الانتحار في 29 تموز/ يوليو 1890. ويُجمع النقاد على أن أكثر اللوحات تعبيرًا عما عانى منه هي لوحته "عند بوابة الخلود"، التي أنجزها قبل نحو شهرين من انتحاره، ورسم فيها عجوزًا توحي طريقة وضعه ليديه على وجهه بأنه يبكي.
10. القديس جيروم خلال دراسته على ضوء الشموع – آرت فان ليدن
تتمحور أعمال الرسام الهولندي آرت فان ليدن (1498 – 1564) حول الدين المسيحي والشخصيات الدينية المؤثرة. مع ذلك، يرى العديد من النقاد بأن لوحته "القديس جيروم في دراسته على ضوء الشموع"، هي إحدى أهم اللوحات التي تناولت الحزن، وإن بشكل غير مباشر، خلال القرن السادس عشر.