14-يوليو-2024
جو بايدن

صحة جو بايدن العقلية مثار جدل (رويترز)

على الرغم من زلّاته اللسانية الكثيرة، وصعوبات النطق لديه، حذّر خبراءٌ وأطبّاء من التوصل إلى استنتاجات متسرّعة بشأن الحالة الصحية للرئيس الأميركي جو بايدن، وأوصى الخبراء في المقابل بضرورة خضوع الرئيس الثمانييني لفحوصات طبية إضافية.

وأضاف الخبراء، الذين تحدثوا لوكالة فرانس برس، أنه يجب نشر نتائج هذه الاختبارات، وذلك لوضع حدٍّ للتكهنات في حال لم تؤكد المخاوف الحالية.

وأبدى الخبراء تفهّمهم للمخاوف المثارة حول القدرات الذهنية والمعرفية للرئيس بايدن، لكنهم أكدوا أن أطباء بايدن وحدهم يمكنهم إجراء تشخيصٍ صحيح ودقيق له.

وتنتشر دعواتٌ بين الديمقراطيين، على مستوى الحملة ومجلس النواب والشيوخ، تطالب بإيجاد بديلٍ لبايدن بعد المستوى الضعيف الذي ظهر به في مناظرته أمام ترامب التي زل فيها لسانه أكثر من مرة.

كما تعرض لذات الموقف المحرج في قمة الناتو بواشنطن، الخميس الماضي، عندما قدم الرئيس الأوكراني زيلينسكي بصفته الرئيس الروسي بوتين. وهو ما عزز الموقف المشكك في صوابية ترشيحه لعهدة ثانية.

يواجه بايدن موجةً من الانتقادات والنداءات من داخل حزبه للتنحي من السباق الرئاسي، وترك شخصية أخرى تنافس ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية المزمعة تشرين الثاني/نوفمبر القادم

ويشار في هذا الصدد إلى أنّ عدد النواب الديمقراطيين المطالبين بانسحاب بايدن من الانتخابات وصل إلى نحو 17 عضوًا، فيما يعمل آخرون بالخفاء للضغط على بايدن لإعادة النظر في ترشحه، من بينهم رئيسة مجلس النواب السابقة، نانسي بيلوسي، التي تحدثت مع مجموعة واسعة من الديمقراطيين لكبح الرئيس عن إكمال السباق نحو البيت الأبيض، وفقًا لصحيفة "هيل" الأميركية.

مرض بارنكسون أم أعراض الشيخوخة العادية؟

نقلت فرانس برس عن طبيب الأعصاب الأميركي دينيس سيلكو قوله: "إن المسألة الفعلية تكمن في التمييز بين ما يُعدّ جزءًا من العملية الطبيعية للتقدم في السن، وهو يبلغ 81 عامًا وما يمثل مرضًا عصبيًا".

ويضيف الأستاذ في كلية الطب في جامعة هارفارد: "إن ارتكاب خطأ في قول اسم لا يُعدّ تلقائيًا علامة على الإصابة بالخرف أو مرض الزهايمر، حتى لو تكرر ذلك".

لكن جو بايدن "يظهر وكأنه في المراحل الأولى من مرض باركنسون"، بحسب الخبير بالأمراض التنكسية العصبية. ويوضح: "ترونه يتكلّم بصوتٍ منخفض ولديه تصلّب في الحركة ويتحرك ببطء".

يذكر أنّه في شباط/فبراير خضع بايدن لفحص طبي شامل استبعد تقريرًا عن إصابته بمرض باركنسون، لكن ما لم ينشر حينها، حسب الخبراء، كان طبيعة الفحوص التي أُجريت ونتائجها بالتفصيل، ما يضع احتمالات عن إمكانية إصابته بعدها بمرض عصبي تطور خلال الأشهر الخمسة الماضية.

ويقول طبيب الأعصاب الأميركي سيلكو "إنه كان يمكن اكتشاف بوادر المرض منذ شباط/فبراير لو كانت الاختبارات دقيقة بما فيه الكفاية، وهو ما يجهله".

زلّات بايدن

وكرر بايدن هفواته في قمة حلف شمال الأطلسي الأخيرة، حيث تعثَّر باسم نائبته مرَّة وقبلها قدَّم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وفي ذات القمة خلط بايدن بين اسم منافسه الجمهوري دونالد ترامب ونائبته كاملا هاريس.

وبالتزامن مع القمة زلّ ببايدن لسانه أثناء مقابلته على محطة "وورد" الإذاعية في فيلادلفيا، عندما خلط بينه وبين نائبته هاريس في قوله: "بالمناسبة، أنا فخور بأن أكون، كما قلت، أول نائب رئيس، وأول امرأة سوداء، تعمل مع رئيس أسود".

فحوصات لرؤساء أميركا

دعت مجلة "ذي لانسيت" العلمية، آذار/مارس الماضي إلى "اعتماد إجراءات موحدة لفحص الرؤساء الأميركيين من أجل التصدي للمعلومات المضللة والتكهنات".

ففي ظل "غياب وسيلة فعّالة لتقييم صحة الرؤساء، تبقى عامة الشعب في الولايات المتحدة معتمدة على التقارير الصادرة طوعًا عن الأطباء الشخصيين".

وفي السياق ذاته، دعا أستاذ الشيخوخة في جامعة إيلينوي في شيكاغو، جاي أولشانسكي، إلى "شفافية كاملة"، مردفًا القول: "حان الوقت لكي يخضع كلّ من المرشحَين الرئاسيين لاختبار إدراكي، يمكن تضمينه في فحص عصبي أو استخدامه كفحص أولي".

ويؤكد بايدن أنه يخضع لفحوص إدراكية يومية لمجرّد أنه رئيس للولايات المتحدة، لكن "الحالة ليست نفسها"، حسبما يعتقد سولكي، الذي قال: "يمكنه أن يتعامل مع تعقيدات الحياة السياسية إذا كان يتمتع بخبرة طويلة، لكن (هذه التعقيدات) تختلف عمّا يمكن أن نطلب منه خلال فحص عصبي أو نفسي عصبي"، وهو ما يمكن أن يكون مثلًا تكرار قائمة من كلمات قيلت قبل خمس دقائق.

يشار إلى أنه ومع تقدّم العمر، تطرأ "تغييرات على بنية الدماغ"، وفق ما تشرح أليسون سيكولر، رئيسة مستشفى بايكريست المتخصص في الشيخوخة، إذ مع مرور الوقت "تتراكم الفضلات في الدماغ" و"يتقلّص" حجمه. ويمكن للضعف الإدراكي البسيط أن يتحول في ما بعد إلى مرض مثل مرض الزهايمر.

وتشير الخبيرة إلى أن بايدن كما ترامب "أظهرا صعوبةً فيما يتعلق بالقدرة على التركيز على الأسئلة" خلال المناظرة"، مضيفة: "لكننا في الواقع نتحدث فقط عن واحد منهما لأنه يتوافق أكثر مع الصورة النمطية للشيخوخة لدينا". وتوصي بأن يخضع كلاهما للفحص.