في خضمّ تطورات الحرب في أوكرانيا وأجواء الاضطراب في تايوان، أبرز البنتاغون الخميس 27 تشرين الأول/أكتوبر الجاري استراتيجية الدفاع القومي الخاصة بالولايات المتحدة الأمريكية. وبحسب الاستراتيجية التي أعلن عنها وزير الدفاع الأمريكي لويس أوستن فإن الصين تمثل التحدي الأساسي للولايات المتحدة على المدى البعيد، في حين تشكّل روسيا تهديدات خطيرة على الولايات المتحدة في الأمد القريب والمتوسط.
وجاءت مواقف البنتاغون الأخيرة بعد تصريحات للرئيس الروسي فلاديمير بوتن أدلى بها الخميس أيضًا، اعتبر فيها أن ما يحدث في أوكرانيا جزء من تغيرات بنيوية تحدث في النظام العالمي.
ويبدو أن بايدن نجح في نقل استراتيجية التهديد الصيني للولايات المتحدة في مجال الاقتصاد والصناعات التكنولوجية إلى حيز الدفاع، فوفقًا للاستراتيجية التي أعلن عنها وزير الدفاع الأمريكي لويس أوستن فقد أصبحت الصين التحدي الرئيسي للولايات المتحدة عسكريًا على المدى البعيد. ولذلك فإن استراتيجية الدفاع القومي الأمريكي تُركز على الردع المستدام والمعزز حيال الصين، وهو ردع يوضح لأعداء أمريكا أن ثمن العدوان يفوق أي مكاسب محتملة حسب أوستن.
وبرر البنتاغون هذا التوجه بأن "الصين هي المنافس الوحيد الذي يمتلك النية والقوة لإعادة تشكيل النظام الدولي". ويبدو أن هذا التصنيف وليد التصعيد الذي قامت به الصين مؤخرًا حول جزيرة تايوان وتزايد الإنفاق الصيني على القطاعات العسكرية.
أما بالنسبة إلى روسيا التي تشن الحرب في أوكرانيا ومن ورائها حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة، فهي حسب استراتيجية البنتاغون تشكل تهديدات خطيرة على الولايات المتحدة، لكنها غير قادرة على تحدي واشنطن على المدى البعيد، حسب تصريحات أوستن، ما يعني أنها تحلّ تاليًا على الأقل بعد الصين وكوريا الشمالية التي كانت حاضرة في الاستراتيجية التي قدمها أوستن.
حيث قال وزير الدفاع الأمريكي إن "تنفيذ كوريا الشمالية لضربة نووية سيعني نهاية نظام بيونغ يانغ"، مضيفًا القول إن "توسيع كوريا الشمالية قدراتها النووية والصاروخية يمثل تهديدًا خطيرًا. وبالحديث عن السلاح النووي تجدر الإشارة إلى أن بوتين الذي لوّحت إدارته بإمكانية استعمال السلاح النووي دفاعًا عن مصالح روسيا الاستراتيجية وسيادتها على أراضيها، قال في تصريحاته اليوم إنه "طالما الأسلحة النووية موجودة فإن خطر استخدامها موجود دائمًا"، مستبعدًا اللجوء للسلاح النووي في أوكرانيا، من منطلق أن بلاده "ليست بحاجة إلى توجيه ضربة نووية لأوكرانيا ولا جدوى منها سواء عسكريًا أو سياسيًا". كما اعتبر أنه "لو لم يطلق العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا لازداد الوضع سوءًا بالنسبة لروسيا".
يبدو أن بايدن نجح في نقل استراتيجية التهديد الصيني للولايات المتحدة في مجال الاقتصاد والصناعات التكنولوجية إلى حيز الدفاع
إيران كان لها نصيب أيضا من استراتيجية الدفاع القومي الأمريكي فهي تواصل، حسب البنتاغون، "برنامجها النووي وتدعم وكلاء خطيرين وتصدر المسيرات لروسيا التي ترهب بها المدنيين في أوكرانيا".