04-سبتمبر-2024
مقترح جديد

جنديان إسرائيليان على دبابة ينفذان مناورة عسكرية في غزة (رويترز)

رجّحت هيئة البث العبرية أن ينشر الوسطاء، الجمعة المقبل، مقترح "حل وسط" يؤدي للتوصل إلى اتفاق بين "إسرائيل" وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" بشأن وقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى، في الوقت الذي يواصل الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية في مختلف أنحاء القطاع للشهر الـ11 على التوالي.

وتجري "حماس" و"إسرائيل" منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة متعثرة للتوصل إلى اتفاق، بوساطة الولايات المتحدة وقطر ومصر، فيما لا تزال إحدى أبرز نقاط الخلاف الراهنة هي إصرار رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، على بقاء جيش الاحتلال في محور فيلادلفيا بين قطاع غزة ومصر، بينما تصر "حماس" على انسحابه بشكل كامل.

"إسرائيل" متمسكة بالبقاء في محور فيلادلفيا في المرحلة الأولى

وقالت هيئة البث، اليوم الأربعاء، إن رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد"، ديفيد برنياع، أبلغ الوسطاء، في الأيام الأخيرة، تمسك "إسرائيل" بالبقاء في محور فيلادلفيا خلال المرحلة الأولى من اتفاق، مع استعدادها للانسحاب بالمرحلة الثانية.

رجّحت هيئة البث العبرية، أن ينشر الوسطاء، الجمعة المقبل، مقترح "حل وسط" يؤدي للتوصل إلى اتفاق بين "إسرائيل" وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"

وأوضحت الهيئة العبرية أن برنياع نقل هذه الرسالة رغم تصريحات نتنياهو بأن محور فيلادلفيا "يحدد مستقبلنا كاملًا"، ومضيفة أن مكتب نتنياهو علّق على ذلك بالقول: "ليس مطلوبًا بعد من مجلس الوزراء مناقشة أي جزء من المرحلة الثانية من الصفقة".

وبحسب ما نقلت الهيئة العبرية، اليوم الأربعاء، فإن "مسؤولين من الدول الوسيطة اتصلوا بمسؤولين إسرائيليين كبار، في الأيام الأخيرة، لتحديد ما إذا كانت توجد مرونة إسرائيلية في المرحلة الأولى من اتفاق، بما في ذلك بشأن محور فيلادلفيا"، وأضافت أن "الولايات المتحدة ومصر وقطر أجرت محادثات مهمة في الأيام الأخيرة لصياغة خطة حل وسط لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن".

وأشارت الهيئة العبرية إلى أن "الوسطاء يعتزمون نشر المخطط علنًا، على الأرجح من قبل الرئيس، جو بايدن، بحلول يوم الجمعة"، موضحة أنه "لذلك، سافر رئيس الموساد إلى الدوحة هذا الأسبوع، ومن المحتمل أن تستمر المحادثات هناك في الأيام المقبلة".

وكان وزير الأمن في حكومة الاحتلال، يوآف غالانت، قد أكد في وقت سابق، أن انسحاب "إسرائيل" من محور فيلادلفيا خلال المرحلة الأولى من الاتفاق لن يمثل مشكلة أمنية لـ"إسرائيل".

كما قال رئيس حزب "معسكر الدولة" المعارض، بيني غانتس، في تصريح متلفز، أمس الثلاثاء، إن هذا المحور "لا يشكل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل، ويمكننا الانسحاب منه والعودة إن اقتضت الضرورة"، وتابع مضيفًا أن "نتنياهو لن يعيد (المحتجزين) المختطفين أحياء" من غزة، وهو "منشغل بالبقاء السياسي".

مقترح أكثر تفصيلًا من "اقتراح الجسر"

وفي سياق متصل، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، نقلًا عن مسؤولين أميركيين، إن النسخة التالية من المقترح من المرجّح أن تكون أكثر تفصيلًا مما يسمى "اقتراح الجسر" الذي تم تقديمه في آب/أغسطس الماضي، بعد أن أمضى أطراف التفاوض أسابيع في الاقتراب من الإطار النهائي.

وبحسب المسؤولين الأميركيين الذين تحدثوا للصحيفة الأميركية، فإن المقترح سيتضمن مزيدًا من التفاصيل فيما يتعلق بمسألة عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل محتجز، فضلًا عن الحالات التي سيسمح فيها للطرفين بالعودة إلى القتال، والوقت الذي سيبقى فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي بمحور فيلادلفيا على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

وأشارت نقلًا عن مسؤولين أميركيين أن معظم مسودة الصفقة تم الاتفاق عليها، مضيفة أن "حماس" لا تزال الأقل استعدادًا لقبولها، وزعمت أن المفاوضين في واشنطن وعواصم أخرى قالوا إن المقترح الذي سيتم عرضه يمنح الحركة معظم مطالبها، وأن الجانب الإسرائيلي قدم عدة تنازلات، على حد ما ذكرت الصحيفة الأميركية.

ووفق "وول ستريت جورنال"، فإن مسؤوليّن كبيريّن في الإدارة الأميركية، قالا إنه على الرغم من التقارير التي تفيد بأن هذا هو "العرض الأخير"، فمن غير المتوقع أن تنسحب الولايات المتحدة من المحادثات، لأنها تريد إنهاء الحرب.

وأضافت أن المحللين الذين يراقبون المفاوضات عن كثب يتفقون على أن المحادثات يمكن أن تستمر، ووفقًا لمصادر الصحيفة الأميركية، فإنه على الرغم من التقارير المختلفة، فإن الاقتراح الأميركي الجديد لن يكون الأخير، كما تم الترويج بأنه سيكون نهائيًا.