العودة بالدراما السورية إلى ما كانت عليه قبل عام 2011، هو هدف صناعها الذين يحاولون، منذ أكثر من عشر سنوات، العودة إلى المنافسة في الشهد الدرامي العربي، الذي هيمنت عليه الدراما المصرية والمشتركة خلال السنوات القليلة الماضية. غير أن هذه المحاولات لم تفضي إلى شيء غير الحضور الموسمي الثابت، ولكن بمستوى ضعيف وأقل من المطلوب، رغم وجود بعض الاستثناءات التي تثير تفاؤلًا سرعان ما يتبدد.
وصلت الدراما السورية إلى السباق الرمضاني 2022 محملة بآمال كبيرة مردّها أحاديث مختلفة عن تقديم أعمال جديدة من شأنها إعادة هذه الصنعة إلى سابق عهدها
في الموسم الحالي، وصلت الدراما السورية إلى السباق الرمضاني محملة بآمال كبيرة، مردّها حديث عدد كبير من المنتجين والمخرجين والممثلين والكتّاب السوريين، عن تقديم أعمالٍ جديدة من شأنها، حسب توقعاتهم، إعادة هذه الصنعة إلى سابق عهدها، وجعل الموسم الدرامي السوري في رمضان 2022، موسمًا استثنائيًا.
البيئة الشامية.. لا جديد يُذكر
تستعد شركة "غولدن لاين" لدخول المنافسة الرمضانية عبر مسلسل "جوقة عزيزة" (تأليف خلدون قتلان وإخراج تامر إسحاق) الذي يجمع عددًا من الممثلين السوريين، منهم سلوم حداد، ونسرين طافش، وعدنان أبو الشامات، وأيمن رضا، وإيمان عبد العزيز، وهبة نور، وعاصم حواط. ويروي المسلسل، الذي تدور أحداثه في عشرينيات القرن الفائت، قصة "عزيزة خانم". وهي راقصة وممثلة وصاحبة مسرح للفنون تضعها مهنتها وجرأتها في مواجهة تحديات مختلفة.
ويعود مسلسل "الكندوش" (تأليف حسام تحسين بك وإخراج سمير حسين) هذا الموسم بجزء ثان يعول عليه صناعه لتعويض فشل الجزء الأول، الذي جاء ضعيفًا لناحية بناء الأحداث وربطها ببعضها البعض. وهو ما أقرت به الشركة المنتجة "MB"، التي أعلنت أنها استعانت بخبير درامي لمعالجة النص الذي قدّمه حسام تحسين بك، وترى الشركة أنه السبب الرئيسي في فشل الجزء الأول الذي شارك في بطولته كلٌ من أيمن زيدان، وسلاف فواخرجي، وأيمن رضا، وشكران مرتجى، وفايز قزق.
"حارة القبة" (تأليف أسامة كوكش وإخراج رشا شربتجي) سيكون حاضرًا بدوره في هذا الموسم عبر جزء ثان يكمل حكاية الجزء الأول التي دارت أحداثها، مطلع الحرب العالمية الأولى، في حي دمشقي يشهد صراعات مختلفة تنتهي إلى جرائم قتل ترتكب بهدف الانتقام. وهو من بطولة عباس النوري، وسلافة معمار، وخالد القيش، ونادين تحسين بيك، وصباح الجزائري، وفادي صبيح، وعبد الهادي الصباغ.
ويشارك في هذا الموسم أيضًا مسلسل "بروكار" (تأليف سمير هزيم وإخراج محمد زهير رجب)، الذي يعود بجزء ثان كان من المفترض أن يُعرض خلال الموسم الفائت، ولكن جرى تأجيله في اللحظات الأخيرة لأسباب فنية وأخرى إنتاجية. والمسلسل من بطولة جمال القبش، وفاديا خطاب، وزهير رمضان، ونادين خوري، وزينة بارافي، وعلاء القاسم. أما حكايته، فتدور في حي دمشقي يتصدى سكانه لمحاولات الاحتلال الفرنسي إفشال صنعة "البروكار".
الدراما الاجتماعية.. بين السياسة والجريمة
تراهن شركة "كلاكيت ميديا" على مسلسل "كسر عضم" (تأليف علي معين صالح وإخراج شربتجي) لتصدّر المشهد الدرامي السوري في الموسم الرمضاني الحالي. ومردّ هذا الرهان هو حكايته التي تسلط الضوء على تداعيات الحرب السورية الاجتماعية والاقتصادية، ودورها في ظهور طبقة جديدة من الأثرياء وحديثي النعمة، إلى جانب كشف فساد المنظومة الحاكمة خلال سنوات الحرب وما قبلها أيضًا. ويتشارك في بطولة المسلسل الذي يدور في أجواء اجتماعية سياسية كلٌ من فايز قزق، وكاريس بشار، وخالد القيش، ونادين تحسين بك، ونادين خوري.
في إطار الحرب وتداعياتها، تجري أيضًا أحداث مسلسل "مع وقف التنفيذ" (تأليف علي وجيه ويامن الحجلي وإخراج سيف الدين سبيعي)، الذي يروي حكاية حي من أحياء ضواحي دمشق يقرر سكانه العودة إليه بعد سنوات من تهجيرهم منه، فيجدوا أنفسهم بعد عودتهم إليه في مواجهة صراعات طبقية تؤثر سلبًا على حياتهم ونمط معيشتهم. والمسلسل من بطولة عباس النوري، وسلاف فواخرجي، ويامن الحجلي، وصباح الجزائري، وغسان مسعود.
"مقابلة مع السيد آدم" (تأليف وإخراج فادي سليم) يعود هذا الموسم أيضًا بجزء ثان كان من المفترض أن يبث خلال الموسم الفائت، لكن جرى تأجيله لأسباب مجهولة. والمسلسل من بطولة غسان مسعود، ورنا شميس، وأحمد الأحمد، وفاديا خطاب. أما حكايته فتدور حول أستاذ جامعي يسعى إلى الكشف عن ملابسات جريمة قتل غامضة تضعه في مواجهة العصابة التي ارتكبتها، وقامت بخطف ابنته لإجباره على إتلاف ما عثر عليه من أدلة ضدها.
وفي هذه الأجواء، تدور أيضًا أحداث مسلسل "رد قلبي" (تأليف فهد مرعي وإخراج عمار تميم)، الذي تبدأ أحداثه لحظة وقوع جريمة قتل غامضة في حفل زفاف. وهو من بطولة جوان الخضر، ورواد عليو، وجيني إسبر.
ويشارك في هذا الموسم مسلسل "فرسان الظلام" (تأليف هاني السعدي وإخراج سامي الجنادي)، الذي تجري أحداثه في أجواء تاريخية فانتازية، ويشارك في بطولته كلٌ من مهيار خضور، وعلا سعيد، ولجين إسماعيل، ونادين خوري، وسلوم حداد.
الدراما الكوميدية.. أقل من المطلوب
الدراما الكوميدية حاضرة هذا الموسم عبر ثلاث مسلسلات فقط، هي: "الفرسان الثلاثة" (تأليف محمود الجعفوري وإخراج علي مؤذن) الذي يسلط الضوء، بأسلوب ساخر، على معاناة كبار السن وكفاحهم اليومي لتأمين قوت يومهم في ظل الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الحرجة في سوريا. وهو من بطولة أيمن زيدان، وشكران مرتجى، وفادي صبيح، وجرجس جبارة، وجمال العلي، وجيانا عنيد.
العودة بالدراما السورية إلى ما كانت عليه قبل عام 2011 هو هدف صناعها الذين يحاولون العودة إلى المنافسة في المشهد الدرامي العربي
وإلى جانب "الفرسان الثلاثة"، هناك أيضًا "حوازيق" (تأليف زياد ساري وإخراج رشاد كوكش) الذي تدور أحداثه في فندق تضطر مالكته إلى تأجير غرفه لأشخاص من خلفيات ومستويات اجتماعية مختلفة، بسبب الأزمة الاقتصادية القائمة في البلاد. وهو من بطولة كلٌ من سلمى المصري، وفاتح سلمان، وعلا الباشا، وزينة بارافي، وسامية الجزائري.
بالإضافة إلى "بقعة ضوء" الذي يحضر في المنافسة الرمضانية من خلال جزئه الخامس عشر، الذي تشارك في إخراجه عدد من المخرجين السوريين، منهم رامي ديوب، وعمرو حاتم علي، ومجيد الخطيب، وعلي مؤذن. فيما يشارك في بطولته كلٌ من أيمن رضا وشكران مرتجى، وأحمد الأحمد، وفادي صبيح، وعبد المنعم عمايري، وغيرهم.