في خطوة جديدة أثارت غضب دولة الاحتلال الإسرائيلي، أعلنت أرمينيا، اليوم الجمعة، اعترافها بدولة فلسطين أسوةً بعدة دول غربية قامت بالخطوة ذاتها منذ بدء "إسرائيل" حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة قبل نحو 259 يومًا.
وتأتي هذه الخطوة بهدف المضي قُدمًا نحو السلام في الشرق الأوسط بحسب ما جاء في بيان لوزارة الخارجية الأرمينية شدّد على أن الأوضاع في قطاع غزة حرجة للغاية، نتيجة الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع المنكوب.
وقالت الوزارة: "إذ تؤكد جمهورية أرمينيا احترامها القانون الدولي ومبادئ المساواة والسيادة والتعايش السلمي بين الشعوب، تعترف بدولة فلسطين"، مشيرةً أيضًا إلى أن: "يريفان ترغب بصدق في تحقيق سلام دائم في المنطقة"، وإلى رغبتها في التوصل إلى هدنة في القطاع.
قالت الخارجية الأرمينية إن اعترافها بدولة فلسطين يهدف إلى المضي قُدمًا نحو السلام في الشرق الأوسط
وعقب إعلانها الاعتراف بفلسطين، وبحسب بيان رسمي، استدعت وزارة الخارجية الإسرائيلية سفير أرمينيا لديها "لتوجيه توبيخ صارم" ليريفان بسبب اعترافها.
وقال البيان: "عقب اعتراف أرمينيا بدولة فلسطين، استدعت وزارة الخارجية السفير الأرميني لتوجيه توبيخ صارم".
في المقابل، اعتبر أمير سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، أن الاعتراف: "انتصار للقانون والعدالة والشرعية ونضال شعبنا الفلسطيني من أجل التحرر والاستقلال". ويأتي اعتراف أرمينيا بدولة فلسطين بعد أقل من شهر على اعتراف إسبانيا وإيرلندا والنرويج، ثم سلوفينيا، بالدولة الفلسطينية في إطار حملة واسعة النطاق تنسقها هذه الدول، وفي مقدمتها إسبانيا، للضغط على "إسرائيل" لإنهاء حربها الوحشية على قطاع غزة المتواصلة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ومن المتوقع أن تنضم عدة دول أخرى، بما في ذلك دول في الاتحاد الأوروبي، إلى هذه الحملة التي تصرّ على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد للسلام في الشرق الأوسط.
وكان رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، قد أكد خلال إعلان اعتراف بلاده بفلسطين، أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو: "ليس لديه خطة سلام لفلسطين"، وأشار إلى ما يسببه من ألم ودمار ومرارة في غزة، واصفًا ما يحدث فيها بأنها "مجزرة".
وقال سانشيز إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية: "يأتي من أجل السلام والأمن والاستقرار وهذا هو الحل الضروري لتحقيق الشرعية"، مضيفًا أن: "اعترافنا بالدولة الفلسطينية سيمثل حجر أساس من أجل عودة الحياة الكريمة للشعب الفلسطيني".
ورأى رئيس وزراء أيرلندا، سيمون هاريس، أنه: "الاعتراف بالدولة الفلسطينية ذو قيمة سياسية ورمزية قوية"، مضيفًا أن: "الاعتراف رسالة للشعب الفلسطيني بأننا نحترم تطلعاتكم للعيش بحرية والتحكم في شؤونكم".
بدوره، أكد رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستوره أن: "الاعتراف بالدولة الفلسطينية يعني دعم القوى المعتدلة التي تراجع دورها في النزاع المستدام"، داعيًا الدول الأخرى: "لتحذو حذونا وحذو دول أوروبية وتعترف بالدولة الفلسطينية"، وذلك على اعتبار أن: "الاعتراف بدولة فلسطين قد يؤدي لاستئناف مسار تحقيق حل الدولتين ومنحه زخمًا جديدًا".