17-نوفمبر-2024
قصف منطقة رأس النبع في بيروت

استهدفت الغارة مقرًا لحزب البعث المقرب من حزب الله (رويترز)

واصل جيش الاحتلال قصفه للبنان منذ فجر اليوم الأحد، وطالت غاراته العاصمة بيروت لأول مرة منذ استهداف منطقة البسطا قبل أكثر من شهر، وتحديدًا في 10 تشرين الأول/أكتوبر الفائت. 

وشنّت مقاتلات الاحتلال الحربية غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت، مستهدفةً مناطق الشياح، وبرج البراجنة، وحارة حريك بعشرات الغارات. كما شمل القصف منطقة الشبريحا وبلدتي زبقين وشيحين في جنوب لبنان.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن طائرات الاحتلال الحربية شنت 27 غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق متفرقة جنوب لبنان. وذكرت أن طائرات الاحتلال استهدفت محيط كنيسة سيدة النجاة، مقابل مستشفى السان جورج، في منطقة الحدث بالضاحية.

اغتالت إسرائيل، اليوم الأحد، مسؤول مكتب العلاقات الإعلامية في "حزب الله"، محمد عفيف

وطال القصف أيضًا مبنىً سكنيًا مكونًا من 12 طابقًا قرب كنيسة مار مخايل في منطقة الشياح ودمّرته بالكامل. كما أغارت طائرات الاحتلال على قرى وبلدات جبشيت وحانيين ودير الزهراني وعبا ويحمر الشقيف وطورا وزبقين، في جنوب لبنان.  

وبعد أكثر من شهر على استهداف عمق العاصمة اللبنانية، قصفت مقاتلات الاحتلال، اليوم الأحد، مبنىً في منطقة رأس النبع في قلب بيروت، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من الأشخاص. 

واستهدفت الغارة، التي نُفذت من دون إصدار أي إنذار مسبق، على عكس الغارات المكثفة التي استهدفت الضاحية الجنوبية اليوم، مقرًا لـ"حزب البعث" المقرب من "حزب الله"، وأسفرت عن اغتيال محمد عفيف، مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب. 

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، عقب الغارة، إن محمد عفيف، مسؤول العلاقات الإعلامية في "حزب الله"، كان الهدف من عملية الاغتيال في بيروت. وحتى الآن، لم يصدر أي تعليق من الحزب على أنباء الاغتيال، في حين أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن الغارة أسفرت عن استشهاد شخص وإصابة 3 آخرين.

وكان محمد عفيف قد شغل سابقًا منصب المستشار الإعلامي للأمين العام السابق لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، الذي اغتالته إسرائيل في 27 أيلول/سبتمبر الفائت. كما أدار محطة تلفزيون "المنار" التابعة للحزب، قبل أن يتولى مسؤولية مكتب العلاقات الإعلامية فيه.  

إلى ذلك، استُشهد عنصر من الجيش اللبناني، وأُصيب 3 آخرون بجروح، اليوم الأحد، جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت مركزًا له في بلدة تل الماري، بجنوب لبنان. 

وقال الجيش اللبناني، في بيان له عبر منصة "إكس": "استهدف العدو الإسرائيلي مركزًا للجيش بشكل مباشر في بلدة الماري قضاء حاصبيا، ما أدى إلى استشهاد أحد العسكريين وإصابة 3 آخرين، أحدهم في حالة حرجة".  

أما بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في لبنان، فقد أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأحد، بأن المبعوث الأميركي إلى لبنان، آموس هوكشتاين، سيصل إلى المنطقة خلال الأسبوع الحالي في إطار الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن هوكشتاين سيصل إلى تل أبيب الأربعاء القادم، بعد إتمام زيارته إلى لبنان (لم يُحدد موعدها بعد)، في إطار الجهود الأميركية لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله".

وذكرت الهيئة كذلك، نقلًا عن مصادر سياسية (لم تسمها)، أن تل أبيب: "تتوقع تقدمًا كبيرًا في محادثات وقف إطلاق النار مع لبنان، خلال الأسبوع المقبل، تزامنًا مع زيارة هوكشتاين". 

وفي سياق آخر، وعشية اجتماعها لمناقشة مسألة استهداف "إسرائيل" لمناطق تتضمن آثارًا قديمة، دعت 300 شخصية ثقافية معروفة، بينها علماء آثار وفنانون، اليوم الأحد، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونيسكو"، إلى ضمان حماية التراث اللبناني، خاصةً في بعلبك. 

وتعقد المنظمة، غدًا الإثنين، في مقرها بباريس، اجتماعًا طارئًا للنظر في أمر 34 موقعًا أثريًا. وكانت قد أعلنت، في وقت سابق من الشهر الحالي، أنه: "بناء على طلب السلطات اللبنانية، تُعقد في 18 تشرين الثاني/نوفمبر جلسة طارئة للجنة حماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح".

ودعا الموقعون على الرسالة المديرة العامة للمنظمة، أودري أزولاي، إلى تخصيص جميع الموارد المتاحة، بما في ذلك: "اتخاذ تدابير معززة وإذا لزم الأمر فرض عقوبات"، من أجل حماية: "هذه الكنوز التي لا يمكن تعويضها". 

وأكد الموقعون: "التزامهم المشترك بحماية التراث الثقافي للبنان ومواقعه المصنفة، وخاصةً مدينة بعلبك وموقعها المدرج على قائمة التراث العالمي لليونيسكو"، وشددوا كذلك على أن "التراث الثقافي للبنان بأسره مهدد اليوم بفعل هجمات متكررة على مدن قديمة مثل بعلبك وصور وعنجر، جميعها مدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونيسكو".