16-سبتمبر-2024
العنف في انتخابات أميركا

أفراد من الخدمة السرية يراقبون وصول الرئيس الأميركي، جو بايدن، بولاية ديلاوير (رويترز)

يبدأ المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، ومنافسته المرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس، مرحلة جديدة صعبة من حملة انتخابات الرئاسة الأميركية، اليوم الاثنين، في ظل تصاعد حدة التوتر، بعدما يبدو أنها محاولة اغتيال ثانية استهدفت الرئيس الجمهوري السابق، وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية.

وجاء توقيف مسلح، أمس الأحد، في ملعب ترامب للغولف، تزامنًا مع ورود المزيد من التهديدات من وجود قنابل في سبرينغفيلد في أوهايو، وهي مدينة صغيرة في وسط غرب الولايات المتحدة باتت في قلب اتهامات لا أساس لها يروج الجمهوريون ضد المهاجرين.

لا مكان للعنف السياسي

لكن يتوقع بأن تتواصل الحملات، بعد يوم على تأكيد جهاز الخدمة السرية بأن واحدًا أو أكثر من عملائه "فتحوا النار على مسلح" رصد على تخوم ملعب الغولف الخاص بترامب، وعُثر على "بندقية من طراز إيه كيه 47" مع منظار، بالإضافة إلى كاميرا فيديو من نوع "غوبرو".

يبدأ المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، ومنافسته المرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس، مرحلة جديدة صعبة من حملة انتخابات الرئاسة الأميركية، في ظل تصاعد حدة التوتر

وأكد مكتب التحقيقات الفدرالي بأنه "يحقق في ما يبدو أنها محاولة اغتيال للرئيس السابق ترامب"، وعرّفت وسائل إعلام أميركية عن هوية المشتبه به بأنه، راين ويسلي روث (58 عامًا)، الذي عبّر عن دعمه لأوكرانيا، وسبق للشرطة أن أوقفته.

وتفيد السلطات بأنها لم تتعرّف بعد على الدافع المحدد أو العقيدة السياسية لمطلق النار الذي يقف خلف محاولة اغتيال ترامب السابقة خلال تجمع انتخابي في بنسلفانيا في 13 تموز/يوليو الماضي، حيثُ أصيب بجرح في أذنه في عملية إطلاق النار ذتها.

وأفادت السلطات الأميركية، أمس الأحد، بأنه لم يتضح إن كان المسلح أطلق النار من سلاح باتجاه الرئيس السابق قبل أن ينخرط في مواجهة مع عناصر الخدمة السرية.

وندد كل من نائبة الرئيس هاريس، والرئيس الأميركي، جو بايدن، بالهجوم على ترامب، وقال بايدن: "لا مكان للعنف السياسي أو أي عنف إطلاقًا في بلدنا".

وأفادت نائبة الرئيس هاريس، التي ستواجه ترامب في انتخابات الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، في بيان، أمس الأحد، أنها شعرت بالقلق "من محاولة الاغتيال المحتملة"، وأعربت عن ارتياحها "لأن الرئيس السابق ترامب آمن".

وواجه إيلون ماسك،  قطب التكنولوجيا الملياردير والمؤيد لترامب، انتقادات بعدما سأل على منصته "إكس" عن سبب عدم محاولة أحد قتل بايدن أو هاريس قبل أن يحذف المنشور، بحسب الإعلام الأميركي.

وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، ورئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، من أوائل قادة العالم الذين أدانوا محاولة الاغتيال المفترضة، فيما اعتبرها الكرملين مؤشر على أن معركة الانتخابات الأميركية "تحتدم".

تهديدات

وتزامنًا مع محاولة الاغتيال، أعلنت "كلارك ستيت كوليدج" في سبرينغفيلد بأنها ستنظم الصفوف الدراسية عن بعد هذا الأسبوع، بعدما تلقت تهديدات بالقنابل وإطلاق النار نهاية الأسبوع.

وكان اليوم الرابع على التوالي من التهديدات بتنفيذ تفجيرات أو أشكال أخرى من العنف، والتي استهدفت مبنى البلدية المحلي والمدارس وجامعة ويتنبرغ القريبة، بعد الشائعات العنصرية عن المهاجرين الهايتيين التي روج لها جمهوريون بينهم ترامب.

وتحول ما بدأ من مجرد شكاوى من الضغوط المتزايدة على البلدية في المدينة التي تتوسع بشكل كبير إلى اتهامات بـ"غزو" مهاجرين هايتيين "غير شرعيين"، اتُهموا بلا أدلة بالسرقة وأكل الحيوانات الأليفة للسكان والتسبب بموجة جرائم.

وتم مذاك توجيه تهديدات إلى المستشفيات والمدارس والمقار البلدية، وأكد بعض الهايتيين الذي يقطنون المدينة للوكالة الفرنسية بأنهم يخشون على حياتهم.

"كراهية" تايلور سويفت

وفي مؤشر آخر على حجم الانقسام السياسي في البلاد، كتب ترامب على منصة التواصل الاجتماعي "تروث سوشال" التي يملكها "أكره تايلور سويفت!".

ونشرت النجمة الأميركية تصريحًا على "إنستغرام" بعد مناظرة، الثلاثاء الماضي، قالت فيه إنها ستصوت لهاريس، واصفة إياها بأنها "قائدة رزينة وموهوبة".

ونادرًا ما يؤثر تأييد المشاهير لمرشح أو آخر على الانتخابات بشكل كبير، لكن سويفت تعد استثناء نظرًا إلى شعبيتها الهائلة، إذ إنها تحظى بأكثر من 400 مليون متابع على "إنستغرام" و"تيك توك" ومنصات أخرى، وعبّر عشرة ملايين منهم عن "إعجابهم" بمنشورها على "إنستغرام".

ولم يتضح ما الذي يأمل ترامب بكسبه عبر مهاجمة سويفت، كما أنه واجه انتقادات، حتى من قبل جمهوريين آخرين، على خلفية ربطه مؤخرًا بالمؤثرة اليمينية التي تؤمن بنظريات المؤامرة، لورا لومر، التي رافقته أحيانا خلال حملته.

وقالت لومر (31 عامًا) إن هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 الإرهابية نُفذت من الداخل، واتهمت الديمقراطيين بتدبير بعض عمليات إطلاق النار الكبيرة التي شهدتها البلاد مؤخرًا. وأشارت مؤخرًا أيضًا إلى أن سويفت أقامت "علاقة مرتبة" مع نجم كرة القدم تريفس كيلسي "للتأثير على انتخابات 2024"، ولا يوجد أي دليل لدعم هذه المزاعم.