تصدر مسلسل "شوغون" قائمة الفائزين بجوائز جمعية نقاد التلفزيون بحصده 4 جوائز، هي: أفضل دراما وأفضل برنامج جديد، وأفضل برنامج لهذا العام، إضافةً إلى جائزة الإنجاز الفردي في الدراما التي مُنحت للممثلة النيوزلندية آنا ساواي عن تجسيدها شخصية تودا ماريكو.
ومن المتوقع أن يكون المسلسل التاريخي الذي حقق موسمه الأول نجاحًا كبيرًا ونسب مشاهدة عالية، من أبرز الأعمال التلفزيونية الحاضرة في ترشيحات جوائز إيمي التي سيُعلن عنها يوم الأربعاء القادم.
يُعتبر المسلسل الذي عُرض بين 27 شباط/فبراير و23 نيسان/أبريل، من العام الجاري، واحدًا من أبرز مسلسلات 2024، وقد حقق من النجاح ما يكفي لصنع جزئين جديدين منه، كما نال استحسان النقاد الذين عبّروا عن إعجابهم بالإخراج والكتابة والمرئيات وأداء الممثلين.
يتناول مسلسل "شوغون" حقبة مظلمة من تاريخ اليابان كان العنف والدم والرعب والحروب أبرز سماتها
يكتسب المسلسل أهميته من تناوله حقبة مظلمة من تاريخ اليابان كان العنف والدم والرعب أبرز سماتها على الإطلاق، حيث تدور أحداثه في عام 1600، قبل وقت قصير من وقوع "معركة سيكيغاهارا" الشهيرة التي رسمت مستقبل اليابان لأكثر من 250 عامًا.
شهدت تلك الحقبة المرعبة، التي أعقبت قرنين من الحروب الأهلية المدمرة، اضطرابات كبيرة بسبب صراع الزعامات الإقطاعية على السلطة، ومحاولاتهم السيطرة على كامل الأراضي اليابانية. وتتجسد هذه الصراعات في المسلسل، التاريخي والخيالي في الوقت نفسه، في خلاف أعضاء مجلس أوصياء على الحكم يضم 5 أمراء محاربين يُعتبرون الحكّام الفعليين للبلاد.
تشكّل المجلس بعد وفاة الحاكم الأعلى الذي ترك خلفه وريثًا صغيرًا لا يستطيع الحكم، وبطلب من الحاكم نفسه الذي طلب منهم تولي الحكم إلى أن ينضج خليفته. وبدأت الخلافات بين أعضائه بسبب تزايد قوة ونفوذ أحدهم بشكل أثار مخاوفهم من أن ينفرد بالحكم، وهو اللورد "توراناغا" (يؤدي شخصيته هيرويوكي سانادا) الذي يتمتع بما يكفي من القوة والقدرات الاستراتيجية ليكون حاكمًا.
يدور الصراع تحديدًا بين توراناغا واللورد إيشيدو (تاكيهيرو هيرا) الذي يسانده بقية اللوردات خوفًا من توراناغا، الذي هددوه بالعزل من المجلس كمحاولة لكبح جماحه، ولكن دون نتيجة، إذ كان توراناغا قد وصل إلى مستويات عالية من القوة والنفوذ جعلته الحاكم الفعلي لليابان الذي كان يُسمّى آنذاك "شوغون"، خاصةً في ظل علاقته المتينة بعائلة الحاكم الأعلى.
في هذه الأجواء التي تُنذر بحرب وشيكة بين توراناغا وخصومه تهدد استقرار البلاد، يصل ضابط إنجليزي يُدعى جون بلاكثورن إلى اليابان عن طريق الصدفة بعد تحطم السفينة التي كان على متنها وجنوحها على الشواطئ اليابانية بعد عدة أشهر من التيه في البحر قضى الجوع والمرض خلالها على العديد من ركّابها.
لم يكن بلاكثورن يعلم أن هذه الجزيرة هي اليابان، شأنه شأن معظم الأوروبيين الذين لم يكونوا يعرفون موقعها باستثناء البرتغاليين، الذين أخفوا موقعها لاحتكار التجارة معها. ومع الوقت، سيصبح هذه الضابط الإنجليزي مستشارًا شخصيًا للورد توراناغا، وأحد أسلحته في مواجهة خصومه في مجلس الأوصياء، خاصةً أن السفينة التي كان على متنها تضم مدافع وبنادق آلية.
تتمحور أحداث المسلسل حول هذا الصراع، لكنها تتطرق أيضًا إلى صراع الأوروبيين على اليابان، والبعثات التبشيرية البرتغالية التي حولت عددًا من اليابانيين إلى الديانة المسيحية الكاثوليكية وأسست العديد من الكنائس في البلاد، ودور هذه البعثات التبشيرية في الصراع القائم بين أمراء الحرب على الزعامة المطلقة.
وتضمن المسلسل المؤلف من 10 حلقات، الكثير من المشاهد المرعبة التي تعكس العنف الذي كان قائمًا آنذاك، مثل قطع الرؤوس وغلي رجل ببطء حتى الموت بوصفه نوعًا من أنواع العقاب.
يُعتبر المسلسل من أبرز مسلسلات 2024 وأكثرها استحقاقًا للمشاهدة. وقالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إنه من المسلسلات التي تستحق الانتظار، ووصفته بأنه: "دراما فخمة ومتطلبة، يجب التعامل معها بعناية وتركيز"، وأضافت أنه: "ليس نوع المسلسلات التي يمكنك مشاهدتها في الخلفية أثناء التمرير على شاشة الشاشة الثانية. اجلس، احزم حزامك وانتبه جيدًا".
المسلسل مقتبس من رواية تحمل العنوان نفسه للكاتب الأميركي – الأسترالي جيمس كلافيل، سبق أن تحولت إلى مسلسل قصير عام 1980.
