12-مايو-2024
فلسطيني وسط الدمار في مخيم النصيرات

(epa) صعّدت إسرائيل من قصفها للقطاع تزامنًا مع تكثيف عملياتها العسكرية

لليوم الـ219 على التوالي، تواصل "إسرائيل" عدوانها على قطاع غزة وسط تكثيف قواتها لعملياتها العسكرية في شمال ووسط وجنوب القطاع، حيث صعّدت أيضًا من قصفها الوحشي لمنازل المدنيين العُزّل، وتدمير ما تبقى من بنية تحتية.

وطلب جيش الاحتلال من سكان عدة أحياء شرق مدينة رفح، جنوب القطاع، أمس السبت، إخلاء منازلهم استمرارًا لمساعيه في إفراغ المدينة وإجبار سكانها والنازحين إليها على النزوح إلى منطقة المواصي، التي أكدت الأمم المتحدة أنها تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة.

وتُهدِّد العملية العسكرية في رفح، التي تزعم الولايات المتحدة الأميركية أنها "عملية محدودة"، حياة نحو 1.5 مليون شخص. ورغم التحذيرات الدولية المستمرة من شن هجوم شامل على المدينة المكتظة بالنازحين، إلا أن "إسرائيل" تواصل استعداداتها لتوسعة عمليتها باتجاه وسط المدينة.

تسعى قوات الاحتلال إلى إفراغ مدينة رفح من سكانها والنازحين إليها لتوسيع عمليتها العسكرية البرية في المدينة المكتظة بالنازحين

وفي وقت سابق، أمس السبت، اعتبر رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، أن أوامر تهجير المدنيين المحاصرين في رفح إلى مناطق غير آمنة: "أمر غير مقبول".

ودعا ميشيل، في منشور على حسابه في منصة "إكس"، حكومة الاحتلال إلى احترام القانون الإنساني والدولي، والعدول عن تنفيذ عملية عسكرية برية في مدينة رفح.

وشدّد كذلك على: "ضرورة عمل نقاط العبور بكامل طاقتها والسماح بمرور المساعدات الإنسانية الأساسية وسط مجاعة شديدة بغزة"، وأضاف المسؤول الأوروبي أنه: "يجب أن تستمر كافة الجهود للتوصل إلى اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار بغزة".

وأدانت الخارجية الفرنسية، السبت، الهجوم الإسرائيلي على رفح في بيان أكدت فيه أن الهجوم قد يؤدي إلى وضع كارثي للسكان المدنيين في غزة، الذين نزحوا بالفعل من مناطقهم عدة مرات.  

وأكدت الخارجية الفرنسية على أنه ليس هناك مكان آمن في غزة يمكن للمدنيين اللجوء إليه، ودعت "إسرائيل" إلى إنهاء هجومها والعودة إلى مفاوضات التهدئة وتبادل الأسرى والمحتجزين بينها وبين "حماس"، بوصفها السبيل الوحيد لإطلاق سراح المحتجزين وضمان وقف إطلاق النار.

العودة إلى المربع الأول للحرب

في غضون ذلك، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي من قصفه على قطاع غزة الليلة الماضية وصولًا إلى صباح اليوم الأحد، ما أعاد إلى الأذهان الساعات الأولى لبدء العدوان قبل 219 يومًا.

وتعرّض مخيم جباليا والمناطق المحيطة به، في محافظة شمال قطاع غزة، إلى قصف مدفعي وجوي عنيف استمر عدة ساعات، تزامنًا مع إطلاق نار كثيف باتجاهه من قبل مروحيات الاحتلال وآلياته.

وتزامن القصف الإسرائيلي على بلدة جباليا مع تحرك آليات قوات الاحتلال قرب السياج الفاصل شرق البلدة. وقد أدى القصف العنيف والمكثّف على المنطقة إلى استشهاد وإصابة العشرات، بالإضافة إلى نزوح الآلاف من بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون، ومدينة جباليا ومخيمها، وكذلك مناطق تل الزعتر والسكة والشيخ زايد غرب مدينة غزة.

وكان جيش الاحتلال قد طالب سكان جباليا، وأحياء السلام والنور وتل الزعتر ومشروع بيت لاهيا ومعسكر جباليا، وعزبة ملين وأحياء الروضة والنزهة والجرن والنهضة والزهور، أمس السبت، بإخلاء منازلهم "بشكل فوري" والتوجه نحو "المأوى" في مناطق غرب غزة، بحسب "الأناضول".

وقال رئيس بلدية غزة، في تصريحات صحيفة، إن هناك نحو 700 ألف شخص لا يزالوا يعيشون شمال قطاع غزة، مشيرًا إلى أن المساعدات متوقفة بشكل تام، إذ لم تدخل أي شاحنة إلى المنطقة منذ أيام.

وقصفت مدفعية الاحتلال حيي الصبرة والزيتون جنوب شرق مدينة غزة، فيما أفادت مصادر محلية بوصول عدة إصابات إلى المستشفى المعمداني في غزة نتيجة القصف المدفعي المكثّف والمتواصل على حي الزيتون.

وفي المحافظة الوسطى، شنّت طائرات الاحتلال سلسلة غارات استهدفت المخيم الجديد بالنصيرات، وشقة سكنية تعود لعائلة "درويش" في مخيم النصيرات، وذلك بالإضافة إلى مخيم المغازي.

أما في رفح جنوب القطاع، فقد أفادت مصادر محلية باستشهاد 9 فلسطينيين جراء استهداف طائرات الاحتلال لمنزل عائلة "الحشاش" في منطقة عريّبة شمال غرب المدينة.

ووصل 3 شهداء، على الأقل، إلى مستشفى الكويت التخصصي عقب استهدف الاحتلال مجموعة من المواطنين في حي السلام شرق رفح.

ويتزامن القصف على رفح مع استعدادات قوات الاحتلال لتوسيع عمليتها البرية التي بدأت يوم الإثنين الفائت شرق المدينة، حيث طلب جيش الاحتلال، صباح أمس السبت، من سكان عدة أحياء في قلب رفح بإخلاء منازلهم في خطورة تهجيرية جديدة تفاقم معاناة ما يقرب من 1.5 مليون شخص يعيشون ظروفًا مأساوية بالمدينة.

وفي تصريحات صحيفة، أكد الناطق باسم الدفاع المدني بغزة بأن كل المستشفيات في شمال القطاع خرجت عن الخدمة، لافتًا إلى أن فرق الدفاع المدني عاجزة عن العمل في ظل القصف المتواصل على مختلف مناطق القطاع.

وذكر محمود بصل أن جباليا تتعرق لقصف مدفعي وجوي جنوني في ظل عدم قدرتهم على التقدّم لانتشال الجرحى. كما قال إن هناك 16 شخصًا من عائلة الدحدوح أحياء تحت الأنقاض في حي الزيتون بغزة، لكنهم لا يستطيعون الوصول لهم وإخراجهم بسبب استهداف قوات الاحتلال لطواقمهم.

ومساء أمس السبت، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ارتفاع عدد ضحايا العدوان المتواصل على القطاع، منذ نحو 220 يومًا، إلى 34.971 شهيدًا و78.641 مصابًا.

وقالت الوزارة إن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الـ24 الأخيرة 4 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 28 شهيدًا و69 مصابًا، فيما لا يزال هناك العديد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

عمليات المقاومة ضد الاحتلال متواصلة

في الأثناء، تخوض فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال شمال وجنوب القطاع، حيث أفادت مصادر محلية باندلاع اشتباكات عنيفة بينها وبين قوات الاحتلال شرق جباليا.

وأعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، صباح اليوم الأحد، قصف حشود قوات الاحتلال المتوغلة شرق رفح برشقة صاروخية من نوع "107".

وذكرت مصادر أخرى وقوع مجموعة جنود إسرائيليين في كميم للمقاومة في جباليا. فيما قالت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال بمحور التقدّم شرق مخيم جباليا.

وأعلنت الكتائب، في بيانات متفرقة أمس السبت، استهداف تجمع لجنود الاحتلال جنوب حي الزيتون في مدينة غزة بعدد من قذائف الهاون، بالإضافة إلى تدمير دبابة من نوع "ميركافاه 4" بقذيفة "الياسين 105" في الحي نفسه.

وقصفت، بالاشتراك مع "كتائب الشهيد جهاد جبريل"، قوات العدو المتموضعة في محور "نتساريم" بمنظومة الصواريخ "رجوم". ودكّت: "تحشدات وآليات العدو شرق معبر رفح بقذائف الهاون".