22-يونيو-2024
غزة

أكثر من 76% من المدارس في غزة تحتاج إلى إعادة بناءٍ حتى تتمكن من العمل مجددًا

قدّمت غزة في اليوم الـ260 للعدوان الإسرائيلي عليها 75 شهيدًا، ارتقوا جرّاء الغارات الإسرائيلية المتواصلة على القطاع. وفي الأثناء تستمر فصول معاناة الأطفال مع سوء التغذية الحاد، في ظلّ خروج مستشفياتٍ جديدة من الخدمة آخرها المستشفى الإندونيسي بسبب عدم التزود بالوقود وانقطاع الأدوية، على خلفية منع جيش الاحتلال الإسرائيلي دخول قوافل المساعدات الانسانية المتكدسة أمام المعابر. كما أكّدت مصادر طبيةٌ في غزة أن أمراضًا تنتشر من جديد في القطاع من بينها التهاب الكبد الوبائي والنزلات المعوية.

وعلى الطرف الآخر أعلن جيش الاحتلال مقتل ضابطٍ وجنديٍ، وإصابة 8 عسكريين، في معارك وسط قطاع غزة، حالة 3 منهم تعدّ خطيرةً.

وعلى الصعيد السياسي يتزايد الحديث الإسرائيلي تدريجيًا عن مرحلة ما بعد الحرب، وكونها رهينة حسب نتنياهو بالحصول على ما يحتاجه الجيش من أسلحةٍ. كما أكّد نتنياهو أنّ حكومته تريد "إدارةً مدنيةً لا تعلّم الناس تدمير إسرائيل وقتل كل يهوديٍ على وجه الأرض".

قدّم رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو تصوره لليوم التالي للحرب، حيث أكّد على نزع سلاح المقاومة وإدارة غزة عبر حكمٍ مدني مفضلًا أن يكون بمساعدة دول عربية

أمّا دوليًا فكان الحدث الأبرز إعلان أرمينيا اعترافها بالدولة الفلسطينية، وبذلك يصل عدد الدول المعترفة بالدولة الفلسطينية إلى 148 دولةً من أصل 193 دولةٍ في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وفي تفاصيل التطورات الميدانية، قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي خيامًا للنازحين غربي رفح، ما أدى إلى ارتقاء 14 شهيدًا، بالإضافة إلى أكثر من 40 مصابًا. وأسفر قصفٌ إسرائيليٌ آخر على البلدة القديمة بوسط مدينة غزة عن استشهاد 5 فلسطينيين وإصابة آخرين.

كما ارتقى شهيدان آخران جراء قصفٍ إسرائيليٍ استهدف منطقة خربة العدس شمالي مدينة رفح جنوب قطاع غزة.وفي القصف الذي استهدف منطقةً قريبةً من ملعب اليرموك وسط مدينة غزة استشهد 5 شبّان، جميعهم عمالٌ في البلدية. وسُجّل سقوط 3 شهداء آخرين إثر غارةٍ إسرائيلية استهدفت بلدة الفخاري شرقي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. كما انتشل جثمان شهيدٍ إثر قصفٍ إسرائيلي استهدف محيط ميدان الشهداء وسط المدينة.

وقالت بلدية غزة إن قوات الاحتلال الإسرائيلي "استهدفت عددًا من العاملين على تشغيل آبار المياه وسط مدينة غزة"، فيما ذكرت مصادر محلية أخرى قيام قوات الاحتلال بإحراق عدة منازل في مناطق بمدينة رفح قبل انسحابها منها. وأكّدت مصادر أخرى أنّ عائلاتٍ نازحة أجبرت على دفن جثامين أبنائها في منازلهم بسبب كثافة القصف الإسرائيلي.

وعلى صعيد تطورات الوضع الانساني المأزوم أعلن مدير المستشفى الإندونيسي في قطاع غزة خروج المستشفى عن الخدمة، مضيفًا أنّ المستشفى يعاني نقصًا حادًا في الكوادر الطبية. وفي سياقٍ متصلٍ أكّد مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية أنّ "نحو 214 طفلًا وصلوا المستشفى خلال 14 يوما، تظهر عليهم علامات سوء التغذية من بينهم أكثر من 50 حالةً تعاني من سوء تغذيةٍ متقدمٍ، و6 حالات وضعها حرج ويتم التعامل معها في قسم العناية المركزة"، وأردف "هؤلاء الأطفال يعيشون فقط على محاليل الإنعاش، ولا يتوفر لهم الحليب أو الغذاء الخاص مما يشكل تهديدًا على حياتهم".

 كما أفاد مدير المستشفى أنّ بعض الأمراض بدأت تنتشر مجددًا مثل التهاب الكبد الوبائي والنزلات المعوية، مطالبًا "بإدخال الوقود والغذاء ومستلزماتٍ طبيةٍ لأننا في قطاع غزة أمام كارثة".

في الأثناء قالت منظمة أطباء بلا حدود إنها قد " تعلن توقف أنشطتها بغزة أو تقليص بعض الأنشطة المنقذة للحياة بسبب نقص الإمدادات الطبية".وذكرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أنّ أكثر من 76% من المدارس في غزة تحتاج إلى إعادة بناءٍ أو إعادة تأهيلٍ كبيرةً حتى تتمكن من العمل مجددًا.

إسرائيليا:

تحدث نتنياهو عن تصوره لليوم التالي للحرب على قطاع غزة، وفي هذا الصدد قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه "يجب أن يكون هناك نزع سلاحٍ دائمٍ لقطاع غزة"، مضيفًا القول "يجب أن يكون هناك حكمٌ مدنيٌ ما في القطاع، وألا يكون دوره فقط توزيع المساعدات على سكان قطاع غزة، والمفضل أن يكون الحكم المدني لغزة بمساعدة دولٍ عربيةٍ"، وتابع نتنياهو "يجب أن تكون في غزة عملية مكافحة للتطرف. تبدأ من المدارس والمساجد، وتعليم الناس مستقبلا آخر غير تدمير دولة إسرائيل، وقتل كل يهودي على وجه الأرض" وفق تعبيره.

أعلنت أرمينيا اعترافها رسميا بالدولة الفلسطينية، ولاقى هذا القرار ترحيبًا فلسطينيا فيما أثار غضب دولة الاحتلال الإسرائيلي

وبشأن إعادة الإعمار قال نتنياهو إنّ "الذي يجب أن يقوم به هو المجتمع الدولي"، وأكد نتنياهو أنّ جيش الاحتلال "لن يخرج من قطاع غزة حتى يعود جميع المختطفين".

وفيما يخص موضوع  الدعم الأميركي الذي تسبب في توترٍ للعلاقات بين واشنطن والحكومة الإسرائيلية الحالية قال نتنياهو "نقدر بشدةٍ الدعم الذي قدمه الرئيس بايدن والإدارة الأميركية لجهودنا الحربية منذ البداية، وشعرت أن الفيديو الذي ينتقد إدارة بايدن لحجبها الأسلحة كان ضروريًا بعد أشهرٍ من المحادثة لم تحل المشكلة". وتابع نتنياهو "إذا حصلنا على ما نحتاجه من أسلحة سنحقق النصر بسرعة على حماس وسنردع أي حربٍ مستقبليةٍ مع حزب الله".

وفي تعليقه على الاتهامات الدولية بارتكاب جيش الاحتلال جرائم حرب في غزة وإدراج الجيش في القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال ردّ نتنياهو بأنّ "الجيش الإسرائيلي ذهب لأبعد مما ذهب إليه أي جيشٍ آخر في التاريخ في محاولة تجنب سقوط ضحايا مدنيين" وفق قوله، كما اعتبر نتنياهو "نسبة الضحايا المدنيين إلى المقاتلين في غزة هي واحدٌ إلى واحدٌ تقريبًا وهي الأدنى في حرب المدن الحديثة".

في الأثناء أشعل أهالي الأسرى لدى المقاومة في قطاع غزة النار بالقرب من منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في قيساريا، للمطالبة بإبرام صفقة تبادل.

دوليا:

أعلنت الخارجية الأرمينية في بيانٍ لها أمس الجمعة أن أرمينيا اعترفت رسميًا بالدولة الفلسطينية، وفور صدور الإعلان استدعت الخارجية الإسرائيلية السفير الأرميني "لتوبيخه بشدة" بعد اعتراف بلاده بفلسطين. فيما رحبت السلطة الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بإعلان أرمينيا الاعتراف بدولة فلسطين، إذ اعتبر الطرف الفلسطيني "القرار خطوةً مهمةً على طريق تثبيت الاعتراف الدولي بحقوق الشعب الفلسطيني".

وبهذا الاعتراف الجديد، ارتفع عدد الدول المعترفة بالدولة الفلسطينية إلى 148 من أصل 193 دولة بالجمعية العامة للأمم المتحدة.

في سياقٍ متصل أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الحاجة الماسة إلى وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن"، وفي هذا السياق قال غوتيريش إن على "العالم أن يقول بصوت عالٍ وواضحٍ إن التهدئة الفورية في غزة ليست ممكنة فحسب، بل إنها ضروريةٌ"، مردفًا القول "نواصل الضغط لوقف إطلاق النار فورًا في غزة والإفراج غير المشروط عن الرهائن وإيجاد مسارٍ لحل الدولتين".وانتقد غوتيريش عدم سماح إسرائيل "بدخول أصحاب القبعات الزرقاء لمرافقة قوافل المساعدات في غزة"،

أميركيًا فاجأ أندرو ميلر نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون الإسرائيلية الفلسطينية بتقديم استقالته، ليكون بذلك أعلى مسؤولٍ في الدبلوماسية الأميركية على اتصالٍ بسياسة الحرب يستقيل من منصبه.

وفي وقتٍ أكدت فيه الخارجية الأميركية أن ميلر برّر الاستقالة بأسبابٍ عائلية، رجّحت أوساطٌ دبلوماسية وإعلامية أن تكون الاستقالة احتجاجًا على مواقف واشنطن من الحرب على غزة وخاصةً اجتياح رفح.

في الأثناء أفادت الخارجية الأميركية أنّ أنتوني بلينكن بحث مع وفدٍ إسرائيليٍ في واشنطن "جهود تحقيق وقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الأسرى المحتجزين"، ووفقًا لبيان الخارجية الأميركية "شدد بلينكن على ضرورة التخطيط لما بعد انتهاء الحرب، وإعادة الإعمار في غزة، وعلى ضرورة اتخاذ خطواتٍ إضافيةٍ لزيادة المساعدات إلى غزة، وعلى أهمية تجنب مزيدٍ من التصعيد مع حزب الله، والتوصل لحلٍّ دبلوماسيٍ".