10-يوليو-2024
طفل وسط الأنقاض في مخيم النصيرات

طفل وسط الأنقاض في مخيم النصيرات (رويترز)

في اليوم الـ278 من العدوان، تتجه الأنظار نحو العاصمة القطرية الدوحة حيث ستنطلق، اليوم الأربعاء، جولة مفاوضات جديدة بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين "إسرائيل" وحركة المقاومة الإسلامية "حماس".

وأفادت وسائل إعلام مصرية، نقلًا عن مصدر رفيع، بأن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة ستستأنف في الدوحة اليوم الأربعاء، ثم في القاهرة غدًا الخميس. وأشار المصدر إلى وجود اتفاق على نقاط كثيرة بين الطرفين.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية، مساء أمس الثلاثاء، عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنه: "تم إحراز تقدم في قضايا مهمة" في المحادثات التي جرت في القاهرة بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف الحرب.

لم تعد طواقم الإسعاف والدفاع المدني قادرة على الوصول إلى المناطق المستهدفة في مدينة غزة بسبب كثافة القصف

ودعا أحد هؤلاء المسؤولين إلى: "عدم الإفراط في التفاؤل" رغم الأجواء الإيجابية، متوقعًا: "مفاوضات معقدة (مع حماس) تستمر عدة أسابيع".

وأضاف المسؤول الإسرائيلي أنه: "رغم وجود تفاهم بين الأطراف في العديد من بنود الصفقة إلا أن التصريحات المتفائلة سابقة لأوانها".

وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، نقلًا عن دبلوماسيين غربيين، أن جولة المفاوضات الجديدة في الدوحة بالغة الأهمية لأنها ستكشف للوسطاء ما إذا كانت لدى "إسرائيل" أي مقترحات عملية لجسر الهوة مع "حماس"، بعد الخطوط الحمراء التي وضعها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الأحد الفائت، لإتمام الصفقة.

وأعاد أحد المصادر، للصحيفة نفسها، موقف نتنياهو من الصفقة إلى قناعته بأن إنجازها سيكون على حساب انهيار ائتلافه الحكومي، في إشارة إلى تهديدات الوزيرين المتطرفين في حكومته وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، والأمن القومي إيتمار بن غفير، بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها.  

وفي سياق متصل، حذر وزير الثقافة والرياضة الإسرائيلي، ميكي زوهار، من "تفكك" محتمل للائتلاف الحكومي قد يؤدي، بحسب قوله، إلى خسارة الحرب في قطاع غزة.

وقال زوهار، الوزير عن حزب "الليكود"، في مقابلة مع القناة الـ12 الإسرائيلية، إن: "وضع الائتلاف سيئ وقد ينهار"، مضيفًا أن: "سلوك التحالف اليوم وسقوطه يمكن أن يؤدي إلى خسارة الحرب".

وتأتي تصريحات زوهار في ظل تصاعد التوتر بين مكونات ائتلاف حكومة بنيامين نتنياهو، اليمينية المتطرفة، بشأن صفقة وقف الحرب وتبادل الأسرى والمحتجزين مع "حماس" بغزة.

70 بالمئة من محافظة غزة تحت النيران

وفي الأثناء، يواصل جيش الاحتلال تصعيده ضد قطاع غزة، حيث شنت طائراته الحربية غارات عديدة على مناطق متفرقة من القطاع تعرضت في الوقت نفسه لقصف مدفعي مكثف استمر حتى صباح اليوم.

وطال القصف، الجوي والمدفعي، أحياء الشجاعية والتفاح والدرج وتل الهوا في مدينة غزة. وأفادت "الخدمات الطبية للإسعاف والطوارئ" بانتشال 10 إصابات جراء استهداف الاحتلال شقة مأهولة في شارع النصر بالقرب من مستشفى العيون في المدينة.

واستهدفت قوات الاحتلال جمعية الشابات المسلمات داخل عمارة الياسمين في غزة، ومنزلًا لعائلة "العيلة" في محيط مسجد التوبة بحي الدرج.

وتزامن القصف مع اشتباكات ضارية بين قوات الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية في أحياء التفاح والشجاعية وتل الهوا، إضافةً إلى محيط منطقة الجامعات وأنصار غرب المدينة.

وقال "الهلال الأحمر الفلسطيني" إنه يتلقى عشرات نداءات الاستغاثة الإنسانية من مدينة غزة، ولكن طواقمه عاجزة عن الوصول إليها بسبب خطورة المناطق المستهدفة وكثافة القصف.

وبدوره، أكد الدفاع المدني في غزة أن نحو 70 بالمئة من محافظة غزة تحت النيران، وأن طواقمه غير قادرة على الوصول إليها بسبب كثافة القصف.

وشنت طائرات الاحتلال غارات مكثفة على المناطق الوسطى من القطاع، حيث استهدفت منزلًا بجوار مدرسة الجاعوني في مخيم النصيرات، ما أسفر عن وقوع عدد من الإصابات نُقلت إلى مستشفى العودة.

واستهدفت قوات الاحتلال محلًا يؤوي نازحين في محيط البلدية في المخيم نفسه، ما أسفر عن استشهاد 3 أشخاص، بينهم طفل، وإصابة العشرات. كما انتُشل 4 شهداء إثر قصف الاحتلال منزلًا بشارع صلاح الدين شمال النصيرات.

ونسفت قوات الاحتلال عدة مبان سكنية في منطقة المغراقة شمال مخيم النصيرات، وقصفت في الوقت نفسه المخيم الجديد شمال النصيرات.

وفي جنوب القطاع، قصفت مدفعية الاحتلال منطقة الحي السعودي غرب مدينة رفح حيث جرى انتشال شهيدين وعدد من الجرحى، ومنزلًا في بلدة بني سهيلا شرق مدينة خانيونس، ما أدى إلى استشهاد شخصين وإصابة 6 آخرين.

أكثر من 60 شهيدًا خلال الساعات الماضية

وكان جيش الاحتلال قد ارتكب، أمس الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين في مدرسة بمنطقة عبسان شرق خانيونس راح ضحيتها 29 شهيدًا معظمهم من الأطفال والنساء.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إن هذه المجزرة جاءت: "بعد ارتكاب الاحتلال ست مجازر أخرى في مخيمات الوسطى، مما رفع أعداد الشهداء إلى 60 شهيدًا خلال الساعات الماضية".

وأضاف المكتب، في بيان عبر منصة "تلغرام"، أن هذه المجازر تأتي: "في ظل إسقاط الاحتلال الإسرائيلي للمنظومة الصحية وتدمير وإحراق المستشفيات وإخراجها عن الخدمة، وفي ظل الضغط الهائل على الطواقم الطبية وما تبقى من غرف العمليات الجراحية وفي ظل نقص المستلزمات الصحية والطبية"، إضافةً إلى: "إغلاق المعابر أمام سفر الجرحى والمرضى وعدم إدخال الوقود، وفي ظل كارثية الأوضاع الإنسانية والصحية".

وبحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أمس الثلاثاء، فقد ارتفع عدد ضحايا العدوان المتواصل على القطاع إلى 38.243 شهيدًا و88.033 مصابًا.

وقالت الوزارة إن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الـ24 الماضية 3 مجازر بحق المدنيين في القطاع وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 50 شهيدًا و130 مصابًا.

وأضافت أنه لا يزال هناك العديد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.