19-يوليو-2024
آثار القصف الإسرائيلي على مدرسة تابعة للأونروا

يومٌ آخر من القصف والرعب والموت يعيشه أهالي قطاع غزة (رويترز)

يومٌ آخر من القصف والرعب والموت يعيشه أهالي قطاع غزة، الذين فقدوا كل شي بحسب وصف وكالة "الأونروا"، ويتعرضون لواحدة من أشد الحروب تدميرًا في القرن الحادي والعشرين، ويواجهون واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العقود الأخيرة، على مرأى العالم.

ولم تتوقف آلة الحرب الإسرائيلية، لليوم الـ287، عن استهداف المدنيين العزّل في المنازل والتجمعات والمدارس التي تؤوي آلاف النازحين، وأصبحت مسرحًا لجرائم الحرب الإسرائيلية خلال الأيام الماضية، حيث ارتكبت قوات الاحتلال فيها عدة مجازر مروعة راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى.

واستشهد 8 فلسطينيين بينهم أطفال، وأُصيب حوالي 15 شخصًا، في قصف استهدف منزلًا لعائلة "أبو شكيان" في بلوك C في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وشنت طائرات الاحتلال غارات متفرقة استهدفت جحر الديك والبريج والمغراقة وسط القطاع، فيما أطلقت آليات الاحتلال النيران تجاه منازل المدنيين في شمال شرق مخيم البريج.

قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إن عائلات غزة فقدت كل شي، مؤكدةً أن الأوضاع الإنسانية تتدهور يوميًا وسط قلة الغذاء والخيام

وفي جنوب قطاع غزة، أُصيب عدة أشخاص جراء إلقاء مسيّرة للاحتلال قنبلة نحو مجموعة شبان في منطقة الشاكوش غرب مدينة رفح، حيث دارت أيضًا اشتباكات عنيفة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال المتوغلة في المدينة.

وخاضت فصائل المقاومة اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال في الحي السعودي غرب مدينة رفح، تزامنًا مع قصف مدفعية الاحتلال المنطقة.

وشنت طائرات الاحتلال 3 غارات استهدفت منزلًا لعائلة "الأغا" في بلدة القرارة شمال مدينة خانيونس، كما قصفت مدفعيته بلدتي عبسان الكبيرة والفخاري. فيما تعرضت منطقة حسن البنا بحي الزيتون في مدينة غزة لقصف مدفعي مكثف.

وبحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، فقد ارتفع عدد ضحايا العدوان المتواصل على القطاع، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت وحتى ظهر يوم أمس الخميس، إلى 38.848 شهيدًا و89.459 مصابًا.

وقالت الوزارة إن قوات الاحتلال ارتكبت، خلال الساعات الـ24 الماضية، 3 مجازر بحق المدنيين في القطاع وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 54 شهيدًا و95 مصابًا.

وذكرت أنه لا يزال هناك العديد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

كارثة صحية جديدة في غزة

وأعلنت الوزارة، مساء أمس الخميس، عن كارثة صحية جديدة تهدد حياة الأطفال في مخيمات النزوح، حيث قالت في بيان إنها أجرت مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" فحوصات لعينات من مياه الصرف الصحي، وأظهرت النتائج وجود الفيروس المسبب لشلل الأطفال.

وأضافت أن: "وجود الفيروس المتسبب لشلل الأطفال في مياه الصرف الصحي التي تتجمع وتجري بين خيام النازحين وفي أماكن تواجد السكان نتيجة تدمير البنية التحتية يمثل كارثة صحية جديدة، حيث وجود الزحام الشديد مع شح المياه المتوفرة وتلوثها بمياه الصرف الصحي وتراكم أطنان القمامة ومنع الاحتلال إدخال مواد النظافة بما يشكله ذلك من بيئة مناسبة لانتشار الأوبئة المختلفة"، وفق البيان.

وحذرت من أن: "رصد الفيروس المتسبب لشلل الأطفال في مياه الصرف الصحي ينذر بكارثة صحية حقيقية ويعرض آلاف السكان لخطر الإصابة بشلل الأطفال"، داعيًة إلى وقف العدوان على القطاع وتوفير المياه الصالحة للاستخدام وإصلاح خطوط الصرف الصحي، إضافةً إلى إنهاء تكدس السكان في أماكن النزوح.

عائلات غزة فقدت كل شيء

وفي وقت سابق، أمس الخميس، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إن عائلات غزة فقدت كل شي، مؤكدةً أن الأوضاع الإنسانية تتدهور يوميًا وسط قلة الغذاء والخيام، ما يعرض حياة الغزيين للخطر.

وأوضحت الوكالة، في منشور على حسابها بمنصة "إكس"، أن: "زملاءنا في القطاع يواصلون توزيع المواد الغذائية وغيرها من الإمدادات التي تشتد الحاجة إليها، مثل الخيام والأواني، ولكن هذا ليس كافيًا".

وشددت على أن: "الأوضاع بغزة تتدهور يوميًا، ما يعرض حياة الضعفاء للخطر"، وأكدت كذلك أن: "هناك حاجة إلى مزيد من وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة".

وفي سياق متصل، أنهت القيادة الوسطى الأميركية عملية إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر الرصيف العائم المؤقت، وقالت إن وكالة التنمية الدولية ستعمل على تسليم ما تبقى من مساعدات في ميناء أسدود، في الأراضي المحتلة، وتوزعها داخل قطاع غزة.

انفجار في تل أبيب المحتلة

وفي وقت سابق، اليوم الجمعة، هز انفجار مدينة تل أبيب المحتلة، ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن قائد منطقة تل أبيب قوله إن الانفجار ناجم عن جسم جوي مشبوه في الجو، فيما ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن الجيش الأميركي أبلغ "إسرائيل" باعتراضه 4 مسيرات كانت في طريقها إلى الأراضي المحتلة فجرًا.

وأعلنت جماعة أنصار الله (الحوثيين)، اليوم الجمعة، قصف تل أبيب بطائرة مسيرة جديدة اسمها "يافا" قادرة على: "تجاوز المنظومات الاعتراضية للعدو ولا تستطيع الرادارات اكتشافها".

وقالت المتحدث باسم الجماعة إنهم أعلنوا: "منطقة يافا المحتلة منطقة غير آمنة وستكون هدفًا أساسيًا في مرمى أسلحتنا وإننا سنقوم بالتركيز على استهداف جبهة العدو الصهيوني الداخلية والوصول إلى العمق".

وفي سياق آخر، نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مسؤولين في المجلس السياسي الأمني الإسرائيلي، قولهم إن مماطلة رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بشأن صفقة التبادل، تعرض الاتفاق للخطر، مؤكدين أن المؤسسة الأمنية تعتقد بأن الوقت لن يعمل بالضرورة لصالح دولة الاحتلال، وأن الوقت حان لاتخاذ قرار بشأن الاتفاق مع "حماس".