لليوم الـ297 من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، واصل جيش الاحتلال قصفه لمناطق متفرقة من القطاع، فيما تسود حالة من الترقب في لبنان عقب التهديدات بتوجيه ضربة موجعة لـ"حزب الله" بعد هجوم بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل.
وطالب جيش الاحتلال أهالي مخيم البريج وأطرافه، وسط قطاع غزة، أمس الأحد، بإخلاء منازلهم تمهيدًا لعمليات عسكرية يعتزم تنفيذها في المنطقة بزعم "إطلاق صواريخ منها". وتوجه آلاف الفلسطينيين القاطنين في المخيم إلى مدينة دير البلح والنصيرات في نزوح جديد قد لا يكون الأخير في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، حذّرت الأمم المتحدة من أن عمليات الإخلاء والنزوح المتكررة في قطاع غزة تفاقم معاناة سكانه، وتهدد النظام الصحي المنهار أصلًا نتيجة منع قوات الاحتلال إدخال المساعدات الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية والوقود إلى قطاع غزة.
أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي أوامر إخلاء جديدة في مخيم البريج أدت إلى موجة نزوح تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة
في الأثناء، أطلقت طائرات "كواد كابتر" النيران في محيط منطقة الشيخ ناصر والتحلية بمحافظة خانيونس، جنوب القطاع. كما شنّت طائرات الاحتلال عدة غارات عنيفة استهدفت مدينة خانيونس، بالتزامن مع قصف المدفعية المناطق الشرقية من المدينة.
واستهدفت دبابات الاحتلال حي الشيخ ناصر جنوب مدينة خانيونس، بينما قصفت مدفعيته بلدتي بني سهيلا والقرارة شرق خانيونس، وأفادت وسائل إعلام محلية بنسف جيش الاحتلال عدة مبانٍ سكنية في القرارة.
وقصفت مقاتلات الاحتلال، ليل الأحد - الإثنين، منزلًا شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة، تزامنًا مع قصف مدفعيته شمال غرب مخيم النصيرات، وشرق مدينة دير البلح.
ونفذت مدفعية الاحتلال عدة ضربات استهدفت حيي تل الهوى والصبرة جنوب مدينة غزة، فيما قصفت طائراته منزلًا لعائلة "دلول" بالقرب من مسجد بلال بن رباح في حي الزيتون جنوب المدينة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أمس الأحد، ارتفاع عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى 39.324 شهيدًا و90.830 مصابًا معظمهم من النساء والأطفال.
وقالت الوزارة، في تقريرها الإحصائي، إن قوات الاحتلال ارتكبت، خلال الساعات الـ24 الأخيرة، 3 مجازر بحق المدنيين وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 66 شهيدًا و241 مصابًا، فيما لا يزال هناك العديد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
اشتباكات ضارية في مدينة رفح
وذكرت وسائل إعلام محلية بأن فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة تخوض اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال في محاور حي السلطان بمدينة رفح جنوب قطاع غزة.
ونفّذت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أمس الأحد، 12 عملية عسكرية ضد قوات الاحتلال في مختلف محاور القتال في القطاع.
وأعلنت "القسام" استهداف ناقلة جند "نمر" بصاروخ موجه من نوع "السهم الأحمر" قرب برج الحسام في تل السلطان، وضرب قوة هندسة راجلة بعبوة "رعدية" مضادة للأفراد، وإيقاعها بين قتيل وجريح، في حي السلام بمدينة رفح.
تجدد القصف المدفعي على مناطق عدة بمدينة #خانيونس في ظل استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية.. التفاصيل مع مراسل التلفزيون العربي أحمد البطة@Bata99m pic.twitter.com/dgnjqySXJf
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 29, 2024
وفي محافظة خانيونس، تمكن مقاتلو "القسام" من قنص جنديين إسرائيليين وإصابتهم إصابة مباشرة في بلدة بني سهيلا شرق مدينة خانيونس.
وقصفت "كتائب القسام" كذلك غرفة قيادة الاحتلال في محور نتساريم بصواريخ "رجوم" قصيرة المدى عيار 114 ملم. كما أعلنت قصف قوات الاحتلال المتوغلة في محيط الكلية الجامعية بمدينة غزة بقذائف الهاون من العيار الثقيل، واستهداف قوة إسرائيلية راجلة بعبوة "رعدية" مضادة للأفراد وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح في محيط مسجد البراء بن عازب في حي تل الهوى جنوب مدينة غزة.
وفي المكان نفسه، استهدفت "القسام" ناقلة جند من نوع "نمر" بقذيفة "الياسين 105". فيما قصفت القوات المتوغلة في منطقة جحر الديك بعدد من قذائف الهاون، وخاضت اشتباكات ضارية من المسافة صفر مع قوات الاحتلال المتوغلة جنوب حي تل الهوى بغزة.
لبنان.. مخاوف من مواجهة شاملة
أما في لبنان، فتسود حالة من الترقب في ظل التهديدات الإسرائيلية المستمرة بتوجيه "ضربة موجعة" لـ"حزب الله" ردًا على هجوم مجدل شمس الدرزية، في الجولان السوري المحتل، الذي حمّلت دولة الاحتلال الحزب مسؤولية تنفيذه، الأمر الذي نفاه الحزب اللبناني.
ونقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين قولهم إن الحرب الشاملة بين "إسرائيل" و"حزب الله" قد تؤدي إلى حرب إقليمية. كما ذكر أن كبير مستشاري الرئيس الأميركي، جو بايدن، أوضح لوزير أمن الاحتلال، يوآف غالانت، بأنه على "إسرائيل" تجنب التصعيد الشامل مع الحزب.
ورجح المسؤولون أن يؤدي التصعيد بين "إسرائيل" و"حزب الله" إلى تجميد مفاوضات صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين مع "حماس"، خاصةً أنه ليس من الواضح ما إذا كان الطرفان قادران على تجنب مواجهة شاملة قد تشعل المنطقة.
ونقلت القناة الـ13 الإسرائيلية، عن مسؤول إسرائيلي مقرب من رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو؛ قوله إن الرد الإسرائيلي على "حزب الله" سيكون مختلفًا هذه المرة. فيما أفاد مسؤولون إسرائيليون بأن جميع سيناريوهات الرد التي تم بحثها ستقود، وفق توقعاتهم، إلى أيام من القتال مع الحزب.
وأعلن مكتب نتنياهو، أمس الأحد، أن الكابينت الأمني والسياسي فوّض نتنياهو ووزير أمنه يوآف غالانت، بتحديد شكل الهجوم على "حزب الله" وموعده. فيما قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن الهدف الذي ينوي الجيش الإسرائيلي قصفه في لبنان قد تم تحديده وطرحه على الكابينت كذلك للمصادقة عليه.
وفي الأثناء، يشهد مطار بيروت حالة من عدم الانتظام بسبب المخاوف من طبيعة الهجوم الإسرائيلي المرتقب على لبنان، الأمر الذي أدى إلى تعليق عدة شركات طيران عالمية رحلاتها إلى العاصمة اللبنانية بيروت حتى يوم غد الثلاثاء، 30 تموز/يوليو الجاري.
شهيدان وجرحى بينهم طفل في استهداف مسيّرة إسرائيلية سيارة ودراجة على طريق شقرا ميس الجبل جنوبي #لبنان.. تفاصيل أكثر مع مراسل التلفزيون العربي رامز القاضي@ramezelkadi pic.twitter.com/2HcpacaJnj
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 29, 2024