استهدفت طائرات الاحتلال ليل الخميس وفجر اليوم، الجمعة، عددًا من مستشفيات قطاع غزة في تصعيد خطير يُنذر بحدوث كارثة كُبرى تفاقم الأوضاع الإنسانية الكارثية في القطاع، الذي يتعرض لحملة "إبادة جماعية" علنية منذ 35 يومًا.
واستُشهد فلسطيني وأُصيب طفل، فجر اليوم الجمعة، إثر قصف إسرائيلي استهدف مستشفى الولادة في مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة.
أعلن المتحدث باسم الصحة في غزة أنه لم يتبق سوى ساعات معدودة لخروج مستشفيات مدينة غزة وشمالها القطاع عن الخدمة
وجاء استهداف مستشفى الولادة بعد ساعات قليلة على قصف طائرات الاحتلال ساحة مجمع الشفاء الذي يأوي مئات النازحين، ما أسفر عن سقوط 6 شهداء وإصابة العشرات بجروح، بعضهم بحال حرجة.
وقصف طائرات الاحتلال، بعد منتصف الليلة، مستشفى الرنتيسي للأطفال وسط مدينة غزة، ما أدى إلى اندلاع حرائق كبيرة في الطابق السفلي للمستشفى وعدد من مرافقه.
وكانت طائرات الاحتلال قد استهدفت كذلك بوابة مستشفى النصر للأطفال، بجوار مستشفى الرنتيسي، بقصف أسفر عن ارتقاء شهيدين وإصابة آخرين.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بشن طائرات الاحتلال، ليلة أمس، سلسلة غارات عنيفة استهدفت محيط المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة، مخلّفةً عشرات الشهداء والجرحى وأضرارًا بالغة في بعض مرافق المستشفى.
وأُصيب مسعف متطوع بقصف إسرائيلي استهدف محيط مستشفى العودة شمال غزة، وأدى إلى خروج سياراتي إسعاف عن الخدمة بحسب ما ذكرته جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عبر بيان مقتضب عبر صفحتها في فيسبوك، مساء أمس الخميس.
ويأتي استهداف الاحتلال لمستشفيات قطاع غزة في وقت أعلن فيه المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، بأنه لم يتبق سوى ساعات معدودة لخروج مستشفيات غزة والشمال عن الخدمة، بعد استنفاد كل المحاولات الممكنة لتمديد عمل الخدمات الصحية فيها.
وكان القدرة قد حذّر خلال مؤتمر صحفي، الخميس، من أن توقف مستشفيات غزة وشمال قطاع غزة عن العمل وخروجها عن الخدمة: "يحمل الموت الزؤام لآلاف الجرحى والمرضى، وخاصة في الأقسام الحساسة نتيجة عدم دخول الوقود".
وأعلن القدرة خلال المؤتمر خروج مستشفى العيون الوحيد في القطاع، ومستشفى الصحة النفسية، الوحيد أيضًا، عن الخدمة نتيجة نفاد الوقود.
وذلك إضافةً إلى توقف الخدمات الطبية للأطفال في مستشفيي الرنتيسي والنصر، وإبقاء عمل العناية المركزة والحضانة فقط من خلال تشغيل مولد صغير، ما يعني: "سقوط الخط الطبي الأخير لخدمات الأطفال في غزة وشمال غزة".
وأكد القدرة توقف العمل في مستشفى العودة التابعة لجمعية العودة الصحية والمجتمعية. كما لفت إلى بدء العد التنازلي لتوقف المستشفى الإندونيسي ومستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة وخروجها عن الخدمة بعد 24 ساعة بسبب نفاد الوقود. وذلك مقابل 36 ساعة لتوقف الخدمات الحساسة وخروج مجمع الشفاء الطبي عن الخدمة.
واعتبر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن استهداف المستشفيات هو نتيجة لتخاذل المجتمع الدولي ومنظماته الأممية. علمًا أن القصف تزامن مع حديث البيت الأبيض عن موافقة "إسرائيل" على هدن إنسانية مدتها أربع ساعات يوميًا، وهو ما نفاه جيش الاحتلال الذي قال إن الأمر يتعلق بما أسماه "فترات توقف تكتيكية لأسباب إنسانية.
وفي الأثناء، يواصل جيش الاحتلال استهدافه للأحياء السكنية في قطاع غزة مخلّفًا عشرات الشهداء والجرحى، لترتفع حصيلة ضحايا عدوانه المتواصل منذ 35 يومًا إلى أكثر من 10.818 شهيدًا بينهم 4412 طفلًا و2918 سيدة، بالإضافة إلى زهاء 27 ألف مصاب بجراح مختلفة بحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة في غزة.