في اليوم الـ390 من العدوان، واصل جيش الاحتلال استهداف خيام النازحين ومنازل المدنيين في مختلف أنحاء القطاع، مما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى. وأعلنت بلدية بيت لاهيا شمال القطاع أن المدينة أصبحت منطقة "منكوبة"، مطلقة نداء استغاثة لإنقاذ ما أمكن إنقاذه.
وفي التفاصيل، أفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" نقلًا عن مصادر محلية بأن طائرات الاحتلال شنت غارات مكثفة على منازل وأماكن لجوء النازحين، مما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا بين شهداء ومصابين. كما انتشلت طواقم الدفاع المدني ستة شهداء من تحت الأنقاض بعد استهداف تجمع للمدنيين في منطقة السودانية شمال غرب مدينة غزة.
وفي مدينة خانيونس، جنوب القطاع، استشهد أربعة فلسطينيين، بينهم طفلة وامرأتان، جراء قصف استهدف منزلًا في منطقة الشيخ ناصر، فيما أسفر قصف مروحي استهدف خيمة للنازحين في دير البلح، وسط القطاع، عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين، فضلًا عن إصابة عدد من الأطفال.
أعلنت بلدية بيت لاهيا في شمالي القطاع أن المدينة أصبحت منطقة "منكوبة"، مطلقة نداء استغاثة لإنقاذ ما أمكن إنقاذه
كما أفاد مراسل "وفا" بأن قصفًا مدفعيًا وجويًا وبحريًا عنيفًا استهدف حي النزلة بجباليا شمال غزة، مما تسبب في تضرر منازل ومبانٍ على نطاق واسع، وأسفر عن سقوط 19 شهيدًا، فيما لا تزال عمليات الإنقاذ مستمرة وسط تزايد الإصابات.
وفي السياق، قالت بلدية بيت لاهيا إن سكان المدينة يعانون "كارثة إنسانية"، نتيجة "حرب الإبادة المستمرة والحصار المفروض على المدينة"، مؤكدة أن المدينة أصبحت "بلا طعام وبلا مياه وبلا مستشفيات وبلا إسعافات وبلا دفاع مدني وبلا أطباء وبلا خدمات (صرف صحي ونفايات) وبلا اتصالات".
وأضافت البلدية في بيانها: "وعليه، فإننا نعلن بيت لاهيا مدينة منكوبة، ونطلق نداء استغاثة عاجلًا بضرورة إنقاذ ما يمكن إنقاذه في المدينة التي تتعرض للقتل والإبادة الجماعية"، مطالبةً بـ"فتح ممر آمن لإدخال كافة المستلزمات الطبية والغذائية والوقود لإنقاذ المنظومة الصحية والخدماتية".
وقالت مصادر محلية لـ"وفا" إن طيران الاحتلال قصف خيمة تؤوي نازحين في مدينة دير البلح وخيام نازحين في منطقة الأهرامات شمال غرب خانيونس، مما أدى إلى استشهاد مواطنين اثنين على الأقل وإصابة آخرين.
كما قصف جيش الاحتلال منزلًا في منطقة الشيخ ناصر في مدينة خانيونس، مما أسفر عن سقوط ثلاثة شهداء، بينهم طفلة وامرأة، فيما قصفت قوات الاحتلال محيط منطقة الصفطاوي شمال مدينة غزة، ومنازل مواطنين في مدينة رفح جنوب القطاع.
جرحى في قصف الاحتلال منزلا بمواصي مدينة #رفح جنوبي قطاع #غزة.. المزيد مع مراسل التلفزيون العربي@Bata99m pic.twitter.com/8yQaMItBbz
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 30, 2024
وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى أكثر من 43,061 شهيدًا وشهيدة، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 101,223 آخرين، وذلك في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
الاحتلال يواصل حملة الاعتقالات في الضفة
وفي الضفة الغربية المحتلة، اقتحمت قوات الاحتلال اليوم الأربعاء بلدة بيت أمر شمال الخليل، مما أدى إلى اندلاع مواجهات بين أهالي البلدة وجنود الاحتلال، الذين تمركزوا عند الجامع القديم، وتخللت عملية الاقتحام إطلاق قنابل الصوت والغاز تجاه المواطنين.
كما اقتحمت قوات الاحتلال مدينة قلقيلية من المدخل الشرقي، وأطلقت قنابل الصوت بكثافة وسط سوق المدينة، مما خلق حالة من الرعب، خاصة بين الأطفال، وعمدت إلى نشر قناصتها في شوارع قلقيلية، ونصبت كمائن عدة للفلسطينيين وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع.
إلى ذلك، جددت قوات الاحتلال اقتحام حي رأس شحادة بمخيم شعفاط شمال مدينة القدس المحتلة، ودَفَعت بأعداد كبيرة من جنودها إلى المخيم الذي يتعرض لاعتداءات متكررة.
وشملت اقتحامات قوات الاحتلال بلدة سلواد شرق رام الله، مما أسفر عن اعتقال شابين، واستولت على مركبتهما الخاصة على حاجز عين سينيا شمال رام الله.
في غضون ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال المنطقة الشرقية من مدينة نابلس لتأمين اقتحام المستوطنين لقبر يوسف، وسط اندلاع مواجهات واشتباكات مسلحة في المكان، وتكثيف تواجد قوات الاحتلال في محيط المقام.
وداهمت قوات الاحتلال مخيم بلاطة، واندلعت على إثر ذلك مواجهات واشتباكات مسلحة تخللها تفجير عبوات ناسفة، واستهداف قوات الاحتلال خلال انسحابها من المخيم في أكثر من محور.
وفي بيت لحم، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة الخضر جنوب بيت لحم، وتمركزت في منطقة "التل"، وأطلقت قنابل الصوت أثناء توجه الطلبة إلى مدارسهم، بحسب ما ذكرت "وفا".
حزب الله يستهدف مصنعًا أمنيًا في نهاريا
وفي لبنان، واصل جيش الاحتلال شن الغارات الجوية التي استهدفت مختلف بلدات ومدن جنوب وشرق لبنان، في الوقت الذي تصدى حزب الله لمحاولات توغل قوات الاحتلال في بلدات الجنوب اللبناني، فضلًا عن استهداف قواعده ومواقع انتشاره وقصف مستوطنات في شمال فلسطين المحتلة وعمقها.
وأعلن حزب الله أن حصيلة عملياته ضد الاحتلال الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، بلغت 36 عملية، وشملت هذه العمليات التصدي لمحاولات تقدم جيش الاحتلال عند الحدود اللبنانية الفلسطينية، والتصدي لمسيّراته وطائراته، وكذلك عمليات استهداف مواقع وقواعد انتشار الجيش والمستوطنات في شمال وعمق فلسطين المحتلة.
وقال جيش الاحتلال إنه اعترض طائرة مسيّرة عبرت من لبنان باتجاه الجليل الغربي، بعد دوي صفارات الإنذار في المنطقة، فيما أفادت وسائل إعلام عبرية بأن صفارات الإنذار دوت في حيفا ونتانيا والخضيرة جراء إطلاق رشقة صاروخية من لبنان.
انفجار مسيّرة قادمة من #لبنان في مصنع لإنتاج قطع غيار جوية في المنطقة الصناعية بنهاريا.. التفاصيل مع مراسل التلفزيون العربي أحمد دراوشة@AhDarawsha pic.twitter.com/mjvZrbcwPn
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 30, 2024
وذكر جيش الاحتلال أن ست مسيّرات أُطلقت باتجاه شمال الأراضي المحتلة اليوم الثلاثاء، فيما قالت وسائل إعلام عبرية إن مسيّرة أصابت مصنعًا أمنيًا لإنتاج قطع غيار جوية في المنطقة الصناعية في نهاريا.
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان أنه قصف في الـ24 ساعة الماضية، أكثر من مائة موقع يتبع لحزب الله في لبنان. وقال في بيان منفصل إنه رصد صاروخ أرض-أرض قادمًا من لبنان بعد دوي صفارات الإنذار في الجليل وخليج حيفا والكرمل.
وارتفع عدد الشهداء جراء العدوان المتواصل على لبنان منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 2,792 شهيدًا وشهيدة، وإصابة نحو 12,772 جريحًا، فيما سُجل نزوح أكثر من 1.3 مليون لبناني من مدن وبلدات جنوب وشرق لبنان، فضلًا عن الضاحية الجنوبية لبيروت، ومخيمات اللجوء الفلسطيني المحاذية للضاحية.