دخلت الحرب العدوانية الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ86، على وقع اشتباكات عنيفة وضارية تحوضها فصائل المقاومة الفلسطينية مع قوات الاحتلال، التي حاولت الليلة الماضية التقدّم باتجاه مخيمي البريج والمغازي وسط القطاع، ومدينة خان يونس جنوبًا. وذلك تزامنًا مع قصف مدفعي وبحري وجوي عنيف ومكثّف طال العديد من مناطق القطاع، وخلّف عشرات الشهداء والجرحى والمفقودين.
وتركّز قصف جيش الاحتلال، منذ ما بعد منتصف الليلة وحتى ساعات الصباح الأولى، على مخيم المغازي وسط قطاع غزة، حيث استُشهد العشرات وأُصيب آخرون إثر عدة غارات استهدفت منازل عوائل أبو شحادة، وقنديل، وأبو بطنين. ناهيك عن استهداف برج هديل والمسجد الكبير وأماكن أخرى بالمخيم.
استُشهد أكثر من 64 فلسطينيًا وأُصيب 186 جراء القصف العنيف الذي استهدف مناطق وسط قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الأخيرة
وأدى القصف المدفعي والجوي العنيف على مخيم المغازي إلى تدمير مسجدي الصحابة والمهاجرين وجمعية الصلاح. وقد تزامن القصف مع اشتباكات عنيفة وضارية بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال، التي حاولت التوغل شمال شرق مخيم المغازي.
وطال قصف جيش الاحتلال عدة مناطق أخرى وسط قطاع غزة، بينها منطقة الزوايدة التي ارتقى فيها ما لا يقل عن 23 شهيدًا إثر عدة غارات استهدفت منازل المدنيين، ومنطقة البصة بمدينة دير البلح، بالإضافة إلى مخيم البريج الذي شهد بدوره اشتباكات عنيفة بعد محاولة قوات الاحتلال اقتحامه من جهة الجنوب.
وأفادت مصادر طبية فلسطينية باستشهاد أكثر من 64 فلسطينيًا وإصابة ما لا يقل عن 186 آخرين، جراء القصف المدفعي والجوي العنيف الذي استهدف وسط قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
أما جنوب قطاع غزة، فقد استهدفت مدفعية الاحتلال وطائراته وزوارقه الحربية المناطق الشرقية والجنوبية بخان يونس، بالإضافة إلى مدرسة تؤوي عددًا كبيرًا من النازحين في معسكر خان يونس، ومنطقة الضهرة بمخيم خان يونس، وعدة مناطق أخرى شرق مدينة رفح. وقد تزامن القصف مع تصدّي فصائل المقاومة لمحاولة توغل لقوات الاحتلال بمحيط شارع خمسة بخان يونس.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة قد أعلنت، مساء أمس السبت، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إلى 21.672 شهيدًا و56.165 مصابًا، 70% منهم من النساء والأطفال.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة، أشرف القدرة، خلال مؤتمر صحفي، إن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الـ24 الماضية 14 مجزرة بحق عائلات قطاع غزة راح ضحيتها 165 شهيدًا و250 مصابًا.
من جهته، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، السبت، أن جيش الاحتلال ارتكب منذ بدء عدوانه 1813 مجزرة راح ضحيتها 28.672 شهيدًا ومفقودًا، منهم 21.672 شهيدًا وصلوا إلى المستشفيات، بينهم 9 آلاف طفل، و6450 امرأة، ناهيك عن 7 آلاف مفقود معظمهم من الأطفال والنساء.
وعلى الصعيد الإنساني، قال "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان"، أمس السبت، إن "إسرائيل" أفرغت قرار مجلس الأمن الدولي الأخير، رقم 2720، الخاص بتوسيع عميلة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، من مضمونه. مشيرًا كذلك إلى أنها لا تزال تستخدم "التجويع سلاحًا ضد المدنيين" في القطاع المنكوب.
إلى ذلك، خاضت فصائل المقاومة الفلسطينية، منذ ما بعد منتصف الليلة وحتى ساعات الصباح الأولى، اشتباكات عنيفة وضارية في محاور التوغل شرق خان يونس، وفي حيي التفاح والدرج في مدينة غزة. كما تصدّت لعدة محاولات توغل شرق مخيم البريج وجنوب مخيم المغازي وسط قطاع غزة.
وفي سياق متصل، أفادت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، نقلًا عن مصادر طبية، بأنه من المحتمل أن يكون عشرات الجنود الإسرائيليين قد أُصيبوا بعدوى الليشمانيا الطفيلية بغزة.
ونقلت الصحيفة نفسها عن مدير مستشفى "بررزيلاي" بعسقلان المحتلة، قوله إن المستشفى عالج أكثر من 3500 جريح منذ السابع منذ تشرين الأول/أكتوبر الفائت، مؤكدًا أنه رقم "لم نشهده من قبل".
ومساء السبت، قال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إنه يجب على "إسرائيل" أن تسيطر على: "منطقة محور فيلادلفيا الحدودي بين قطاع غزة ومصر". مضيفًا في مؤتمر صحفي عقده منفردًا، بعد رفض وزير أمن الاحتلال يوآف غالانت وعضو مجلس الحرب بيني غانتس المشاركة فيه، أنه يجب: "أن يكون محور فيلادلفيا بأيدينا وتحت سيطرتنا، وأي ترتيب غير ذلك لن تقبل به إسرائيل".
وكان وزير المالية في حكومة الاحتلال، بتسلئيل سموتريتش، قد دعا في مقابلة مع القناة الـ12 الإسرائيلية، أمس السبت، إلى تشجيع "الهجرة الطوعية" لسكان قطاع غزة، وإيجاد بلدان ترغب في استقبالهم.
وقال سموتريتش، وهو سياسي يميني يتزعم حزب "البيت اليهودي" المتطرف، ويُعرف بتصريحاته العنصرية المتطرفة، إن غزة: "لن تظل مرتعًا لمليوني شخص يريدون تدمير دولة إسرائيل، نريد أن نشجع الهجرة الطوعية".