29-يونيو-2024
فرز نتائج الانتخابات في إيران

الانتخابات الرئاسية في إيران (رويترز)

قالت وزارة الداخلية الإيرانية إن المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان يتقدم على المرشح المحافظ سعيد جليلي في انتخابات الرئاسة بعد فرز أكثر من 12 مليون صوت. وتشير التوقعات إلى الذهاب نحو جولة ثانية بين المرشح المحسوب على التيار الإصلاحي مسعود بزشكيان والمرشح المحافظ سعيد جليلي.

وكان السباق الرئاسي انطلق أمس الجمعة بأربعة مرشحين هم بالإضافة لبازشكيان وجليلي محمد باقر قاليباف وبورمحمدي.

يذكر أن نسبة المشاركة كانت ضعيفة، حيث بلغت 40% فقط، وهي أقل نسبة في جميع الانتخابات الرئاسية التي نظمتها إيران منذ الثورة الإسلامية التي أطاحت بالشاه. وتعكس هذه النسبة حسب الخبراء، تبرّمًا عن المشاركة السياسية لدى طيف واسع من الإيرانيين، ولا سيما الشباب.

وتمّ تسجيل هذه النسبة "المتدنية" على الرغم من حث المرشد الأعلى علي خامنئي، أثناء إدلائه بصوته، على "الاقتراع بكثافة في هذا الاختبار السياسي المهم والضروري لنظام الجمهورية الإسلامية" على حد تعبيره.

أظهرت النتائج الأولية تقدم المرشح الإصلاحي مسعود  بزشكيان بنسبة تبلغ نحو 42.6%، يليه المرشح المحافظ سعيد جليلي  بنسبة تصل إلى 38.8%".

فيما اعتبر رئيس البرلمان السابق علي مطهري أن الانتخابات "تعتبر مؤشرًا على الدعم الشعبي للنظام السياسي والإدارة في أي بلد بالعالم".

وكان هاشتاغ #سيرك_الانتخابات  قد انتشر على نطاق واسع على منصة إكس للتواصل الاجتماعي، في الأسابيع القليلة الماضية، تزامنًا مع دعوة إيرانيين في الداخل والخارج إلى مقاطعة الانتخابات.

وبالعودة للنتائج الأولية التي بدأت تصدر تباعًا قالت وكالة تسنيم الإيرانية إنها "أظهرت تقدم المرشح الإصلاحي بزشكيان بنسبة تبلغ نحو 42.6%، يليه المرشح المحافظ سعيد جليلي  بنسبة تصل إلى 38.8%".

يذكر أن عملية التصويت قد توقفت عند منتصف الليل في إيران بعد تمديدها 3 مرات لمدة 6 ساعات، وذلك في ضوء ما قالت لجنة تنظيم الانتخابات بوزارة الداخلية الإيرانية إنه بسبب كثافة توافد الناخبين إلى مراكز الاقتراع.

هذا ومن المتوقع أن تعلن السلطات الإيرانية اليوم  السبت عن النتائج الأولية. ومن المنتظر، في حالة لم يحسم الفوز من هذه الجولة بحصول أحد المرشحين على الأغلبية المطلقة من الأصوات 50% +1، أن تنظم الجولة الثانية في هذه الانتخابات، في الخامس من تموز/يوليو المقبل، أي بعد أسبوع من الآن.

وكان المتحدث باسم المرشح المحافظ سعيد جليلي قد رجح في تصريحات له أن يتم المرور إلى جولة ثانية.

وقد تنافس في الجولة الأولى 4 مرشحين، بعد انسحاب اثنين، وهم محمد باقر قاليباف وسعيد جليلي ومصطفى بورمحمدي، وكلهم مدعومون من المحافظين، في مقابل المرشح مسعود بزشكيان، المدعوم من التيار الإصلاحي.

ولم يمر الاقتراع من دون تسجيل حدث دموي، فقد نقل التلفزيون الإيراني خبر مقتل شخصين (شرطيان حسب وكالة تسنيم) في هجوم مسلح على سيارة تنقل صناديق الاقتراع في محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي البلاد.

مسعود بزشكيان:

يبلغ من العمر 70 عامًا، تخصص في جراجة القلب، وتولى نصب وزير الصحة في الحكومة الإصلاحية الثانية 2001 ـ 2005.  يصف نفسه بالإصلاحي المحافظ. أعلن دعمه للمتظاهرين ضد انتخابات عام 2009، ما جرّ عليه غضب المحافظين في مجلس الشورى الإيراتي حينها.

تنازل عن الترشح في 2013 بعد تقديم هاشمي رفسنجاني ترشيحه، وفي انتخابات 2021 التي فاز بها رئيسي رُفض ترشيحه من طرف مجلس صيانة الدستور الذي عاد 2024 ليقبل ملف ترشحه للانتخابات الرئاسية المبكرة.

يعتقد أن الدبلوماسية هي السبيل الأمثل لرفع العقوبات عن إيران، ويعد بتوظيف السياسة الخارجية لتعزيز علاقات إيران بدول المنطقة، ومع ذلك يتباهى بالقدرات العسكرية الرادعة التي حققتها إيران.

وعلى الصعيد الداخلي يطمح إلى تنفيذ برنامج إنعاش اقتصادي يحسن من ظروف المعيشة ويخلق المزيد من الفرص للشباب ويجذب الاستثمارات الجادة لإيران.

سعيد جليلي:

يوصف في الدوائر الغربية بالمحافظ المتشدد، وذلك على خلفية إدارته للمفاوضات النووية الإيرانية، وهي نفسها المرحلة التي فُرضت فيها على إيران أقسى العقوبات.

يرفع جليلي المولود 1965 شعار "لا مساومة ولا استسلام" في وجه العقوبات والضغوطات المستمرة على بلاده، ومن هذا المنطلق يعتبره البعض الشخصية الأبرز من بين المترشحين للمرشد الأعلى علي خامنئي والحرس القديم.

عينه الرئيس الأسبق أحمدي نجاد أمينًا للمجلس الأعلى للأمن القومي 2007، وفي ذات المجلس عينه المرشد الأعلى خامنئي كأحد ممثليه وهو المنصب الذي شغله لمدة 16 عاما. وبالإضافة لمنصبه هذا عينه خامنئي 2013 عضواً في "مجمع تشخيص مصلحة النظام"، وهو المنصب الذي يشغله حتى الآن، كما يشغل أيضا عضوية المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية منذ 2014.

يذكر أنّ الانتخابات الحالية هي انتخابات سابقة لأوانها، وذلك بسبب وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحية في 19 أيار/مايو الماضي رفقة وفد ضم وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان.