01-يوليو-2024
ولد الغزواني يفوز بعهدة رئاسية ثانية في موريتانيا

(AFP) انتخابات 2024 الرئاسية في موريتانيا

فاز محمد الشيخ ولد الغزواني بدورة ثانية من خمس سنوات في الانتخابات الرئاسية التي شهدتها موريتانيا، أمس السبت.

وحصل ولد الغزواني، بحسب اللجنة المستقلة للانتخابات على 554.956 صوتا، أي نسبة 56.12% من أصوات الناخبين الموريتانيين، وحلّ في المرتبة الثانية النائب البرلماني بيرام الداه اعبيد بحصوله على 218.546 صوتا، أي نسبة 22.10%، فيما حل ثالثًا زعيم المعارضة ومرشح حزب تواصل الإسلامي حمادي سيدي المختار بـ126.187 صوتا، أي نسبة 12.76%.

وتقاسم المراتب الأخيرة كل من المحامي والبرلماني العيد محمد امبارك بنسبة 3.57%، والمرشح با مامادو بوكاري بنسبة: 2.39%، وخلفه مباشرة طبيب الأعصاب أوتوما سوماري بنسبة 2.06%، متبوعا بالمرشح محمد الأمين المرتجي الوافي بنسبة 1%.

وفي أول رد فعل على النتائج أعلن بيرام الداه اعبيد رفض النتائج، ودعا أنصاره للنزول إلى الشارع والتعبير عن رفضهم لتزوير إرادة الناخب الموريتاني، وبالتزامن مع هذه الدعوة، نزلت القوات الأمنية بكثافة إلى الشوارع وطوقت منزل ولد اعبيد ومقر حملته. وكان يوم الاقتراع قد شهد أيضًا استنفارًا أمنيا خوفا من وقوع أعمال شغب وفوضى.

رفض المرشح بيرام الداه اعبيد الذي حل ثانيا الاعتراف بنتائج الانتخابات ولوّح بإمكانية التظاهر في الشارع ودفع تكلفة عدم تزوير إرادة الموريتانيين وخطف النجاح منه

وبلغت نسبة المشاركة في هذه الانتخابات الرئاسية 55.39%، وهي نسبة دون المتوقع مقارنةً بالانتخابات التشريعية والرئاسية السابقتين.

ردود الفعل

رفض المترشح بيرام الداه اعبيد الذي حل في المرتبة الثانية، أمس الأحد، خلال مؤتمر صحفي، نتائج الانتخابات ودعا أنصاره إلى رفضها والاحتجاج عليها سلميًا بالنزول إلى الشارع، لكن ولد اعبيد أضاف "أن لدى حملته إدارة للعمليات الانتخابية"، وأشار إلى أنه "سيعتمد ما توصلت إليه من نتائج".

وأردف أنه "بناء على ما توصلت إليه حملته الانتخابية سيقرر النزول مع أنصاره إلى الشارع".

وشدد ولد اعبيد على أنه "لا يعترف بنتائج تعلن من طرف بلجنة الإنصاف (الحزب الحاكم في موريتانيا)، ولجنة ولد احويرثي (وزير الداخلية) ولجنة ولد الغزواني (أي اللجنة المستقلة للانتخابات).

ووجه ولد اعبيد نداء للضباط باستثناء قائد أركان الدرك، عبد الله ولد أحمد عيشه، للوقوف ضد النظام الفاسد في مواجهة إرادة الشعب" على حد وصفه,

وأردف ولد اعبيد قائلًا: "أنصاري بذلوا جهودًا مضنية خلال الحملة الانتخابية، وأطمئنهم على أن وصفه النجاح لن يذهب سدى".

بدوره قال صمبا تيام رئيس حزب القوى التقدمية للتغيير الذي كان موجودًا مع بيرام الداه اعبيد في نفس المؤتمر الصحفي، إن على "القوات المسلحة وقوات الأمن أن لا تقبل بأن تُستخدم ضد خيارات الشعب"، معتبرا أن "الشعب قال كلمته واختار بيرام وائتلافه" ويجب على "السلطات العليا والجنود احترام ذلك لصالح دولتنا" على حد تعبيره.

أما المرشح العيد محمد امبارك فاعتبر  أنّ "أي تهديد للأمن سيجعلنا في الجبهة الأمامية دفاعًا عن البلد"، في تصريح فُهم منه أنه قبول بنتائج الانتخابات.

ولم يخرج بقية المرشحين حتى اللحظة، وأبرزهم مرشح حزب تواصل الإسلامي، بأي مواقف حول نتائج الانتخابات.

لكن رئيس حزب حركة التحرير والتنمية "قيد التأسيس"، الداعم للمرشح الرئاسي أوتوما سوماري، أحمد ولد هارون عبّر عن عدم ثقتهم "في النتائج التي أعلنت عنها اللجنة المستقلة للانتخابات"، مؤكدًا أنهم "سيعلنون موقفهم من النتائج فور انتهاء لجنة عملياتهم الانتخابية من تدقيق المحاضر".

ودعا ولد هارون المعارضة الموريتانية إلى "تنسيق موقفها من نتائج الانتخابات"، وحذر في المقابل من القرارات الفردية في هذه الظرفية، "لأن التنسيق وتوحيد الجهود في هذه الفترة سيكون أكثر فائدة على المعارضة".

استنفار أمني

بالتزامن مع إعلان النتائج استنفرت المؤسسة الأمنية الموريتانية عناصرها، ونزلت بكثافة في الشوارع وعلى مفترقات الطرق الرئيسية، وأغلقت عدة محلات تجارية في العاصمة السياسية نواكشوط والعاصمة الاقتصادية نواذيبو، كما حاصرت قوات الأمن منزل ومقر حملة المرشح الذي حل ثانيا بيرام الداه اعبيد.

وقال مسؤول الإعلام في حملة المرشح ولد اعبيد، الحسن امبارك، إن الشرطة طوقت مقر الحملة، ونكلت بعدد من مناضليهم، مضيفًا أن الشرطة منعت مناضليهم من دخول مقر الحملة، فيما سمحت لمن يزيد الخروج بذلك دون أن تسمح له بالعودة.

ولفت ولد امبارك إلى أن الشرطة لم تقدم لهم أي مبرر لهذا الحصار الذي فرضته على مقر حملتهم.

على الطرف الآخر، أدلى وزير الداخلية الموريتاني محمد أحمد ولد محمد الأمين المعروف بولد احويرثي، بتصريحات اتهم فيها ما وصفها ببعض الحركات العنصرية "المعروفة بعدائها للوحدة الوطنية وركوب الأمواج، لتحقيق أهدافها الدنيئة"، ومحسوبين على مرشح رئاسي لم يسمه "بمحاولة التشويش على أجواء الأمن والسكينة".

وقال ولد حويرثي "إن هؤلاء مع بعض الغوغاء والانتهازيين والمراهقين المغرر بهم، حاولوا على امتداد اليوم، في بعض أحياء العاصمة، التشويش على أجواء السكينة والأمن، من خلال بعض أعمال الشغب مثل إشعال الإطارات، والتأثير السلبي على انسيابية الحركة، ومحاولة ترويع المواطنين المسالمين الآمنين، وإلحاق الضرر بممتلكاتهم" على حد وصفه.

وأضاف ولد احويرثي أنّ "الأجهزة الأمنية تصدت مبكرا لهذه الأعمال التخريبية المدانة، وتمت السيطرة على الوضع بشكل كامل، بفضل الخطة الأمنية المحكمة" على حد تعبيره.

يشار إلى أن انتخابات 2024 الرئاسية تعد ثامن انتخابات تنظمها موريتانيا منذ 1960 تاريخ استقلالها عن فرنسا.