ترجّح أوساط إعلامية غربية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعاد حساباته بشأن العلاقة مع روسيا، وبدأ بالفعل في تحويل وجه أنقرة نحو المعسكر الغربي، وربطت تلك الأوساط ذلك بفوز أردوغان بالانتخابات الرئاسية الأخيرة واستقباله للرئيس الأوكراني وتسليمه خمسة من قادة الجنود الأوكرانيين وقبوله عضوية السويد في الناتو عقب محادثات مباشرة مع الرئيس بايدن أحيت أمل أنقرة في الانضمام للاتحاد الأوروبي من جهة وفرص حصولها على مقاتلات إف 16.
الرئيس التركي استشعر ضعفًا لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ففضّل استغلال اللحظة والتوجه صوب الغرب
ويزعم مقال بصحيفة التايمز البريطانية أن الرئيس التركي استشعر ضعفًا لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ففضّل استغلال اللحظة والتوجه صوب الغرب، واستحضر المقال حادثة تسليم الرئيس التركي لنظيره الأوكراني خمسة من قادة الجنود الأوكرانيين كانت روسيا قد سلمتهم لتركيا للبقاء لديهم إلى حين انتهاء الحرب، لكن أردوغان سلم القادة للرئيس الأوكراني زيلينسكي الأمر الذي أثار حفيظة موسكو، حيث احتج الكرملين على عودة عدد من قادة "كتيبة آزوفستال" التي تصنفها موسكو "إرهابية"، من تركيا إلى أوكرانيا برفقة رئيسها فولوديمير زيلينسكي، في خرق لاتفاق كان يقضي ببقائهم هناك حتى نهاية النزاع.
واعتبر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن "عودة قادة كتيبة آزوف من تركيا إلى أوكرانيا هي خرق مباشر جديد لشروط اتفاقات مبرمة"، محملًا أنقرة "مسؤولية هذا الخرق".
وذهب السيناتور الروسي فيكتور بونداريف أبعد من ذلك بقوله إن "تركيا أصبحت دولة غير صديقة"، فيما دعا المقدم الروسي المعروف سيرغي ماردان المشاهدين الروس "إلى التشارك في شعور الإهانة الوطنية" تعبيرًا عن الصدمة الروسية من الخطوة التركية.
لكن كاتب المقال المنشور على التايمز اعتبر أن ما أقدمت عليه أنقرة "يجب أن لا يكون مفاجئًا للكرملين، فتركيا عضو في حلف الناتو وهي ذاهبة لقمة الحلف وعليها البحث عن طرق لحرف الانتباه عن علاقاتها الغامضة مع نظام بوتين. وتعرف موسكو جيدًا وخلال الـ 18 شهرا الماضية أن تركيا قدمت مُسيّرات بيرقدار لأوكرانيا، ولو كان لديه شك "فما على الكرملين إلّا البحث في يوتيوب عن فرقة أوكرانية تغني بالزي العسكري أغنية تحتفل بالمسيرات التركية"، وفق تعبير المقال.
ويحاجج المقال أن زحف يفغيني بريغوجين نحو موسكو، أفقد بوتين "هالة الرجل القوي في عين الزعيم القوي أردوغان".
ويذهب المقال أبعد من ذلك بتأكيده أن أردوغان "أخبر زيلينسكي أنه يدعم انضمام أوكرانيا لحلف الناتو، وقرر رفع الفيتو عن انضمام السويد للحلف العسكري وعرض أن تقوم البوارج العسكرية التركية بمرافقة سفن القمح الأوكراني عبر البحر الأسود، لو وافقت روسيا على تجديد الاتفاق في الأسبوع المقبل، بل وطلب من فرنسا مراقبة عمليات بناء مفاعل نووي تبنيه روسيا في تركيا"، في مؤشر قوي حسب المقال على تحول حقيقي في السياسة التركية.
ولن يعود أردوغان، خالي الوفاض، فقد حصل على تنازلات قوية من السويد في ملف أنصار حزب العمال الكردستاني، كما حصل على تعهدات سويدية بإحياء ودعم انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، فضلًا عن طموحه بجذب استثمارات غربية كبيرة لدعم اقتصاد تركيا الذي يعاني بسبب التضخم وانهيار الليرة.