16-نوفمبر-2024
ترامب ونتنياهو

صورة أرشيفية للقاء جمع دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في مارس 2019 )رويترز)

شهدت انتخابات الرئاسة الأميركية تحولًا في أصوات الناخبين المسلمين الذين ذهبت 30 بالمئة منها إلى الرئيس المُنتخب، دونالد ترامب، وجاء هذا التحول بعد الوعود التي قطعها ترامب خلال حملته الانتخابية للناخبين المسلمين بأنه سيعمل على إنهاء الحروب في الشرق الأوسط، لكن الأسماء المعروفة بتأييدها لإسرائيل التي اختارها ترامب للمناصب الوزارية، دفعت برجال الأعمال وقادة المنظمات المسلمين للإعراب عن شعورهم بالتعرض لـ"الخداع"، بحسب تقرير لوكالة "رويترز".

في حديثه لـ"رويترز"، يؤكد المستثمر، رابيول تشودري، من فيلادلفيا أن ترامب فاز بـ"فضل" أصوات الناخبين المسلمين، مضيفًا "لسنا سعداء باختياراته لمنصب وزير الخارجية وغيره (من المناصب)". ويُعد تشودري أحد الأشخاص الذين دعموا حملة ترامب الانتخابية، كما ترأس حملة "تخلوا عن هاريس" في بنسلفانيا، وفي المقابل شارك في تأسيس منظمة "مسلمون من أجل ترامب".

وكان ترامب قد أعلن عن اختياره السيناتور الجمهوري، ماركو روبيو، لمنصب وزير الخارجية، ويُعرف عن روبيو تأييده القوي للاحتلال الإسرائيلي، حيثُ رفض في وقت سابق من هذا العام الدعوة لوقف إطلاق النار في غزة. كذلك رشح ترامب حاكم أركنسو السابق، مايك هاكابي، لمنصب السفير الأميركي القادم لدى إسرائيل، وهو من المؤيدين بشدة لاحتلال إسرائيل الضفة الغربية، ويرى أن حل الدولتين "غير قابل للتنفيذ".

أعرب الناخبون المسلمون عن "شعهورهم بخيبة أمل كبيرة" من الأسماء التي اختارها الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، لإدارته الجديدة 

وتعليقًا على هذه الاختيارات، قال المدير التنفيذي لشبكة إشراك المسلمين الأميركيين وتمكينهم "آمين"، ريكسينالدو نازاركو: "نشعر بخيبة أمل كبيرة"، مضيفًا "يبدو أن هذه الإدارة ممتلئة بالكامل بالمحافظين الجدد والأشخاص المؤيدين بشدة لإسرائيل والمؤيدين للحرب، وهو ما يمثل خذلانًا من جانب الرئيس ترامب لحركة مؤيدي السلام ومناهضي الحرب".

لكن الأستاذ السابق في جامعة مينيسوتا والمؤسس المشارك لحملة "تخلوا عن هاريس"، حسن عبد السلام، يرى أن "خطط ترامب بشأن إدارته ليست مفاجئة"، قبل أن يضيف مستدركًا "لكن تبيّن أنها أكثر تطرفًا"، مضيفًا أن ترامب "يتبع فيما يبدو نهجًا بالغ التأييد للصهيونية.. كنا دائما متشككين للغاية.. بوضوح، ما زلنا ننتظر لرؤية إلى أين ستتوجه الإدارة، لكن يبدو أن مجتمعنا تعرض للخداع".

في تقرير منفصل، أعدته وكالة الأنباء الفرنسية، تتوقّع الباحثة في مركز التقدّم الأميركي، أليسون ماكمانوس، أن نشهد "تعنتًا" من قبل رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بعد وصول ترامب إلى المكتب الأبيض، مشيرة إلى مفاوضات وقف إطلاق النار كمثال على ذلك، وتضيف في هذا السياق أنها لن تتفاجئ إذا رأت "ترامب يمارس فعليًا بعض الضغوط"، وفق قولها.

ويختلف الباحث في معهد كارنيغي للسلام، آرون ديفيد ميلر، مع رأي ماكمانوس، فهو يذكّر بأن ولاية ترامب الأولى أظهرت اعتماد سياسته الخارجية على "انتهازية تقوم على الصفقات ومعالجة الملفات بشكل منفرد"، لافتًا إلى أن ترامب سيصطدم بالعقبات ذاتها التي واجهها الرئيس الأميركي، جو بايدن، إذا ما أراد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدًا ذلك بقوله: "لا يمكنه وقف الحرب في غزة ولن يضغط على نتنياهو من أجل ذلك".

وكانت استطلاعات الرأي قد أشارت إلى أن 30 بالمئة من الناخبين المسلمين صوتوا لترامب، في مقابل 61 بالمئة للمرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس. وفي المقارنة مع انتخابات 2020، سجل ترامب ارتفاعًا بـ5 نقاط في هذه الانتخابات، بعدما حصل 25 بالمئة من الأصوات ذاتها في الانتخابات السابقة، بيما حصل منافسه بايدن حينها على 63 بالمئة من أصوات الناخبين المسلمين.

وبعد أقل من أسبوع على فوز ترامب بسباق الانتخابات الرئاسي، أكد وزير مالية الاحتلال، بتسلئيل سموتريتش، عزمه اتخاذ خطوات جادة نحو ضم الضفة الغربية، مشيرًا إلى أن عام 2025 سيكون "عام السيادة الإسرائيلية" على هذه المنطقة، وهي خطوة مدعومة من نتنياهو الذي ينتظر استلام ترامب لمهامه رسميًا في البيت الأبيض للحصول على دعم أميركي لمخطط الضم.