لا يزال التصعيد في جنوب لبنان بين "إسرائيل" و"حزب الله" متواصلًا وسط مخاوف محلية ودولية من تحوّل المواجهات إلى حرب واسعة، تهدِّد استقرار المنطقة المشتعلة أصلًا، وتجرّها إلى حرب إقليمية.
وشهدت الأيام الأخيرة تصعيدًا غير مسبوق منذ بداية المواجهات بين الطرفين عقب عملية "طوفان الأقصى" والعدوان الذي تلاها على القطاع، حيث أطلق "حزب الله" مئات الصواريخ والمسيّرات باتجاه الأراضي المحتلة.
وفي محاولة لضبط التصعيد، وتجنّب الحرب الشاملة، يزور آموس هوكشتاين، أحد كبار مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الإثنين، "إسرائيل" لعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين وفق ما صرّح به مسؤول في البيت الأبيض، طلب عدم الكشف هن هويته، لوكالة "رويترز".
سيعقد آموس هوكشتاين اجتماعات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين لتجنب زيادة التصعيد على الحدود الجنوبية للبنان
وقال المسؤول إن هوكشتاين سيعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين لتجنب زيادة التصعيد على طول الخط الأزرق بين "إسرائيل" ولبنان.
وتأتي هذه الزيارة في وقت هدَّد فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي بتوسع المواجهات على الحدود الجنوبية للبنان، حيث قال المتحدث باسمه، دانيال هاغاري، أمس الأحد، إن: "تزايد اعتداء حزب الله يقودنا إلى حافة ما يمكن أن يكون تصعيدًا أوسع نطاقًا، والذي يمكن أن تكون له عواقب مدمرة على لبنان والمنطقة بأكملها".
وأضاف هاغاري، في بيان مصوّر، أن "إسرائيل": "ستتخذ إسرائيل الإجراءات اللازمة لحماية مدنييها حتى استعادة الأمن على طول حدودنا مع لبنان"، مشيرًا إلى أن "حزب الله" أطلق: "أكثر من 5 آلاف صاروخ قذيفة مضادة للدبابات وطائرات مسيّرة منذ أحداث السابع من أكتوبر". وتابع قائلًا: "سنعمل على عودة الإسرائيليين إلى الشمال، هذا أمر غير قابل للتفاوض".
وشن جيش الاحتلال، أمس الأحد، قصفًا جويًا ومدفعيًا استهدف عدة بلدات حدودية في جنوب لبنان بعد هدوء استمر 12 ساعة، حيث ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان أن مدفعية الاحتلال قصفت أطراف بلدة "رب الثلاثين"، وبلدات الناقورة ويارين وعلما الشعب.
ونفّذت طائرات الاحتلال عدة غارات استهدفت بلدات الطيبة، وكفركلا، ومحيبيب. وفي المقابل، ادعى جيش الاحتلال تنفيذ ضربات جوية ضد أهداف لـ"حزب الله" في جنوب لبنان.
وقبل يوم أمس السبت، أعرب مسؤولان أمميان في لبنان عن "قلقهما العميق" من تحوّل المواجهات بين "إسرائيل" و"حزب الله"، في جنوب لبنان، إلى حرب شاملة.
وحذّرت منسقة الأمم المتحدة الخاصة في لبنان، جينين هينيس بلاسخارت، ورئيس قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (اليونيفيل)، أرولدو لازارو، من أن تؤدي الحسابات الخاطئة وسوء التقدير على الحدود الجنوبية للبنان إلى حرب واسعة بين "إسرائيل" و"حزب الله".
وقال المسؤولان الأمميان، في بيان مشترك، إنه: "بينما تحتفل المجتمعات في لبنان وحول العالم بعيد الأضحى المبارك، تكرر عائلة الأمم المتحدة دعوتها لجميع الجهات الفاعلة على طول الخط الأزرق لوضع أسلحتها جانبًا والالتزام بمسار السلام".
وأضاف البيان: "منذ شهر تشرين الأول/أكتوبر، شاهدنا خسارة الكثير من الأرواح، واقتُلعت العائلات، ودُمّرت الأحياء، ونحن قلقون للغاية بشأن التصعيد الذي رأيناه مؤخرًا"، جنوب لبنان.
ولفت إلى أن: "خطر سوء التقدير الذي يؤدي إلى نزاع مفاجئ وأوسع نطاقًا هو حقيقي للغاية"، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة تواصل: "العمل مع الأطراف وحثّ جميع الجهات الفاعلة على التوقّف عن إطلاق النار والالتزام بالعمل من أجل حلّ سياسي ودبلوماسي – وهو الحلّ الوحيد الدائم".
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، الجمعة الفائت، بأن جيش الاحتلال أوصى بإنهاء العملية العسكرية في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، وإطلاق عملية أخرى على حدود لبنان.
وقالت القناة الـ12 الإسرائيلية، الجمعة، إن: "القيادة الشمالية بالجيش الإسرائيلي تركز على أهداف من شأنها أن تقلل قدرات حزب الله الهجومية"، مضيفةً أن: "الجيش يوصي في هذه المرحلة بتحويل الاهتمام نحو الشمال، أي إنهاء العملية في رفح في أقرب وقت من أجل الانتقال إلى لبنان"، وأنه: "أوصى الحكومة بهذا الموقف".
ونقلت القناة عن مسؤول أمني قوله إن: "هناك حاجة إلى تحرك أكثر حسمًا في الساحة الشمالية للسماح بالعودة إلى البلدات الشمالية"، التي تم إجلاء سكانها مع بداية العدوان على غزة.
وأضاف المسؤول أنه: "يمكن تحقيق الأمن من خلال اتفاق، ولكن لا يمكننا جلب الشعور بالأمن للسكان دون اتخاذ إجراءات فعالة". وذلك في وقت تتواصل فيه دعوات السياسيين والمسؤولين الإسرائيليين إلى شن حرب واسعة على لبنان.