جدد جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف ضاحية بيروت الجنوبية بسلسلة من الغارات العنيفة لليوم الثاني على التوالي، وذلك بالتزامن مع استهدافه بالقصف الجوي والبري بلدات الجنوب اللبناني، بما في ذلك مدينة النبطية التي حول مبانيها التاريخية إلى هدف له، بعدما دمر في وقت سابق سوقها الشعبي.
وفي التفاصيل، قال مركز عمليات طوارئ الصحة العامة في وزارة الصحة اللبنانية، اليوم السبت، إن الغارات التي شنتها مقاتلات جيش الاحتلال على مدينة صور، أسفرت عن سقوط سبعة شهداء، بينهم طفلتان، فضلًا عن إصابة 46 آخرين، مشيرًا إلى أن جثث بعض الشهداء تحتاج لإجراء فحوص الحمض النووي للتأكد من هوية أصحابها.
إلى ذلك، واصل جيش الاحتلال استهداف المواقع والأبنية الآثرية والتاريخية في مختلف الأراضي اللبنانية، إذ بعد استهدافه لمدينتي صور وبعلبك الآثريتين، قام باستهداف منزل دارة آل شاهين في مدينة النبطية جنوبي لبنان، وهو من المنازل التي تُعد معلمًا من المعالم التاريخية للمدينة، حيثُ وثق أحداثًا سياسية على مدى عقود من الزمن، عندما كان مقرًا لإقامة النائب الراحل رفيق شاهين (1925 – 2011).
تعرضت ضاحية الجنوبية لسلسلة من الغارات الجوية العنيفة، ليل الجمعة - السبت، سُمع دوي أنفجاراتها في أرجاء العاصمة
كما استهدف جيش الاحتلال بغارة ثانية منزل كمال ضاهر، والذي يعد من المنازل التراثية، حيثُ تم الانتهاء من ترميمه مؤخرًا، وكان المنزل مقرًا سابقًا للمجلس الثقافي للبناني الجنوبي، بحسب ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام. ويُظهر هذا الاستهداف تحولًا في سياسة جيش الاحتلال الذي أصبح يستهدف المعالم التاريخية والآثرية في لبنان.
وكانت الوكالة الوطنية قد قالت إن جيش الاحتلال قد شن، ليل الجمعة – السبت، سلسلة من الغارات العنيفة التي استهدفت ضاحية بيروت الجنوبية، مشيرةً إلى أن عدد الغارات بلغ 14 غارة، وذلك عقب إصدار المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، إنذارات إخلاء فوري لكل من حارة حريك، برج البراجنة، ومنطقة الحدث، التي تعرضت لغارات عنيفة سُمع دوي انفجاراتها في أرجاء العاصمة.
وأظهر مقطع مصوّر نشر عبر منصة "إكس" تعرض مبنى الجامعة اللبنانية لأضرار كبيرة جراء الغارات التي استهدفت محيطها، أمس الجمعة، في منطقة الحدث. وجاءت هذه الغارات العنيفة التي استهدفت الضاحية الجنوبية لليوم الثاني على التوالي، بعد أيام قليلة من الهدوء الحذر الذي استبق انتخابات الرئاسة الأميركية.
اضرار في الجامعة اللبنانية في الحدث بعد العـ دوان الذي استهدف محيطها ليل امس pic.twitter.com/ezpFPhkmTP
— مصدر مسؤول (@fouadkhreiss) November 9, 2024
وكانت الوكالة الوطنية للإعلام قد قالت في سلسلة أخبار عاجلة إن مقاتلات جيش الاحتلال شنت غارات عنيفة استهدفت مناطق مختلفة في لبنان، فضلًا عن استهداف مدفعية الاحتلال لبلدات جنوب لبنان الحدودية المحاذية لشمال الأراضي الفلسطينية المحتلة.
من جانبه، قال حزب الله في سلسلة بيانات منفصلة عبر قناته على "تلغرام"، اليوم السبت، إنه استهدفت تجمعات جيش الاحتلال قرب الحدود اللبنانية، فضلًا عن إسقاطه مسيّرة من طراز "هرمز 405"، وأضاف في بيان آخر أنه استهدف منطقة الكريوت شمالي مدينة حيفا بصلية صاروخية، وأشار الحزب إلى أنه استهدف بقصف صاروخي قاعدة زوفولون للصناعات العسكرية، وكذلك قاعدة ميرون لإدارة العمليات الجوية.
في السياق، تسبّب العدوان الإسرائيلي الذي يستهدف بشكل أساسي بلدات الجنوب، فضلًا عن سائر الأراضي اللبنانية، بخسائر مادية كبيرة للمزراعين في سهلي صور والناقورة، بعدما تعرضت مواسم الزيتون والموز والحمضيات للتلف لعدم تمكن المزارعين من الدخول إلى أراضيهم، فضلًا عن نفوق العديد من المواشي والدواجن، جراء تهديدات جيش الاحتلال المتكررة، بحسب الوكالة الوطنية.
🎥 جيش الاحتلال ينشر فيديو للحظة نسف عشرات المنازل في بلدة ميس الجبل #جنوب_لبنان pic.twitter.com/26cHuXT6JP
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) November 4, 2024
من جهته، نقل موقع "العربي الجديد" عن مجلس الجنوب أن عدد الوحدات السكنية التي دُمرت في بلدة ميس الجبل نتيجة العدوان الإسرائيلي بلغ 45 ألف وحدة سكنية، فيما بلغ عدد المحلات 10 آلاف محل تجاري، كما سجل تضرر نحو 200 ألف وحدة سكنية، بالإضافة 40 ألف محل، حيثُ عمد جيش الاحتلال إلى تنفيذ سلسلة تفجيرات لأبنية البلدة، في محاولة منه للقضاء على أي شكل من أشكال الحياة.
وقال رئيس بلدية ميس الجبل، عبد المنعم شقير، إنه: "حتى الأموات ومقابر البلدة لم تسلم من وحشية العدو وإجرامه"، مضيفًا أن هناك نحو 35 بلدة قام جيش الاحتلال بنسفها كاملًا، مما أفقدها جميع معالمها التاريخية، مؤكدًا أن "كل عمليات التفخيخ والتفجير نضعها في خانة تغيير معالم البلدات، وترهيب الناس لعدم العودة، واعتماد سياسة الأرض المحروقة".
وارتفع عدد الشهداء جراء العدوان المتواصل على لبنان منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى أكثر من 3117 شهيدًا وشهيدة، وإصابة أكثر من 13,888 آخرين، فيما سُجل نزوح أكثر من 1.3 مليون لبناني من مدن وبلدات جنوب وشرق لبنان، فضلًا عن الضاحية الجنوبية لبيروت ومخيمات اللجوء الفلسطيني المحاذية للضاحية.