15-أغسطس-2024
مباحثات اليوم الأول

من مباحثات اليوم الأول لوقف إطلاق النار في السودان (إكس)

دعت الولايات المتحدة، أمس الأربعاء، الجيش السوداني للانضمام إلى محادثات وقف إطلاق النار التي انطلقت في سويسرا بمشاركة قوات الدعم السريع، حيث تهدف المحادثات لوضع حد للنزاع الدامي في السودان، وفقًا لما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية.

ويشهد السودان حربًا عنيفة منذ نيسان/أبريل 2023، بين الجيش السوداني بقيادة، عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق، محمد حمدان دقلو، وضعت البلاد على شفير المجاعة.

ومع بدء المحادثات وعدم حضور البرهان، بادر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، للاتصال به هاتفيًا وحضه على الانضمام، وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، إن بلينكن "أعاد التأكيد على ضرورة المشاركة" في مكالمته مع البرهان.

غاب الجيش السوداني عن محادثات اليوم الأول لمباحثات وقف إطلاق النار التي تستضيفها جنيف 

وأضاف باتيل أن بلينكن أبلغ البرهان "بالحاجة الملحة" لكلا الطرفين "لإنهاء الحرب وضمان وصول المساعدات الإنسانية لملايين السودانيين الذين يعانون".

حان الوقت لإسكات البنادق

وكتب المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان، توم بيرييلو، على منصة "إكس": "حان الوقت لإسكات البنادق!"، بعيد افتتاح الاجتماع الذي يعقد في موقع لم يكشف عنه لدواع أمنية.

وردد دعوة بيرييلو لوقف إطلاق النار مئات من السودانيين الذين تظاهروا أمام مقر الأمم المتحدة في جنيف، بعد أن باءت بالفشل كل جولات التفاوض السابقة التي أجريت في جدة في السعودية.

وترمي المناقشات الجارية إلى توسيع نطاق إيصال المساعدات الإنسانية، وإيجاد آلية مراقبة وتدقيق لضمان تطبيق أي اتفاق.

وقال "مجلس السيادة الانتقالي السوداني" على منصة "إكس"، اليوم الأربعاء، إنه "في اجتماعه الدوري، مجلس السيادة يقرر فتح معبر أدري الحدودي  لمدة ثلاثة  أشهر"، وهو الأمر الذي سيسهل دخول المساعدات إلى السودان.

وفيما قبلت قوات الدعم السريع الدعوة للمشاركة في المحادثات، فإن سلطات السودان الذي يحكمه قائد الجيش فعليًا، أبدت تحفّظها على آليتها وعبرت عن اختلافها مع الولايات المتحدة في شأن المشاركين.

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية قد ذكرت أن البرهان، لم يؤكد إن كان سيرسل وفدًا لحضور الاجتماع، ونقلت عن نائب القائد العام للجيش السوداني، ياسر العطا، أن المفاوضات ليست خيارًا في الوقت الحالي.

وأضاف العطا للصحيفة الأميركية: "إذا أوقفنا الحرب الآن من خلال أي اتفاق، فهذا لا يعني السلام"، مشيرًا إلى ذلك "سيعني تأجيل الحرب لمدة عام أو عامين أو ثلاثة".

وترغب واشنطن بإشراك الاتحاد الإفريقي ومصر والإمارات والأمم المتحدة بصفة مراقبين في محادثات جنيف التي ترعاها مع السعودية وسويسرا، ويفترض أن تستمر لعشرة أيام على أبعد تقدير.

لكن الحكومة السودانية بقيادة الجيش احتجت على إشراك الإمارات، في حين تعتبر الولايات المتحدة أن أبوظبي والقاهرة يمكن أن تكونا "ضامنتين" لعدم بقاء أي اتفاق حبرًا على ورق.

من جانبه، يرى الباحث من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، كاميرون هدسون، أن الولايات المتحدة حاولت "خلق الوهم بوجود لحظة من الزخم لإجبار القوات المسلحة السودانية على التعاون لكن الجيش السوداني فهم أنها خدعة لأنه يعلم أن المجتمع الدولي منقسم"، وفقًا لما نقلت الوكالة الفرنسية.  

وأضاف هدسون: "إن الطريقة الوحيدة لحملهم على التفاوض هي القوة الغاشمة: إما أن يشعروا بأنهم يواجهون خطر خسارة الحرب في ساحة المعركة، أو خطر العزلة الدبلوماسية الحقيقية وخطر الدمار الاقتصادي الحقيقي، لكنهم لا يخضعون لأي من هذه الضغوط في الوقت الحالي".

20 بالمئة من السودانيين أصبحوا نازحين

إلى الآن أوقعت الحرب الدائرة في السودان منذ 2023 عشرات آلاف القتلى وأدت إلى أزمة إنسانية كبرى، وفق الأمم المتحدة التي وعلى غرار منظمات غير حكومية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، تندّد بعوائق توضع أمام العمل الإنساني.

وقال مسؤول برنامج أطباء بلا حدود في السودان، فيتوريو أوبيتسي، في مؤتمر صحفي، إن إيصال المساعدات على نحو آمن وبدون عوائق "يجب ألا يكون مرهونا بوقف القتال العدائية أو إيجاد حل للنزاع".

وذكرت وكالة تتلقى الدعم من الأمم المتحدة، مطلع الشهر الجاري، أن الحرب تسببت بمجاعة في مخيم "زمزم"، بالقرب من بلدة الفاشر المحاصرة، عاصمة ولاية شمال دارفور.

ويدور قتال عنيف منذ بداية أيار/مايو في مدينة الفاشر، العاصمة الوحيدة لولايات دارفور الخمس غير الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع التي تحاصرها.

وأفادت جمعية محامي الطوارئ التي تضم مجموعة من المحامين السودانيين الذين يوثقون الفظائع المرتكبة منذ بداية الحرب، عن "تكثيف القصف المدفعي العشوائي من قبل قوات الدعم السريع على المناطق المدنية" هذا الأسبوع، لا سيما في الفاشر وأم درمان، حيث أبلغوا عن قصف مدرسة وحافلة تقل مدنيين ومستشفى.

ويواجه السودانيون عددًا لا يحصى من الأزمات، بدءًا من موسم الفيضانات الذي تشهده ولاية كسلا الواقعة على الحدود الشرقية للسودان مع إريتريا، والذي تسبب بموجة نزوح للسكان، معظمهم كان قد نزح من المدن التي تشهد قتالًا بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وكانت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين قد أكّدت، السبت الماضي، وجود مجاعة في مخيم "زمزم" بشمال دارفور، وقالت في بيان نشرته على منصة "إكس"، إن: "علامات المجاعة كانت ظاهرةً منذ شهور، ولكن تم التأكد الآن من انتشارها".

ولفتت المفوضية إلى أن النازحين في المخيم: "يموتون جراء الجوع وسوء التغذية والمرض، سواء كانوا من الأطفال والنساء والرجال"، ودعت المفوضية الجهات المختصة: "إلى اتخاذ إجراءاتٍ عاجلة لمعالجة الوضع الحرج وإنقاذ أرواح المتضررين في المخيم".

وقالت المنظمة الدولية للهجرة في تموز/يوليو إن أكثر من عشرة ملايين سوداني، أو 20 بالمئة من السكان، نزحوا من ديارهم منذ بدء الحرب هناك، فيما قالت منظمات إنسانية إن نحو 2.2 مليون شخص قد فروا إلى دول أخرى منذ بدء الصراع.