18-يونيو-2024
المبعوث الأميركي إلى المنطقة لاحتواء التصعيد الإسرائيلي مع لبنان

(وكالات) المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين

وصل مبعوث الرئيس الأميركي الخاص، آموس هوكشتاين، اليوم الثلاثاء، إلى لبنان قادمًا من إسرائيل. وتهيمن على جولته قضيةٌ محوريةٌ هي التصعيد الإسرائيلي مع لبنان وإمكانية احتوائه ومنعه من التوسع إلى حربٍ شاملةٍ.

وقال المبعوث الأميركي عقب لقائه برئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري، الذي يعد الوسيط بين حزب الله وبقية الأطراف وفق ما هو معلنٌ، إنّ "مقترح الصفقة التي قدمها بايدن في الـ31 من أيار/مايو من شأنها أن تنهي الصراع وتؤدي لإطلاق سراح الأسرى وتوقف إطلاق النار"، مؤكدًا أن "الصفقة تنهي الحرب وتضع جدولًا زمنيًا لسحب القوات"، واعتبر المبعوث الأميركي أنّ "وقف إطلاق النار في غزة أو حلٍّ ديبلوماسي بديلٍ يمكن أن ينهي الصراع على الخط الأزرق، ويخلق الظروف للنازحين اللبنانيين المدنيين ليعودوا إلى بيوتهم في الجنوب، وأيضًا عودة المدنيين الإسرائيليين لبيوتهم في الشمال" وأضاف المبعوث الأميركي أن محادثاته في بيروت وإسرائيل "هدفها تجنب تصعيدٍ أكثر"، مردفًا أنّه "يجب وضع حدٍّ لهذا التصعيد بسرعةٍ وبديبلوماسيةٍ نظرًا لتكلفته الانسانية والاقتصادية والأمنية الباهظة"، معلنًا أنّ هذا الهدف "يمكن تحقيقه بالإضافة إلى أنه ملحٌّ".

وفي رده على سؤال أحد الصحفيين قال المبعوث الأميركي إن "المناقشات التي قام بها أمس في إسرائيل واليوم في لبنان تم القيام بها "لأن الوضع خطيرٌ  وقد رأينا تصعيدًا على مدى الأسابيع الماضية والرئيس بايدن يريد تجنب توسعه حتى لا يصل لحربٍ شاملةٍ، هذا هو الجهد الجاري هنا ولصالح الجميع إنهاء هذا الصراع الآن، ونؤمن بأن هنالك مسيرةً ديبلوماسيةً للقيام بذلك إذا ما وافق الطرفان عليه، ولكن الوضع الذي نحن فيه الآن خطيرٌ جدًّا".

يتركز جهد المبعوث الأميركي، آموس هوكشتاين، على احتواء التصعيد الإسرائيلي مع لبنان ومنع تطوره إلى حرب شاملة

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلت عن مصادر قولها "إن الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين أجرى محادثاتٍ غير مباشرة مع حزب الله بوساطة رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري"، وذكرت المصادر التي تحدثت للصحيفة أن "الأطراف يناقشون التوصل إلى اتفاقٍ مبدئيٍ لإنهاء الأعمال العدائية يكون مرتبطًا بوقف إطلاق النار في غزة".

ويبدو أن عقدة تلك المناقشات تتمثل في ربط احتواء التصعيد بما يجري في غزة، حيث نقلت وول ستريت جورنال عن دبلوماسيٍ فرنسيٍ قوله إنّ "حزب الله يريد ربط وقف إطلاق النار في الشمال بوقفه في غزة، وإسرائيل ترفض ذلك".

وأفادت القناة 12 الإسرائيلية أن إسرائيل "أبلغت المبعوث الأميركي آموس هوكستاين أن عملياتها العسكرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة شارفت على الانتهاء"، وأبلغته أيضًا أنّ "انتهاء العمليات في رفح سيؤثر على المنطقة وعلى جبهة لبنان".

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قال في وقتٍ سابقٍ إنه تمكن من إحكام سيطرته على نحو 60% إلى 70% من مدينة رفح، في إطار عمليته العسكرية المستمرة منذ 40 يومًا.

يشار إلى أنّ زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد طلب من الحكومة إبعاد حزب الله عن الحدود "سواء بتسوية سياسية أو عملية عسكرية"

هذا وتقود الولايات المتحدة وفرنسا جهوداً للتوسط في اتفاقٍ لضمان عدم اندلاع حربٍ بين حزب الله وإسرائيل. وفي إحاطةٍ للبنتاغون حول هذا التصعيد اعتبرت وزارة الدفاع الأميركية أنّه "رغم زيادة حدة المواجهات عند الحدود الشمالية لإسرائيل نعتقد أن القتال لا يزال قيد الاحتواء"، وأضاف بيان البنتاغون "تقييمنا أن الحرب في غزة لم تتمدد لتشمل إسرائيل ولبنان، لكننا نحث على تلافي التصعيد".

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الذي هاجم دعوة باريس لتشكيل إطارٍ ثلاثيٍ لمنع حربٍ جديدةٍ في لبنان، قال إنّ وزارة الدفاع "تعمل على تشكيل فرق تدخلٍ مدربةٍ وشراء طائراتٍ مسيرةٍ وأسلحةٍ متطورةٍ لتعزيز أمن المستوطنات"، مضيفًا أن هذه "الإجراءات تستهدف مواجهة المحاولات الإيرانية لتزويد جنين ومحيطها بالأسلحة في الضفة الغربية"، مردفًا أيضًا "سنواصل بذل كل جهدٍ هجوميٍ ودفاعيٍ لإحباط الإرهاب على حدودنا" على حدّ وصفه.

كما أوردت إذاعة الجيش الإسرائيلي خبرًا عن "تأسيس فرقةٍ جديدةٍ من جنود الاحتياط ستضم عشرات الآلاف من المتطوعين، وذلك بسبب الحاجة لمقاتلين إضافيين بعد نحو 9 أشهر من الحرب على قطاع غزة ومواجهة حزب الله على الحدود اللبنانية".